Site icon العربي الموحد الإخبارية

دراكولا سيميا”.. الأوركيد التي تخفي وجه القرد في قلب غابات الإكوادور

02:55 م – السبت 9 نوفمبر 2024

في أعماق الغابات الرطبة المليئة بالغموض في الإكوادور وبيرو، تبرز زهرة نادرة وساحرة تُعرف بوجهها الفريد الذي يشبه وجه القرد. إنها “دراكولا سيميا” (Dracula simia)، واحدة من أروع النباتات التي توضح جمال وتعقيد الطبيعة. وعلى الرغم من ندرتها، إلا أن هذه الأوركيد القردية قد أسرت قلوب عشاق الطبيعة بجمالها الغريب ورائحتها الساحرة، حيث تطلق أزهارها عبيرًا يشبه رائحة البرتقال الناضج، مما يجذب إليها الحشرات الملقحة كالنحل، لتساهم هذه العملية في استمرارها داخل بيئتها الطبيعية.
  نباتات هوائية تتحدى الظروف الصعبة  تعتبر “دراكولا سيميا” نباتاً هوائيًا، حيث تنمو على جذوع الأشجار والصخور بعيدًا عن التربة، مستفيدةً من الرطوبة والعناصر الغذائية الموجودة في الهواء. هذا التكيف الطبيعي الفريد، يمكّنها من العيش في أعالي الغابات السحابية بين 1000 و2000 متر فوق مستوى سطح البحر. تحب هذه الزهرة الظروف الباردة والرطبة، حيث تتطلب درجات حرارة منخفضة تتراوح بين 6 و20 درجة مئوية، ورطوبة لا تقل عن 80%، مما يجعل زراعتها خارج بيئتها تحديًا حقيقياً.    جمال مهدد بالخطر تواجه هذه الزهرة تهديدات بيئية شديدة نتيجة إزالة الغابات والتوسع العمراني، وكذلك جاذبيتها لهواة الجمع، حيث يعتبرونها إضافة قيمة لمجموعاتهم النادرة. ولهذا، تم البدء في جهود حماية هذا النوع، بما في ذلك زراعتها في حدائق نباتية ومزارع تحت ظروف بيئية محكومة، وذلك لتجنب فقدانها.  أعجوبة الطبيعة وسحرها  تمثل أوركيد القردية “دراكولا سيميا” مثالاً بديعًا للتنوع البيولوجي، ليس فقط بفضل شكلها غير الاعتيادي بل أيضًا بتفاعلها الفريد مع بيئتها. بفضل تعقيد تركيبها الشكلي، حيث تلتف أجزاؤها لتبدو وكأنها ملامح وجه قرد، استطاعت هذه الزهرة أن تلفت الأنظار حول العالم، لتظل ذكرى حية لجمال الطبيعة التي تجتمع فيها الغرابة والجاذبية. 

Exit mobile version