وأضافت الصحيفة الأمريكية أن شركة إيرانية دفعت ما لا يقل عن 3 ملايين دولار كفدية شهر أغسطس الماضي لمنع مجموعة مجهولة من المتسللين من نشر بيانات الحسابات الفردية لما يصل إلى 20 بنكاً محلياً، واصفة ذلك بأنه “أسوأ هجوم إلكتروني شهدته البلاد”، وفقًا لمحللين غربيين ومسؤولين مطلعين على الأمر.
وقال المسؤولون الغربيون، الذين لم تُشرْ “بوليتيكو” إلى أسمائهم، إن مجموعة تعرف باسم “IRLeaks”، والتي لها تاريخ في اختراق الشركات الإيرانية، وقفت على الأرجح وراء الاختراق الأخير، موضحين أن المتسللين هددوا في البداية ببيع البيانات التي جمعوها، والتي تضمنت الحسابات الشخصية وبيانات بطاقات الائتمان لملايين الإيرانيين، على شبكة الإنترنت المظلمة ما لم يتلقوا 10 ملايين دولار من العملات المشفرة، لكنهم استقروا لاحقاً على مبلغ أصغر.
ولفت المسؤولون إلى أن الحكومة الإيرانية دفعت من أجل التوصل إلى اتفاق؛ خوفاً من أن تؤدي سرقة البيانات إلى زعزعة استقرار النظام المالي في البلاد، “والذي يتعرض لضغوط شديدة وسط العقوبات الدولية التي تواجهها البلاد”.
وحسب “بوليتيكو”، فإن “إيران لم تعترف قط بالاختراق الذي حدث في منتصف أغسطس 2024، والذي أجبر البنوك على إغلاق ماكينات الصراف الآلي في جميع أنحاء البلاد”، مشيرة إلى أنه “على الرغم من أنه تم الإبلاغ عن الهجوم في ذلك الوقت من قبل بعض وسائل الإعلام الأجنبية، إلا أنه لم يتم الكشف عن المتسللين المشتبه بهم ولا طلبات الفدية”.
وقالت الصحيفة الأمريكية في هذا الصدد “لقد وجه المرشد الأعلى الإيراني رسالة غامضة في أعقاب الهجوم، حيث ألقى باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل في (نشر الخوف بين شعبنا)، دون الاعتراف بتعرض بنوك البلاد للهجوم”، حسب “بوليتيكو، مشددة على أن “خامنئي قال إن هدف العدو هو نشر الحرب النفسية لدفعنا إلى التراجع السياسي والاقتصادي وتحقيق أهدافه”، حسب تعبيره وحسبما أوردت “بوليتيكو”.
واستطردت “بوليتيكو” أن “هذا الاتهام بدا معقولاً نظراً للتوترات الأوسع بين إسرائيل والولايات المتحدة وإيران. فبينما تلوم طهران إسرائيل على اغتيال أحد قادة حماس في إيران مؤخرًا، تتهم واشنطن إيران بمحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية من خلال اختراق عملية حملة دونالد ترامب.
ونفت الصحيفة أي دور للولايات المتحدة أو إسرائيل أو الدول الغربية في هذا الاختراق الإلكتروني قائلة إنه “على الرغم من هذه التوترات، قال أشخاص مطلعون على الاختراق المصرفي الإيراني لصحيفة بوليتيكو إن شركة IRLeaks لا تتبع الولايات المتحدة ولا إسرائيل، مما يشير إلى أن الهجوم ربما كان من عمل قراصنة مستقلين مدفوعين في المقام الأول بدوافع مالية.
نقلا عن أ ش أ
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل