اكتشف باحثون من جامعتي بنسلفانيا ونيويورك أن تناول دواء مضاد للفيروسات لمدة عام قد يساعد في منع تلف الرؤية المرتبط بـ”الهربس النطاقي” الذي يصيب العين.
والهربس النطاقي مرض فيروسي يصيب الأعصاب الحسية، ويمكن أن يؤدي إلى ظهور طفح جلدي مؤلم. وفي بعض الحالات، يمكن أن يصيب الهربس النطاقي العين، ما يؤدي إلى التهاب القرنية أو التهاب القزحية أو التهاب الأجزاء الأخرى من العين.
إذا لم يتم علاج الهربس النطاقي الذي يصيب العين بشكل مناسب، يمكن أن يؤدي إلى تلف الرؤية. وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي إلى العمى القانوني، أي فقدان الرؤية إلى حد كبير.
وتعد الدراسة المنشورة خلال فعاليات الاجتماع السنوي للأكاديمية الأميركية لطب العيون المنعقد في ولاية إلينوي الأميركية، الأولى من نوعها التي تظهر أن تناول دواء مضاد للفيروسات لمدة عام يمكن أن يساعد في منع تلف الرؤية المرتبط بالنطاقي. وقد أشار الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف يمكن أن يغير طريقة علاج هذا المرض.
يبدأ الهربس النطاقي العيني في العصب الذي يربط الدماغ بالعين، ويصيب ما يقرب من مليون شخص كل عام في الولايات المتحدة.
وتؤدي حوالي 30 ألف حالة من حالات الهربس النطاقي العيني إلى انخفاض رؤية المرضى إلى 20/60 أو ما هو أسوأ، وهذا يعني أنه إذا كان الشخص سليم البصر قادراً على رؤية شيء بوضوح على بعد 20 متراً، فسيتعين على هؤلاء المرضى التحرك لمسافة 7 أمتار على الأقل لرؤيته.
وعلاوة على ذلك، يعاني حوالي 10 آلاف مريض مصاب بالهربس النطاقي العيني من العمى، ما يعني انخفاض بصرهم إلى 20/200 أو ما هو أسوأ.
تقليل الخطر
بالنسبة للمرضى الذين عانوا من تكرار الإصابة بالهربس النطاقي العيني لم يكن هناك مسار علاجي واضح لمنع المضاعفات مثل فقدان البصر بشكل موثوق.
وصممت الدكتورة “إليزابيث كوهين”، أستاذة طب العيون في كلية جروسمان للطب بجامعة نيويورك، الدراسة بعد أن تأثرت هي نفسها بفقدان البصر المرتبط بالهربس النطاقي منذ سنوات.
وفحصت الدراسة الاستخدام طويل الأمد للعلاج المضاد للفيروسات “فالاسيكلوفير”، والذي يستخدم بالفعل لعلاج أي حالة من الهربس النطاقي في البداية، وإن كان لمدة 7 إلى 10 أيام فقط.
وأظهر الباحثون أن استخدام فالاسيكلوفير لمدة عام يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض العيون الجديدة أو المتفاقمة بنسبة 26% بعد 18 شهراً من بدء العلاج. كما كان المرضى الذين عولجوا بفالاسيكلوفير أقل عرضة بنسبة 30% من أولئك الذين لم يتلقوا العلاج للإصابة بنوبات متعددة من الهربس بعد عام أو عام ونصف.
ويأمل الباحثون أن يخلق عملهم مساراً بسيطاً نسبياً نحو منع التغيرات في الرؤية التي يمكن أن تغير الحياة، نظراً لأن هذا الدواء أصبح بالفعل جزءاً من العلاج السريري المنتظم للهربس النطاقي، فلا يتصور الباحثون وجود حواجز كبيرة تحول دون جعله معياراً للعلاج.