قماش ومقص وأفكار تولد من رحم التراث، لتبدع إحدى السيدات في إعداد نموذج مصغر من الجلابية النوبي “الجرجار”، وتكون باكورة إنتاج ورشة “تصاميم عصرية بروح تراثية”، التي أعدتها مدرسة خزانة للتراث بالتعاون مع جمعية مصر للثقافة وتنمية المجتمع.
وتأتي الورشة في إطار البرنامج التدريبي «ألسطة» الذي أطلقته مدرسة خزانة مؤخرًا لدعم المشاريع التراثية. تقول علياء نصار مؤسسة مدرسة خزانة لـ«بوابة روزاليوسف»، إن المدرسة تهدف إلى الحفاظ على التراث، بأنواعه المادي وغير المادي بما يشمله من عادات وتقاليد وتراث سينمائي وموسيقى، لذا فعملنا يرتكز على ٣ مستويات، المستوى الأول يتعلق بزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التراث من خلال إقامة المحاضرات والندوات، والمستوى الثاني خاص بالتوثيق إما من خلال فريق عملنا أو بإقامة ورش لتعليم المشاركين بها كيفية توثيق تراثهم.وتضيف علياء: أن المستوى الثالث يتعلق بدعم ورعاية المشاريع المستلهمة من التراث، وهو ما أطلقنا عليه برنامج ألسطة التدريبي، والذي سيتم في إطاره عقد عدد من الورش لتعليم حرف تراثية كالتطريز وهو ما حدث بالفعل خلال ورشتنا الأولى “تصاميم عصرية بروح تراثية” أو دعم مشروعات لها صلة بالتراث.وتشير علياء إلى أن أصل كلمة ألسطة التي أطلقتها على البرنامج التدريبي تعود إلى الكلمة الإيطالية alleste، والتي تعني كله جاهز، كله تمام، وهي من الكلمات التي دخلت على لغتنا من الإيطاليين. تجتمع مجموعة من السيدات بمركز تأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة بالزيتون، لحضور التدريب الخاص بالتطريز الذي تنظمه مدرسة خزانة، وتشرح لهن المدربة شيم الجابي مفهوم الأزياء التراثية وكيفية الحفاظ عليها، وتدربهن على القص السريع.المشهد السابق تصفه علياء موضحة أن الورشة تمت بالتعاون مع جمعية مصر للثقافة وتنمية المجتمع، والجمعية لها ٩ فروع، وقد نظمنا الورشة على مدار يومين بثلاثة فروع، الأول مركز تأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة بالزيتون والثاني بعين شمس والثالث بحلوان، وقد حضر عدد من ذوى الاحتياجات الخاصة وأولياء أمورهم وأقاربهم، مشيرة إلى أنه لم يكن مطلوبا أي خلفية سابقة بالتطريز. وتشير إلى أن هدف الورشة هو تعليم التفصيل باستخدام تكنيك القص السريع فلا حاجة لرسم باترون للتفصيل عليه، فنقص على نماذج جاهزة لكسر الحاجز بين المتدربات وبين القص والتفصيل، لافتة إلى أن شيم الجابي التي قامت بتدريبهن حاصلة على ماجستير من أكاديمية الفنون الشعبية عن الأزياء السيناوية، ومتخصصة في التدريب والتسويق للمشروعات الصغيرة.وعن هدف البرنامج قالت علياء: «كل ما الناس اشتغلت على حاجة لها علاقة بالتراث فسنحافظ عليه، ولما نعمل منتجات مستلهمة من موتيفات تراثية فستكون طوال الوقت تحت العين ولن تندثر».وتذكر أنه من المقرر عقد ورشة أخرى في إطار البرنامج تحت اسم «ابدأ صح»،وهى ورشة مختصة بريادة الأعمال وستكون أيضًا من تدريب شيم الجابي. مدرسة خزانة للتراث غير هادفة للربح، والمشروعات التي تقوم بها تدخل في نطاق التدريب والتنمية كما تؤكد علياء، مضيفة أن خزانة لا تهتم فقط بتوثيق التراث المصري، ولكن تم تنظيم العديد من الفعاليات التي نلقي فيها الضوء على التراث الإيطالي واليوناني والسوداني والفلسطيني لأنه تراث مشترك بيننا وبين دول حوض البحر المتوسط والعالم الإسلامي، فهناك ثقافات مختلفة موجودة وعاشت لسنوات في مصر مما نجم عنه تزاوج واندماج ما بينهم وبيننا، فهم أصبحوا جزء من تراثنا وثقافتنا وهويتنا.وعن حلمها الخاص بمدرسة خزانة، تقول: «أتمني خلال ٥ سنوات تحقيق فكرة المدرسة على أرض الواقع، وأن يكون لها منهج تعليمي معتمد من مدرسة أو جامعة».