Site icon العربي الموحد الإخبارية

كهف جروتو نبتون.. جواهر طبيعية في سردينيا الإيطالية

يقع كهف “جروتو نبتون” (Grotto di Nettuno) في الساحل الشمالي الغربي لجزيرة سردينيا الإيطالية، ويُعد واحدًا من أجمل الكهوف البحرية في العالم.

تم اكتشافه في القرن الثامن عشر ويعتبر اليوم وجهة سياحية بارزة، يستقطب آلاف الزوار سنويًا الذين يتوافدون لاستكشاف جماله الفريد وتشكيلاته الجيولوجية المذهلة.  كهف جروتو نبتون تكوّن عبر ملايين السنين من خلال التآكل البطيء للصخور الكلسية بواسطة المياه. يتميز بتشكيلاته الصخرية الطبيعية المدهشة، مثل الصواعد (Stalactites) والهوابط (Stalagmites)، التي تضيف لمسة سحرية إلى أجواء الكهف.تنتشر هذه التشكيلات في جميع أنحاء الكهف، مما يجعله يبدو كأنه كاتدرائية طبيعية من الجير.  يمتد الكهف على طول 4 كيلومترات، ولكن يمكن للزوار استكشاف حوالي 600 متر منه.يصل عمق الكهف إلى حوالي 110 مترًا تحت مستوى سطح البحر، حيث يلتقي البحر المتوسط مع بحيرة مالحة داخلية تعرف باسم “بحيرة لامارمورا” (Lago Lamarmora)، والتي تعتبر واحدة من أكبر البحيرات المالحة في الكهوف البحرية في أوروبا.  إضافة إلى البحيرة، يضم الكهف مجموعة من الغرف والممرات الطبيعية التي تحتضن تشكيلة متنوعة من الصخور الرسوبية التي تتراوح ألوانها بين الأبيض، البرتقالي، والأصفر. أشهر هذه الغرف هي “غرفة روينا”، التي تضم أحد أكبر الأعمدة الصخرية الطبيعية في الكهف.   يُعتبر كهف جروتو نبتون وجهة سياحية مفضلة لمحبي الطبيعة والاستكشاف.يمكن الوصول إليه عبر طريقتين؛ إما عن طريق رحلة بحرية تأخذك إلى مدخل الكهف من البحر، أو عبر درج طويل يُعرف باسم “سلم الماعز” (Escala del Cabirol) الذي يحتوي على حوالي 654 درجة وينحدر بشكل مذهل على طول منحدرات الساحل.  بمجرد الدخول إلى الكهف، يستمتع الزوار بجولة إرشادية تسلط الضوء على الجوانب الجيولوجية والبيولوجية الفريدة للكهف.كما يُعد الكهف مكانًا مثاليًا لمحبي التصوير، حيث يوفر مزيجًا رائعًا من التكوينات الصخرية والإضاءة الطبيعية التي تضفي عليه طابعًا أسطوريًا.    بالإضافة إلى جماله الطبيعي، يُعد كهف جروتو نبتون موقعًا بيئيًا هامًا، حيث يوفر موطنًا للعديد من الكائنات البحرية. كما يرتبط الكهف بالأساطير القديمة، إذ يقال إنه كان معبدًا لإله البحر “نبتون”، مما يضيف إليه قيمة ثقافية وتاريخية.   يُعتبر كهف جروتو نبتون جواهر طبيعية مخبأة في قلب البحر المتوسط، يجمع بين روعة التكوينات الجيولوجية وأهمية بيئية وتاريخية، مما يجعله واحدًا من الوجهات التي لا يمكن تفويتها عند زيارة سردينيا.

Exit mobile version