في عام 1980، تحولت قطعة من صحراء سيناء إلى لوحة فنية ضخمة بيد الفنان البلجيكي “جان فيرامي”، مستلهمًا من معاهدة السلام التي أبرمت بين مصر وإسرائيل، وقرر أن يلون صخور هذه الصحراء باللون الأزرق، ليرمز إلى السلام والأمل.
ومنذ هذه اللحظة، ولدت الصحراء الزرقاء، شاهدة على لحظة تاريخية فارقة، وعلى قدرة الفن على أن يكون لغة عالمية تتجاوز الحواجز الزمنية والجغرافية. كيف تبدو الصحراء الزرقاء؟ الصحراء الزرقاء، أو كما تعرف أيضًا بالوادي الأزرق، هي منطقة فريدة من نوعها تتكون من صخور وتكوينات صخرية ملونة باللون الأزرق، ما يجعلها تبدو وكأنها من كوكب آخر. تقع هذه المنطقة على بعد بضعة كيلومترات جنوب غرب دير سانت كاترين بجنوب سيناء، وتمتد على مساحة تقدر بـ14 كيلومتر مربع. قد يتساءل البعض عن سبب هذا اللون الأزرق المميز، وفي الحقيقة هذه الصخور لم تكن زرقاء اللون بطبيعتها، بل تم طلاؤها يدويًا باللون الأزرق في عام 1980 من قبل الفنان البلجيكي جان فيرامي. سبب طلاء الصخور باللون الأزرق كان للفنان فيرامي فكرة إبداعية وهي تحويل هذه المنطقة إلى لوحة فنية ضخمة تعبر عن السلام، اختار اللون الأزرق لرمزية السلام، وذلك احتفالاً بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل التي وقعت في كامب ديفيد عام 1979. بعد موافقة الرئيس المصري آنذاك، أنور السادات، على الفكرة، بدأ الفنان فيرامي ومعه فريق من العمال بتنفيذ المشروع، استخدموا حوالي 10 أطنان من الطلاء، الذي تم توفيره من قبل منظمة الأمم المتحدة، لطلاء الصخور بألوان زرقاء مختلفة. أهمية الصحراء الزرقاءتمثل الصحراء الزرقاء رمزًا للسلام والتسامح بين الشعوب، وأصبحت هذه المنطقة وجهة سياحية شهيرة، حيث يأتي الزوار للاستمتاع بجمال الطبيعة والتقاط الصور التذكارية. كما تعد الصحراء الزرقاء تحفة فنية فريدة من نوعها تجمع بين الطبيعة والإبداع الإنساني. يمكنك قضاء ليلة في الصحراء تحت النجوم والاستمتاع بجمال السماء المرصعة بالنجوم، وكذلك التنزه واستكشاف المنطقة سيرًا على الأقدام والتمتع بالمناظر الخلابة. تستطيع الاستمتاع بالتصوير الفوتوغرافي حيث تجد في الصحراء الزرقاء العديد من المناظر الطبيعية الخلابة التي تستحق التقاط الصور.