11:55 م – السبت 9 نوفمبر 2024
كتب
داليا عبد المعز
بوجه شاحب، وجسد هزيل، وأقدام منتفخة، أطل علينا الناشط الأردني المعروف بلقب “ملك جمال الأردن”، أيمن العلي، في صورة صادمة أثارت موجة كبيرة من التعاطف والتساؤلات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة.. حيث بدأ الجميع يتساءل: ما الذي حدث له؟ ما سبب هذا التغيير الواضح في ملامحه؟ وما المرض الذي يعاني منه؟
الإجابة عن تلك التساؤلات جاءت في وقت سابق من العام الماضي، عندما أعلن أيمن العلي عن إصابته بسرطان المعدة، ومنذ ذلك الحين، بدأ العلي في خوض رحلة العلاج، حيث يخضع للفحوصات الطبية اللازمة، ويتلقى العلاج الكيميائي في مستشفى الحسين التخصصي لعلاج السرطان.أيمن العلي بصحبة والدته في أحدث ظهور لهولكن ما هو سرطان المعدة؟ في هذا التقرير، سنتناول ذلك المرض الخبيث الذي يختبئ في البداية دون أن يظهر له أعراض واضحة، مما يجعله أحد أخطر الأمراض التي قد تصيب الإنسان. سنعرض لكم أسباب الإصابة بهذا المرض، والأعراض التي قد ترافقه في مراحله المختلفة، بالإضافة إلى خيارات العلاج المتاحة التي قد تؤثر بشكل كبير على فرص الشفاء.. كما سنتحدث عن أهمية الكشف المبكر ودوره الحيوي في تحسين فرص النجاة.سرطان المعدة.. القاتل الصامت يعد سرطان المعدة من الأمراض النادرة نسبيًا مقارنة بأنواع السرطان الأخرى، لكنه يحمل مخاطر كبيرة على حياة المصابين، خصوصًا أن أعراضه قد لا تظهر في المراحل الأولى. هذا التحدي في التشخيص المبكر يزيد من صعوبة العلاج، ويضع المصابين أمام معركة صحية تتطلب وعيًا بطرق الوقاية والعلاج المتاحة.من عسر الهضم إلى النزيف.. أعراض لا يُستهان بها تختلف أعراض سرطان المعدة باختلاف المرحلة، إذ قد يعاني المصابون في المرحلة المبكرة من أعراض خفيفة، مثل عسر الهضم وحرقة المعدة والشعور بالامتلاء بعد تناول كميات صغيرة من الطعام، مما قد يؤدي لفقدان غير مبرر للوزن. لكن مع تقدم المرض، قد تظهر أعراض أكثر خطورة تشمل:- نزيف في الجهاز الهضمي يظهر على شكل براز داكن اللون.- تراكم السوائل في البطن، مما يؤدي إلى انتفاخ وتورم.- فقر الدم، مما يسبب الشعور بالإرهاق المستمر وصعوبة في التنفس.انفوجراف يوضح مضاعفات سرطان المعدةما وراء سرطان المعدة.. عادات قد تظنها عادية يعد سرطان المعدة من أكثر أنواع السرطان انتشارًا في العالم، حيث بلغ عدد المصابين به نحو 1.09 مليون شخص في عام 2020. وعلى الرغم من انتشاره الواسع، فإن أسباب الإصابة به لا تزال غير معروفة بشكل دقيق، ولكن هناك عدة عوامل تزيد من خطـر الإصابة، من أبرزها:- الإصابة بالارتجاع المعدي والتهاب المعدة بشكل متكرر.- العادات الغذائية غير الصحية، مثل الإفراط في تناول الأطعمة المملحة والمدخنة، والتقليل من تناول الفواكه والخضروات.- الإصابة بعدوى البكتيريا الملوية البوابية (Helicobacter pylori، التي تسبب تقرحات في المعدة وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان على المدى الطويل.-التدخين، الذي يزيد خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان.-العوامل الوراثية، حيث يكون الأفراد المعرضون لإصابة سابقة في العائلة أكثر عرضة.طرق العلاج.. خيارات متاحة للشفاء تختلف استراتيجيات علاج سرطان المعدة باختلاف مرحلة التشخيص، وتتمثل الخيارات المتاحة للعلاج في الآتي:الجراحة: تُعد الجراحة الخيار الأول لاستئصال أجزاء المعدة المصابة بالسرطان، وقد تكون كافية في حال اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة.العلاج الكيميائي: حيث تستخدم مواد كيميائية لقتل الخلايا السرطانية، ويعتبر خيارًا ضروريًا في الحالات المتقدمة أو كجزء من العلاج التكاملي.العلاج الإشعاعي: الذي يستهدف الخلايا السرطانية بحزم طاقة عالية، وعادةً ما يُستخدم كعلاج تكميلي بعد الجراحة في الحالات المتقدمة.من 75% إلى 7%.. نسب الشفاء متفاوتة والأمل في التشخيص المبكر بحسب الدكتور محمد عبد الحميد، استشاري جراحة أورام الجهاز الهضمي، تختلف نسب الشفاء بناءً على مرحلة اكتشاف المرض. فعند التشخيص في المرحلة الأولى، قد تصل نسب الشفاء إلى حوالي 75%، في حين تنخفض بشكل كبير في المراحل المتقدمة لتصل إلى 7% فقط، إذ ينتشر السرطان حينها إلى أعضاء أخرى كالكبد والبنكرياس، ما يعقد استجابة الجسم للعلاج.درعك الواقي.. خطوات بسيطة للحماية من سرطان المعدة رغم أنه لا يمكن الوقاية من سرطان المعدة بشكل تام، إلا أن الالتزام ببعض الإجراءات يمكن أن يقلل من خطر الإصابة، ومن أبرزها:-اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والأطعمة المحتوية على فيتامين C.-الامتناع عن التدخين.معالجة التهابات المعدة، خاصةً تلك الناجمة عن عدوى البكتيريا الملوية البوابية.-إجراء فحوصات دورية للمعدة للاطمئنان على صحة الجهاز الهضمي والكشف المبكر عن أي تغيرات محتملة.ختامًا وفي ضوء ما سبق، يعد سرطان المعدة مرض صامت قد لا تظهر أعراضه بوضوح إلا في مراحل متقدمة. لذا على الأفراد الاهتمام بصحتهم، واتباع أسلوب حياة صحي لتقليل المخاطر، حيث أن الكشف المبكر يعد أفضل السبل لرفع نسب الشفاء وتحسين جودة حياة المصابين.