في قلب جبال اليمن الشاهقة، حيث تتعانق السماء مع الأرض، يقع جسر شهارة، أحد أعظم المعالم الهندسية التي تروي قصة التحدي والإبداع في العمارة القديمة.
يُعتبر هذا الجسر المذهل، الذي يُرجع تاريخه إلى القرن الثالث عشر الميلادي، رمزاً للصمود والابتكار في المنطقة. موقعه الفريديستقر جسر شهارة في قرية شهارة بمحافظة عمران، على ارتفاع يقارب 2800 متر فوق سطح البحر، ما يجعله أحد أعلى الجسور في العالم. يتميز الجسر بموقعه الاستراتيجي فوق وادٍ عميق، وهو ما أضفى عليه جاذبية غير عادية. تصميمه المعماريشيد جسر شهارة في عام 1323 هجرية – 1905ميلادية، على أخدود شديد الانحدار للربط بين حبلين شاهقين هما جبل شهارة الفيش وجبل شهارة الأمير، حيث كان الطريق بين الحبلين يستغرق وقتا ومجهودا كبيرا.. يمتاز جسر شهارة بتصميمه المعماري الرائع الذي يجمع بين البساطة والتعقيد، تم تشييد الجسر بالكامل من الحجر الجيري، وشكل قوسه العظيم بتقنية المعمار القديمة التي لا تزال تُبهر الزوار حتى اليوم. يمتد الجسر بطول 30 متراً، وعرض 3أمتار وارتفاع 20 متراً، ويضم أربعة أعمدة داعمة تسهم في استقراره ومتانته، ويقع على هوة أخدود عميق يصل عمقه أكثر من 300 متر. التاريخ والأهميةيُعتقد أن جسر شهارة بُني كطريق رئيسي يربط بين المدن والقرى المختلفة في اليمن. استخدمه التجار والمسافرون على مر العصور، ما جعله شريان حياة هاماً للمنطقة. كما يُعتبر الجسر رمزاً لمهارات البناء التقليدية التي تمتاز بها الثقافة اليمنية. حالة الجسر الحاليةرغم مرور الزمن، فإن جسر شهارة لا يزال يحتفظ بجماله وإبداعه المعماري. فإن الظروف الطبيعية وتغيرات الطقس قد أثرت عليه بعض الشيء، مما يستدعي جهوداً مستمرة للحفاظ عليه وترميمه للحفاظ على هذا المعلم التاريخي لضمان استمراره كجزء من التراث الثقافي لليمن. جسر شهارة شاهد على عظمة الفكر الهندسي والتقني في الماضي، وصورة حية لجمال الطبيعة اليمنية. يجسد هذا الجسر روح المقاومة والابتكار التي تميزت بها حضارات اليمن عبر العصور.