Site icon العربي الموحد الإخبارية

النوامة: الإرث المنسي في صعيد مصر

تُعَدُّ “النوامة”شاهدةً على عمق الثقافة في صعيد مصر وأسرارها في التكيف مع البيئة ومواجهة التحديات ، حيث تميزت تلك الهياكل الطينية الدائرية ذات الأسقف المقببة، بدورها الكبير في الحفاظ على البيئة وصحة الإنسان.

فما هي النوامة؟تعود هذه الصورة إلى عام ١٩٤٠، والنوامة هي نوع من الأسرّة الطينية التي كانت تشيد بأحجام صغيرة، خاصة للأطفال،والبالغين أيضا بهدف حمايتهم من العقارب والزواحف أثناء النوم.كانت هذه الأسرّة مرتفعة عن سطح الأرض، مما يجعل من الصعب على العقارب والزواحف الوصول إليها، حيث تسقط قبل الوصول إلى القمة.تصميم النوامة تتميز النوامة بتصميمها الفريد الذي يشبه نبات عش الغراب، حيث تكون القاعدة دائرية واسعة وتضيق كلما ارتفعت، بارتفاع يصل إلى حوالي ٣٠ سم عن الأرض، أما القبة فتتكون من طبقات من الطين المدمج المغطاة بطين ناعم مصقول ومزين بالزخارف الهندسية البسيطة.هذا التصميم لم يكن مجرد وسيلة لحماية الأطفال، بل كان يعكس أيضًا فهمًا عميقًا للطبيعة والبيئة المحيطة. كانت النوامة تُشيد من الطين، مما يجعلها متينة وقادرة على تحمل الظروف المناخية القاسية في الصحراء. الأهمية التاريخيةتعتبر النوامة جزءًا من التراث الثقافي لصعيد مصر، وهي تعكس الحياة اليومية والتحديات التي واجهتها الأسر قديما في تلك المنطقة. على الرغم من اندثار الأسرة التي كانت تستخدم هذه الهياكل نتيجة لتطور البناء، إلا أن النوامة تظل رمزًا للإبداع والقدرة على التكيف مع البيئة والمعرفة العميقة بالطبيعة.

Exit mobile version