الأطفال مخلوقات تكتسب سلوكها الأعظم من التقليد وليس التوجيه خاصة من الأب وهذا ما اكتشفنا حدوثه عندما كبرنا في السن.
الكثير منا منذ الصغر تعود على بعض العادات الأساسية التي كان يقوم بها الأب أثناء تواجده بالمنزل، من بين هذه العادات وجود جريدة يومية صباح كل يوم كانت أساسية عند الأب الذي كان يقرأها، أو متابعة برنامج يومي يحلل أوضاع العالم المختلفة، أو مشاهدة برنامج ثقافي في التلفاز، فكانت هذه الأشياء هي مصادر المعلومات الوحيدة.ولكن الآن أصبح مصدر المعلومة حرفياً في أيدينا من خلال الهاتف المحمول، ولكن انشغلت الفئة الأغلب بالألعاب ومتابعة المسلسلات أكثر من تلقي معلومة تعليمية وتثقيفية تعزز من قيمة الشخص.ومع بداية العام الدراسي أصبحت البيوت تعاني من رغبة الأبناء من استهلاك وقت كبير من اليوم بعد نهاية اليوم الدراسي علي الموبايل، وهنا نجد الأم تحاول بكل السبل السيطرة على هذا السلوك ومنعه، وتتجه الي مساعدة الأب، ولكن هنا تظهر المشكلة وهي أن نسبة كبيرة من الآباء بيمارسوا هذا السلوك وهم جالسين ممسكين هاتفهم الشخصي من بعد الشغل الي وقت النوم.وهذا يعتبر فخا كبيرا وقعنا فيه لأن بالتأكيد أولادنا يقلدون تصرفاتنا، ورغم ذلك نطالبهم بالتوقف عن استخدام الموبايل، ويقوموا يعمل عكس تصرفنا الشخصي، وهذا يخلق مشاكل تواصل بيننا وبين أبنائنا.لذلك إليكي عزيزتي الام وعزيزي الأب الحل، وهو ترك هواتفنا منذ دخولنا للمنزل والالتفات لابنائنا والجلوس والاستماع لهم، وفتح مواضيع حوارية معهم، وخلق ذكريات ممتعة يتذكروها بعد ذلك.وعلينا أن لا ننسي أن الموبايل مثلما له عيوب فايضا له مميزات، فله جوانب ترفيهية ممتعة لكل الأعمار، هذا غير أنه قد يتحول لمصدر تعلم وفي أوقات يكون مصدر رزق للكثيرون.وليس الغرض من موضوعنا هو الهجوم على الموبايل، ولكن الغرض هو التنبيه على سلوك أثر على علاقتنا وادوارنا كمقدمين رعاية وتربية لجيل جديد يستحق منا أن نقدم له القدوة والنموذج الذي سيشكل مستقبله، وليس أيضا المقصود التحامل على الأب، ولكن التنبيه على أهمية دور الأب وأن سلوكه تحت المراقبة من أبنائه، حيث يكتشف فيما بعد أنهم يقلدونه في كل شيء.