منذ فجر التاريخ، سحرتنا قوة الأسد وجماله المهيب، لطالما كان رمزًا للقوة والشجاعة، لكنه كان أيضًا موضوعًا للخوف والتقدير.
وعلى مر العصور، حاول الإنسان كسر الحواجز بينه وبين هذا المفترس الشرس، فحاول ترويضه واستئناسه، لكن.. هل يمكن حقًا ترويض نيران بركان؟ هل يمكن لنا أن نغير طبيعة كائن صُمم للسيادة والوحشية؟ وكان لـ”بوابة روزاليوسف” هذا الحوار مع كابتن “أشرف الحلو”، لمعرفة الإجابة عن هذه الأسئلة، حيث كان شاهدًا على تراث عائلي عريق في ترويض الأسود، وورث عن جده ووالده حُب هذه المخلوقات الفريدة، وحمل مشعل العائلة ليواصل مسيرتهم في هذا المجال المليء بالتحدي والإثارة.أشرف الحلو يُطعم الأسد بفمه أخبرنا أولًا كم كان عمرك عندما قمت بتدريب الأسود لأول مرة؟ وهل كان هناك رهبة؟ كنت أبلغ من العمر 5 أعوام عندما دربت الأسود لأول مرة، لم يكن هناك أي خوف أو رهبة منهم لأن وجود الأسود في حياتي أمر اعتيادي، “وأنا عندي سنة كان الأشبال بيحتفلوا معايا بعيد ميلادي”. حدثنا عن تجربة أول عرض لك مع الأسود أول عرض كان في مرسي مطروح بالمشاركة مع “أوسة أختي” ، كنت أبلغ من العمر 15 عامًا وكنا نعرض على 6 أسود، بالطبع الجمهور له رهبة ولكن لم يشغلني سواء الجمهور أو الأسود بل كان شاغلي الأساسي والدي “الحاج محمد الحلو” رحمه الله”.. “أنا واختي كنا مرعوبين منه علشان لو غلطنا مش هيسمي علينا”. ما سبب اتجاه كل ترويض الأسود ؟ انا خريج كلية حقوق ومنذ أن كنت طفلًا كنت العب في النادي الأهلي، ولكن حبي وشغفي بتربية الأسود هو ما دفعني لترك الكورة والاتجاه إلى مهنة ترويضها، لم أر نفسي يوما أعمل بشغل إداري مثل المحاماه وغيرها لذلك بعد إنهاء دراستي الجامعية بكلية الحقوق، ظللت مستمر بمهنة ترويض الأسود، لطالما كانت هي هوايتي المفضلة. كيف يتم الاهتمام بصحة الأسود ومتابعة نظامه الغذائي؟ هناك نظام محدد نربي الأسود وفقًا له، ومتوفر لدينا الدكاترة البيطريين وكنسول طبي كامل لمعالجتهم في حالة المرض، ومتابعتهم في حالة الحمل، كذلك إذا كان الأسد متقدم في العمر يكون له نظام غذائي محدد. ليس كل أسد مثل الآخر، بل كل أسد له شخصية ونظام اجتماعي ومعاملة خاصة. من خلال الحب والإحترام، يحبني عندما أهتم باللعب معه وإطعامه وإعطاؤه الشاور، وبالتالي لا يفكر في الهجوم علي، وكذلك لا أجعله يلعب معي بطريقة خاطئة بحيث إن حدث هجوم لا يتعامل معي بنفس الطريقة ويؤذيني. كما حدث مع جدي “علي محمد الحلو” رحمه الله، عندما نشب صراع بين الأسدين “سلطان وجبار” على “لبوة”، وفصل بينهم جدي فاعتقد “سلطان” أن جدي يقف ضده مع “جبار”، فهجم عليه بعد العرض من خلفه وتوفي جدي إثر هذا الحادث. ولكن بعد ذلك ندم سلطان وأضرب عن الطعام حتي توفي من فرط الندم لأنه كان يجب جدي جدا. كيف يتم السيطرة على الأشبال الصغيرة خصوصًا أن الأطفال تلتقط الصور معها في نهاية العرض؟ الأشبال الصغيرة مُستأنثة ومدربة على التعامل مع الأفراد لذلك لا يوجد أي خوف منها. ما الذي يمكن أن يقوي ويدعم مهنة ترويض الأسود في مصر؟ ثقافة الشعب، ربما يقدر عدد الأفراد غير المُثقفين للتعامل مع الحيوانات بنسبة 50%، وهنا لا أتحدث عن الأسود بشكل خاص، فمثلا الكلاب نجد طفل يهاجمهم وعندما يهجم عليه الكلب يقوم أحد آباءه بإيذاء ذلك الكلب بالرغم من أنهم هم من تعرضوا له أولًا. ماهي أكبر التحديات التي تواجهها في مهنة ترويض الأسود؟ أصعب ما أواجهه هو مرض إحدى الأسود، فممكن أن يستعدي الأمر أن أظل معهم في السيرك أسبوع أو عشرة أيام حتي أتأكد من تمام معافاته. ما العمر الذي يكون الأسد به مؤهلا للتدريب؟ وما المدة التي يستغرقها؟ لا يوجد أسد يتعلم سريعًا فممكن أن يستغرف مدة مدة تترواح بين “عام ونص إلي عامين” ، نبدأ ترويض الأسود على العروض والشو منذ سنة ونصف أو سنتين، وأجعلهم يشاركوا في هذا السن ليعتادوا على أجواء السيرك والجمهور، ومنذ بداية 3 أعوام يكون الأسد جاهز للعرض بشكل كامل. ما هو العمر الذي يصبحبه الأسد في سن الشيخوخة أو غير مؤهل لتقديم العروض؟ وكيف يتم التعامل معه؟ متوسط عمر الأسد تحت ولاية الإنسان عندما يبلغ عمرها 30 أو 35 عام، ويوجد لدي “بشري” التي ترفع يدها و”تميمة” التي تصفق، كلا منهما بلغ سن العشرين، ولكن يشاركوا في العروض بحركات بسيطة كي لا أجدهم. وعندما يظهر سن الشيخوخة على إحدى الأسود يظل في القفص ويتلقي منا الرعاية الكاملة حتى يلفظ آخر أنفاسه.
أثناء تقديم العرض مع الأسود
أثناء الحوار