تتصدر الضفادع السامة المشهد بألوانها الزاهية التي تجذب الأنظار، ولكن هل هذه الألوان مجرد زينة؟ أم تكمن أسرار مثيرة في أعماق الغابات المطيرة حول هذه الكائنات الصغيرة ذات السم القاتل؟
دعونا ننطلق في رحلة لاستكشاف عالم ضفادع السهم السامة، وكشف أسرار ألوانها والاستفادة من سمومها، من خلال عدة دراسات نشرتها جامعة كاليفورنيا والجمعية الأمريكية للطب النفسي والأكاديمية الهولندية.ضفدع السهم السامضفادع السهم كنوز سامةضفادع السهم السامة هي مجموعة من البرمائيات الاستوائية الصغيرة، عادة ما تكون ملونة بشكل زاهٍ، وتشتهر بجلودها السامة القاتلة، يعيش معظمها في الغابات المطيرة في أمريكا الوسطى والجنوبية.اسمها مشتق من استخدام بعض الشعوب الأصلية لسموم هذه الضفادع لتسميم رؤوس سهامهم.ضفدع السهم السام 1 أنواع السمومحسب موقع “ScienceDirect” التابع لأكاديمية هولدنية، تنتج ضفادع السهم السام مجموعة متنوعة من السموم، وتختلف هذه السموم في تركيبها الكيميائي وقوتها باختلاف نوع الضفدع وموطنه، بعض الأنواع الشائعة من السموم التي تنتجها هذه الضفادع تشمل:باتراكوتوكسين: وهو أحد أقوى السموم المعروفة، ويؤثر مباشرة على الجهاز العصبي والقلب ويتم استخدامه في علاج أمراض كل منهما.هوموباتراكوتوكسين: وهو سم مشابه للباتراكوتوكسين، ولكنه أقل قوة، ويستخدم أيضًا في علاج الجهاز العصبى والقلب.فيليباتيدين: وهو سم آخر يؤثر على الجهاز العصبي ويُستخدم في علاجه. كيف تستخلص السموم؟توجد عدة طرق لاستخلاص السموم وهي الطريقة التقليدية:كانت الشعوب الأصلية تستخلص السموم عن طريق الضغط على جلد الضفدع فوق طرف سهم ساخن.الطريقة الحديثة:يستخدم العلماء تقنيات أكثر دقة لاستخلاص السموم مثل الضغط البارد، حيث يتم وضع الضفدع في كيس بلاستيكي، ويتم الضغط عليه برفق لجمع السم المتسرب.الحث الكهربائي: يتم استخدام تيار كهربائي خفيف، لتحفيز الضفدع على إفراز السم.ولكن يجب الحذر من لمس ضفادع السهم السام أو محاولة استخلاص سمومها، لأنها عملية خطيرة للغاية، ويجب أن يقوم بها متخصصون مدربون فقط. الألوان الزاهية تتناسب عكسيًا مع نسبة السمومحسب دراسة نُشرت بمركز علم الأحياء السكانية وقسم التطور والبيئة في جامعة كاليفورنيا، اكتشف “وانج” وفريقه أن الضفادع السامة ذات الألوان الباهتة هي في الواقع أكثر سمية من نظيراتها ذات الألوان الزاهية، وهذا الاكتشاف يتحدى الاعتقاد السائد لدي عدد من العلماء بأن الألوان الزاهية هي إشارة تحذيرية واضحة للكائنات الحية المفترسة. الدراسة والنتائجاستخدم الباحثون مجموعة متنوعة من التقنيات، بما في ذلك تحليل السموم وقياسات الألوان، لدراسة علاقة السمية بالألوان في نوع معين من الضفادع السامة “ضفادع السهم السام”.ويعتقد الباحثون أن هذا التطور العكسي بين السم والألوان ربما تكون نتيجة تكيف الضفادع مع بيئاتها المختلفة. اكتشاف جديد يكشف عن تطور التخصص الغذائي لدى ضفادع السهام السامةفي دراسة جديدة نشرت في مجلة هيربتولوجيكا، كشفت الباحثة “Catherine A. Tof” من قسم الزواحف بجامعة كاليفورنيا عن اكتشافات مذهلة حول تطور أنظمة غذائية للضفادع السامة.وذلك من خلال دراسة عائلة ضفادع السهام السامة “Dendrobatidae”، توصلت توف إلى أن هذه الضفادع تطورت لتتخصص في أنواع محددة من الغذاء بمرور الوقت، كما أن هذه الأغذية هي العامل الرئيسي لاكتساب سُميتها بمرور الوقت، لأنها في بداية خروجها تكون خالية من السموم.وأوضحت الدراسة أن الضفادع السامة الأقدم، مثل أجناس Colostethus وEpipedobates وPhyllobates، كانت تتمتع بأنظمة غذائية أكثر تنوعًا، بينما الضفادع الأحدث مثل Dendrobates وMinyobates كانت تتغذى على أنواع محددة من الحشرات، مثل النمل والقراد، مما يسبب فارقًا في تركيز السُّم لدي كل منهم.تطور ضفدع السهم السام هذه الدراسات الحديثة لم تكن الرحلة العلمية الأولى في اكتشاف فائدة سُم ضفدع السهم لأمراض الجهاز العصبى، حيث نُشرت دراسة عن “سموم ضفادع السهم” عام 1999 في الجمعية الأمريكية للطب النفسي، قام بها فريق من الباحثين بقيادة “جيري باتوكا، كروف شوانهاوزر وولف، وماريا فيكتوريا ماريني بالوميك”، وقد أظهرت هذه الدراسة نتائج مذهلة حول آليات عمل هذه السموم وتأثيرها على الجهاز العصبي.