Site icon العربي الموحد الإخبارية

منزل الأمصيلي.. جوهرة معمارية تتحدى الزمن في رشيد

يعتبر منزل الأمصيلي في مدينة رشيد المصرية أحد أبرز المعالم الأثرية التي تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا وحضارة زاخرة.

 هذا المنزل الفريد من نوعه يقف شامخًا شاهدًا على عظمة العمارة الإسلامية في مصر، ويتفرد بطرازه المعماري المذهل وزخارفه البديعة التي لا تزال تحكي حكايات الماضي.   ما يجعل منزل الأمصيلي صرحًا معماريًا استثنائيًا هو تزاوج العناصر المعمارية الإسلامية مع لمسات من الطراز العثماني، مما خلق مزيجًا فريداً من نوعه. فمن الخارج، يظهر المنزل بتصميمه المتناسق وجدرانه العالية المزينة بالطوب الأحمر والأسود، والتي تعكس مهارة البنائين القدماء.   أما من الداخل، فتنبهر العين بجمال الزخارف الخشبية المعقّدة والنقوش التي تغطي الأسقف والجدران، ما يخلق أجواءً من الفخامة والأناقة.   تاريخ بناء منزل الأمصيلييعود تاريخ بناء منزل الأمصيلي إلى القرن التاسع عشر، حيث شيده أحد قادة الجيش العثماني في رشيد، وقد أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى مالكه الأخير “أحمد الأمصيلي”، الذي كان ينتمي إلى مدينة أماسيا التركية. بعدما تعرفنا على تاريخ بناء “منزل الأمصيلي” سنتجول داخل هذا الصرح المعماري الفريد ونستكشف أجواء الفخامة والرقي من الداخل.   عند دخولك إلى منزل الأمصيلي، ستجد نفسك في دهليز فسيح مزين بزخارف ناعمة، يُضفي هذا الدهليز على المكان شعورًا بالاستقبال والحفاوة، وعلى جانبي الدهليز، ستلاحظ أبوابًا خشبية مزخرفة تؤدي إلى غرف مختلفة.   الدور الأرضي يتكون من القاعة الرئيسية، وهي تمثل قلب المنزل، وتتميز بسقف مرتفع مزين بزخارف خشبية معقدة. في وسط القاعة، تجد دكة خشبية فخمة تستخدم للجلوس والاستقبال، وعلى الجدران، ستلاحظ نقوشًا هندسية ونباتية تعكس ذوقًا فنيًا رفيعًا. حجرة الاستقبال: تقع حجرة الاستقبال بجوار القاعة الرئيسية، وهي مزودة بباب خشبي مزخرف وحجاب من ثلاثة عقود، ويتميز سقف هذه الحجرة بزخارف خشبية على شكل أطباق نجمية وأشكال هندسية ونباتية.   السلم: يؤدي سلم خشبي منحوت بدقة إلى الطابق العلوي أو الدول الأول من المنزل. ويتكون الدور العلوي من قاعة فسيحة تتوسطه، وتتميز بإيوان يطل على الخارج، وخلف الإيوان، يوجد شباك مزدوج يوفر إضاءة طبيعية جيدة للغرفة.  الحجرة الرئيسية: تشغل الحجرة الرئيسية جزءًا كبيرًا من الطابق العلوي، وهي مزودة بدولاب أغاني مزخرف بالعاج والصدف. أيضًا يحتوي الطابق العلوي على غرف أخرى تستخدم للنوم والاسترخاء.  الزخارفوالتشطيباتتتميز جميع غرف المنزل بزخارفها الرقيقة وتشطيباتها الفاخرة، فنجد الجدران مغطاة بالجص المزخرف، والأسقف مزينة بالخشب المنحوت، والأرضيات مرصوفة بالرخام.  كما تستخدم الأبواب والنوافذ الخشبية المزخرفة بكثرة في المنزل، مما يضفي عليه طابعًا شرقيًا أصيلاً. عند التجول داخل منزل الأمصيلي، ستشعر وكأنك قد عدت إلى الماضي، حيث ستحيط بك أجواء من الفخامة والرقي، فالزخارف المعقدة والأثاث الخشبي الفاخر، إلى جانب الإضاءة الطبيعية التي تدخل من النوافذ، تخلق جوًا دافئًا ومريحًا.  أسرارالعمارةالإسلاميةيتضمن منزل الأمصيلي العديد من العناصر المعمارية الإسلامية التي تدل على رقي الحضارة الإسلامية في مصر، ومن أبرز هذه العناصر: القباب: تبرز القباب بوضوح في تصميم المنزل، وهي تعكس التأثير العثماني في العمارة الإسلامية. الأقواس: تستخدم الأقواس بشكل واسع في المنزل، سواء كانت مدببة أو مستديرة، مما يعطي المنزل طابعًا ديناميكيًا. المشربيات: تعتبر المشربيات من أهم العناصر الزخرفية في المنزل، وهي تسمح بدخول الضوء والهواء مع الحفاظ على الخصوصية. الزخارف النباتية والهندسية: تغطي الزخارف النباتية والهندسية الجدران والأسقف، وهي تعكس الإبداع الفني للحرفيين القدماء.   يعتبر منزل الأمصيلي كنزا وطنيا يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة، لذلك شهد المنزل العديد من عمليات الترميم والصيانة بهدف الحفاظ على هيكله الأصلي وزخارفه البديعة.   كما تم تحويل جزء من المنزل إلى متحف لعرض المقتنيات الأثرية التي عثر عليها داخل المنزل، مما يوفر للزوار فرصة للتعرف على تاريخ وحضارة مدينة رشيد.  منزل الأمصيلي هو أكثر من مجرد مبنى تاريخي، فهو شاهدًا على عظمة الحضارة الإسلامية في مصر، ورمزًا للهوية الثقافية لمدينة رشيد.

Exit mobile version