كتبت ليو تشاو:
تأثير مجموعة العشرين لا مثيل له. فمجموعة العشرين، التي تمثل حوالي 85 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وأكثر من 75 في المائة من التجارة الدولية وثلثي سكان العالم، تتمتع بالثقل والتنوع الاقتصاديين لدفع التغييرات التي يحتاجها العالم بشكل ملح. في هذا السياق، يجتمع قادة العالم في ريو دي جانيرو بالبرازيل لحضور القمة الـ19 لمجموعة العشرين تحت عنوان (بناء عالم عادل وكوكب مستدام)، حيث تدعو اللحظة الراهنة إلى اتخاذ خطوات حاسمة نحو خلق مجتمع عالمي أكثر عدلا واستدامة.
تتضمن القمة الـ19 لمجموعة العشرين ثلاثة مواضيع رئيسية، بما في ذلك مكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة، والتنمية المستدامة، وإصلاح الحوكمة العالمية. ترتبط اثنتان منها بشكل مباشر بالتنمية، مما يدل على أن أحد أهم التغييرات في السنوات الأخيرة هو أن مجموعة العشرين قد تحولت تدريجيا من منصة للتشاور في حالات الطوارئ واستجابة للأزمات إلى آلية حوكمة طويلة الأجل مكرسة لتعزيز نظام اقتصادي عالمي أكثر عدلا واستدامة وشمولا.
وتغيير تاريخي آخر ذو أهمية أكبر هو تأثير الاقتصادات الناشئة ضمن المجموعة. حيث تمثل هذه القمة أول تجمع لقادة مجموعة العشرين منذ انضمام الاتحاد الأفريقي إليها كعضو كامل العضوية، وهو معلم تاريخي يعزز صوت وتأثير الجنوب العالمي.
الجنوب العالمي قوة لا يمكن أهمالها تماما، ويتمتع بثلاث مزايا رئيسية:
أولا، يتمتع بميزة الحجم من حيث عدد البلدان والسكان والاقتصاد.
ثانيا، لديه وفرة الموارد.
ثالثا، يمتلك بآفاق واعدة من النمو ويمثل مستقبل الاقتصاد العالمي.
في جموعة العشرين التي تشمل عددا متزايدا من الاقتصادات الناشئة، خاصة في هذه النسخة من القمة (قمة ريو)، لم يعد صوت الاتحاد الأفريقي وبلدان الجنوب العالمي الأوسع مسموعا فحسب، بل بدأ تأثيره ملموسا داخل جدول أعمال مجموعة العشرين. وهذا التغيير يجسد ارتفاع تمثيل الجنوب العالمي على المسرح العالمي.
الصين كعضو في المجموعة وكأكبر بلدان الجنوب العالمي، شددت خلال القمة على أهمية دعم البلدان النامية في تبني الإنتاج وأسلوب الحياة المستدامين، والاستجابة للتحديات الإيكولوجية. كما أكدت أهمية تحسين بيئة منفتحة وشاملة وغير تمييزية للتعاون الاقتصادي الدولي، وتعزيز عولمة اقتصادية مفيدة وشاملة للجميع، وتنشيط التنمية المستدامة بالتكنولوجيات الجديدة والصناعات الجديدة وأشكال الأعمال الجديدة، ودعم البلدان النامية في التكامل بشكل أفضل في التنمية الرقمية والذكية والخضراء لجسر الفجوات بين الشمال والجنوب.
هدف انعقاد القمة هو تحقيق المزيد من التوافق في الآراء والنتائج الإنمائية، سواء كان الأمر يتعلق بالتعامل مع التوتر في سلاسل الصناعة والتوريد العالمية، أو التأثير السلبي للأحادية والحمائية، قد وفرت قمة مجموعة العشرين هذه فرصة ثمينة للمناقشة ولاتخاذ التدابير العملية.
(*)صحفية صينية في مجال الاقتصاد والعلاقات الدولية.