غالباً ما نسمع عن “متلازمة القلب المكسور” التي تحدث نتيجة التوتر والحزن الشديدين، ولكن ماذا عن “متلازمة القلب السعيد”؟ رغم أن السعادة عادةً ما ترتبط بتحسين صحة القلب، إلا أن هناك حالات نادرة يتسبب فيها الفرح الشديد في إجهاد القلب بطريقة مشابهة لتلك التي يسببها الحزن، وتُعرف هذه الظاهرة الطبية باسم “متلازمة القلب السعيد”، وهي تُسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين العواطف والصحة القلبية.
أوضحت الدكتورة تقى شرف الدين أخصائي الطب النفسى جامعة المنوفية، أن متلازمة القلب السعيد هي حالة نادرة تحدث عندما يتعرض الشخص لمشاعر فرح شديدة تؤدي إلى تضخم مؤقت في البطين الأيسر من القلب، مما يضعف قدرة القلب على ضخ الدم بشكل طبيعي، وتُعد هذه الحالة نوعاً من اعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد العاطفي.
وكشفت في تصريحاتها لليوم السابع، أنه خلال هذه الحالة يحدث تشنج للقلب من فرط السعادة مما يؤدي للشعور بألام في منطقة الصدر وتصاب عضلة القلب بضرر وهو ما يعرف بمتلازمة القلب السعيد ، وما يزيد من عوامل خطورة “متلازمة القلب السعيد” أن يكون الشخص لديه تاريخ من الاكتئاب أو اضطرابات ونوبات عصبية وبعض الأمراض التي تؤثر على القلب، وقتها قد لا يحتمل القلب الفرح مثلما لا يحتمل الحزن.
وأضافت أنه عندما يشعر الإنسان بالسعادة أو الحزن فإن كمية الأدرينالين الكبيرة التي يضخها الجسم، تؤثر أولا على القلب فتزيد من قوة تدفق الدم وترفع دقاته بسرعة بجانب ضيق في التنفس، وخفقان القلب السريع، والتي قد تشبه أعراض النوبة القلبية.
ووفقا لموقع هيلث سايد يتركز العلاج على تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات، يشمل ذلك استخدام أدوية تخفيض ضغط الدم ومُهدئات لتقليل الإجهاد على القلب، كما ينصح بالراحة النفسية والجسدية حتى يتماثل القلب للشفاء، وفي الحالات الحادة، قد يتطلب الأمر مراقبة دقيقة في المستشفى.