Site icon العربي الموحد الإخبارية

فوائد صحية “غير متوقعة” لعلاجات مخصصة للسكري وإنقاص الوزن

كشفت دراسة علمية عن فوائد غير متوقعة لصحة الإنسان، من أدوية يتم استخدامها، في الأساس، لعلاج السكري ومرضى السمنة، وإنقاص الوزن.
الدراسة، التي أجراها معهد جورج للصحة العالمية، ونُشرت في دورية “لانسيت: السكري والغدد الصماء”، تسلط الضوء على فوائد جديدة لأدوية ناهضات مستقبلات GLP-1، إذ أظهرت تقليلاً كبيراً لتدهور الكلى وفشلها، كما حمت القلب والأوعية الدموية، وقللت مخاطر السكتات الدماغية، سواء لدى مرضى السكري أو غيرهم.
تم تطوير أدوية ناهضات مستقبلات GLP-1 في الأساس لعلاج السكري من النوع الثاني، إذ تعمل على محاكاة تأثير هرمون يعزز إنتاج الإنسولين، ويخفض مستويات السكر في الدم، ومؤخراً أصبحت هذه الأدوية خياراً فعالاً لعلاج السمنة، عبر إبطاء عملية الهضم، وزيادة الشعور بالشبع وتقليل الشهية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، سونيل بادفي، عضو هيئة التدريس بمعهد جورج للصحة العالمية، وجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، إن الدراسة وسَّعت المعرفة الحالية حول هذه الفئة من الأدوية في المجالات الرئيسية، بما في ذلك الفوائد لدى الأشخاص المصابين بمرض الكلى المزمن، والأشخاص المصابين بمرض السكري، وغير المصابين به.
منع تدهور وظائف الكلى
وحلل الباحثون 11 تجربة إكلينيكية، شملت أكثر من 85 ألف مشارك، بينهم نحو 67 ألف مصاب بالسكري من النوع الثاني، وحوالي 17 ألفاً يعانون من السمنة، أو أمراض القلب دون الإصابة بالسكري.
وشملت الدراسة أدوية مشهورة، مثل تلك التي تحتوي على المادة الفعالة المعروفة باسم سيماغلوتيد -ويجوفي وأوزمبك- والأدوية التي تحتوي على المادة الفعالة دولاغلوتيد – تروليستي- والأدوية التي تحتوي على المادة ليراغلوتيد -فيكتوزا.

أظهرت الدراسة أن ناهضات مستقبلات GLP-1 خفَّضت خطر الفشل الكلوي بنسبة 16%، وتدهور وظائف الكلى بنسبة 22%، كما انخفض خطر الوفاة الناتجة عن أمراض الكلى وتدهور وظائفها بنسبة 19%.
ومن غير المعروف الآليات البيولوجية وراء تلك الفائدة غير المتوقعة، إلا أن ناهضات مستقبلات GLP-1 تعمل على تقليل مستويات السكر في الدم عن طريق تحفيز إفراز الإنسولين، وتثبيط إفراز الجلوكاجون، وهو هرمون يزيد من مستويات السكر.
وعن طريق تقليل تلك المستويات تقلل الأدوية من احتمال تدهور وظائف الكلى.
وأظهرت الدراسات السابقة أن ناهضات GLP-1 لها خصائص مضادة للالتهاب والأكسدة، وهي عوامل تؤثر سلباً على الكلى والقلب، ومن خلال تقليل الالتهاب والأكسدة، تحمي هذه الأدوية خلايا الكلى، وتقلل من تدهور وظائفها على المدى الطويل.
ويبدو أن ناهضات مستقبلات GLP-1 تؤدي إلى تحسين تدفق الدم إلى الكلى عبر تأثيراتها الإيجابية على الأوعية الدموية، ما يساعد في الحفاظ على ترشيح الدم، وتنظيفه من السموم بشكل أفضل، ويقلل من خطر الفشل الكلوي.
خفض ضغط الدم
وارتفاع ضغط الدم هو أحد الأسباب الرئيسية لتدهور وظائف الكلى، وقد ثبت أن تلك الأدوية لها قدرة على خفض ضغط الدم بشكل طفيف، مما يحمي الكلى من الضرر الناتج عن الضغط الزائد.
وتُظهر الدراسات أن ناهضات GLP-1 تساعد في تقليل كمية البروتين المتسربة، مما يشير إلى دورها في حماية بنية الكلى وأنسجتها.
كما أكدت الدراسة على نتائج سابقة تقول إن هذه الأدوية تقلل من خطر الوفاة القلبية، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية بنسبة 14%، بينما انخفضت نسبة الوفيات العامة بنسبة 13%.
وتعمل ناهضات GLP-1 على تحسين مرونة الأوعية الدموية، وتقليل تراكم الدهون فيها، مما يعزز تدفق الدم وحماية الكلى.
وقال بادفي إن الدراسة هي الأولى من نوعها التي تُظهر تأثيراً واضحاً لهذه الأدوية في تقليل خطر الفشل الكلوي، أو أمراض الكلى في مراحلها النهائية.
علاج أمراض الكلى والقلب
وتُظهر النتائج دوراً أساسياً لهذه الأدوية في حماية الكلى والقلب للمرضى المصابين بأمراض شائعة، مثل السكري، والسمنة، وأمراض القلب والكلى.
ويمكن أن تُحدث النتائج نقلة نوعية في الإرشادات الطبية لعلاج أمراض الكلى والقلب، مما يساهم في تقليل عبء الأمراض غير المعدية عالمياً. وتُقدر نسبة الإصابة بأمراض الكلى المزمنة بنحو شخص واحد من كل عشرة حول العالم، أي حوالي 850 مليون شخص. 
وتُعد أمراض الكلى السبب العاشر للوفاة على مستوى العالم، مع توقعات بأن تصبح السبب الخامس بحلول عام 2050. ومع وجود عوامل خطر مثل السكري، والسمنة، وأمراض القلب، تمثل هذه الحالات عبئاً صحياً كبيراً.
الدراسة تؤكد أهمية توسيع استخدام ناهضات مستقبلات GLP-1 في الممارسات السريرية لتحسين حياة المرضى، وتقليل تكاليف الرعاية الصحية.

Exit mobile version