يشدد سكان نيويورك، مثل كثيرين في أنحاء العالم، قيودهم على الإنفاق، حيث أن المصاعب المالية التي تسببها جائحة كورونا أدت إلى خسائر في الفترة التي سبقت عيد الميلاد، لكن محللين يعتقدون أن الطلب سيتجاوز العرض في الولايات المتحدة.
ونمت مبيعات التجزئة الأمريكية بنسبة 0.3٪ في أكتوبر. وأدى ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد وانتهاء صرف شيكات البطالة الأسبوعية بقيمة بلغت 500 يورو إلى كبح الإنفاق وساهم في تباطؤ نمو مبيعات التجزئة الأمريكية منذ الربيع.
تحت هذه الظروف واحتمالية إغلاق آخر تغيرت عادات المستهلك في موسم الأعياد لهذا العام.
ويقول محلل الأسواق في البنك الكندي “بي أو أ” سيميون سيجل: “على مدى السنوات العشر الماضية ظللنا نسمع شعارات حول الأشخاص الذين يريدون شراء الخبرات وليس شراء الأشياء. وفي الظروف الراهنة نحن نعمل في الداخل ولا يمكنك الحصول على تجارب خارج المنزل. أنت لا تسافر. إذا تصبح الأشياء تجاربك. لقد رأينا الأثاث أو أي شيء يحسن تجربتك في المنزل، وتجربة الرياضية المنزلية-مثلا-“.
ويضيف “أعتقد أن هذه هي العطلة الأولى منذ وقت طويل حيث سيتفوق الطلب على العرض، وما يعنيه هذا هو عدم توقع الكثير من الخصومات لذا من منظور المستهلك، المخزون ضئيل والخصومات ضئيلة كذلك… ومن منظور الأسهم، نتوقع أن المبيعات قد تكون مخيبة للآمال، ولكن من المحتمل أن تكون الهوامش الربحية أفضل مما رأيناه منذ فترة “.
تايوان… انتعاش كبير رغم الجائحة
على الجانب الآخر تأمل تايوان مع اقتصادها المعتمد على التصدير ألا يكون للإغلاق في الولايات المتحدة وأوروبا تأثير الدومينو على توقعاتها الاقتصادية للربع الرابع.
تايوان التي يبلغ عدد سكانها حوالي 24 مليون نسمة كان لديها أقل من 700 حالة مؤكدة بفيروس كورونا وسبع وفيات فقط حتى نهاية نوفمبر.
لكن لهذا البلد اقتصاد موجه للتصدير يعتمد بشكل كبير على الطلب من الغرب. ولم يعرقل ذلك التفاؤل بشأن انتعاش اقتصادي في الربع الأخير من عام 2020
ويقول المحلل المالي لمجموعة كاثي باسيفيك فينسون تساي “في الوضع الحالي، فإن الأهم هو أن الوباء لا يزال ينتشر ببطء في أوروبا وأمريكا. بعض المدن مغلقة في أوروبا وتباطأ نموها الاقتصادي قليلاً. لكن هذا ليس من المرجح أن يتراجع، وفي أمريكا طالما لم يتم إغلاق المدن فسوف تنعم بموسم “ذروة التسوق” في الربع الرابع”.
ويضيف ” في هذه الحالة، لا يزال بإمكان صادرات تايوان في نهاية العام أن تصل إلى أعلى مستوى. إذا نظرنا إلى اقتصاد تايوان، فإنه لا يزال في طريقه إلى التعافي”.
لكن العديد من الشركات التايوانية التي تعتمد على السياحة والمبيعات المحلية لم يكن لديها سبب كاف لتقاسم هذا التفاؤل. ويقول شون وهو صاحب محل” تراجعت الأعمال بشكل كبير، حوالي 50 في المائة إلى 60 في المائة. لا يوجد سياح، وهذا يؤثر بشكل خطير على الأعمال هنا…”.
الإمارات ثالث أكبر اقتصاد إسلامي في العالم
بلغ إجمالي إنفاق المستهلكين عبر الاقتصاد الإسلامي أكثر من 1.85 تريليون يورو عام 2019 وفقًا لتقرير عن الاقتصاد الإسلامي العالمي.
يورنيوز التقت بالرئيس التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي عبد الله محمد العوار للحديث عن نتائج التقرير.
يورونيوز: هل يمكن أخبارنا ما هو تقرير حالة الاقتصاد الإسلامي العالمي وماهي نتائجه الرئيسية هذا العام؟
عبد الله محمد العوار: -التقرير- يعتبره معيارًا من حيث البيانات الخاصة بقطاع الاقتصاد الإسلامي. لذا ما يقدمه هذا التقرير هو مرجع من حيث الاستثمارات الرئيسية في مختلف قطاعات الاقتصاد الإسلامي.
أظهر عام 2019 أن المستهلكين ينفقون ما يقرب من 2.02 تريليون دولار أمريكي على قطاعات الاقتصاد الإسلامي الحقيقي: الغذاء الحلال، الأدوية، مستحضرات التجميل، السياحة الصديقة للأسرة، الترفيه الإعلامي. ومن حيث أصول التمويل الإسلامي التي بلغت 2.88 تريليون دولار أمريكي.
سعدنا أن نرى أن دولة الإمارات العربية المتحدة حققت أداءً جيدًا. إنها من بين المراكز الثلاثة الأولى في مؤشر الاقتصاد الإسلامي العالمي. وهي تقوده في قطاعين، الإعلام والترفيه ، وكذلك الموضة المحتشمة.
يورونيوز: ما مدى أهمية أن جزءاً من نجاح الإمارات العربية المتحدة -هو- في قطاع التكنولوجيا المالية؟
عبد الله محمد العوار: رائع جدًا -لأكون صادقا- لقد انطلقت صناعة التكنولوجيا المالية الآن بدرجة أكبر، مع ما حدث في عام 2020. أعتقد أن الرقمنة الكاملة للقطاع المصرفي وقطاع التمويل الإسلامي على مدى السنوات الماضية قد أثبتت أنه لتكون ناجحًا في هذا القطاع فأنت بحاجة إلى تبني التكنولوجيا المالية.
يورونيوز: ما هي النتائج المفاجئة الأخرى في تقرير هذا العام؟
عبد الله محمد العوار: في قطاع الغذاء هناك الكثير من الدول غير الإسلامية. هذا منطقي لأن منتجي المواد الغذائية اليوم والمصدرين هذه تلك البلدان. أستراليا والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وبعض الدول الأوروبية التي تحتل مرتبة عالية من حيث صادرات الأغذية الحلال. إنه يدل بوضوح على أن هذا نظام بيئي عالمي
كذلك يوفر هذا المؤشر وسيلة لنا للشراكة مع الدول الأخرى التي تضع الاقتصاد الإسلامي كعنصر مهم في استراتيجياتها. لديك ماليزيا، والإمارات والسعودية التي كانت دائمًا رائدة تاريخيا في هذا المؤشر.
لكن إندونيسيا على مدار العامين الماضيين على سبيل المثال، ارتفعت بسرعة كبيرة في التصنيف العالمي لأن الحكومة هناك صاغت استراتيجيات معينة لقطاع الاقتصاد الإسلامي.
يورونيوز: عبدالله العور شكرا جزيلا لانضمامك إلينا على يورونيوز.