Site icon العربي الموحد الإخبارية

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق “نتائج مبهرة” خلال التجارب

توصل فريق من الباحثين إلى علاج جيني جديد قادر على عكس آثار فشل القلب، واستعادة وظائفه بشكل شبه كامل، وذلك في تجربة أجريت على نموذج حيواني كبير.
وبحسب الدراسة المنشورة الثلاثاء في دورية “نيتشر” Nature، أظهر العلاج نتائج مبهرة، إذ حسَّن من قدرة القلب على ضخ الدم، وزاد معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل كبير. ووصف الباحثون النتائج بأنها “تعافٍ غير مسبوق لوظيفة القلب”.
وفشل القلب هو مرض مزمن يتسبب في ضعف قدرة القلب على ضخ الدم بشكل كافٍ، وكان يُعتبر، حتى إعلان هذه النتائج البحثية الأخيرة، حالة غير قابلة للشفاء إلا بزراعة قلب جديد.
في الوقت الراهن، تركز العلاجات المتاحة على تخفيف الضغط على القلب، وإبطاء تقدم المرض. لكن هذا العلاج الجيني الجديد يقدّم أملاً لما يقرب من ربع سكان العالم المتوقع إصابتهم بفشل القلب في مرحلة ما من حياتهم، بحسب الدراسة.
وركز الباحثون على بروتين مهم يُسمى cBIN1، والذي يكون مستواه منخفضاً عند مرضى فشل القلب. ويؤدي هذا النقص إلى تفاقم المرض وزيادة خطر الوفاة. وقرر الباحثون اختبار ما يحدث عند استعادة مستويات هذا البروتين.
بروتين cBIN1
يعمل بروتين cBIN1 كمنظم رئيسي، أو “محور إشارات”، إذ يتحكم في مجموعة واسعة من البروتينات الأخرى المهمة لوظيفة عضلة القلب، من خلال إعادة تنظيم خلايا القلب، وإعادة بناء بنيتها الداخلية، مما يساعد في استعادة وظائف القلب الحيوية.
وباستخدام فيروس آمن يُستخدم عادةً في العلاجات الجينية، أوصل العلماء نسخة إضافية من الجين المسؤول عن إنتاج cBIN1 إلى خلايا القلب.
التجربة، التي أُجريت على خنازير تعاني من فشل القلب، أظهرت نتائج مبهرة، فجميع الحيوانات التي تلقت العلاج نجت لمدة ستة أشهر، وهو الحد الأقصى للتجربة، مقارنة بالمعدل الطبيعي الذي يؤدي إلى الوفاة خلال شهرين.

ولم يقتصر أثر العلاج على منع تدهور حالة القلب، بل أظهر تحسناً كبيراً في بعض مقاييس وظائف القلب، إذ ارتفع معدل تحسين كفاءة ضخ الدم، الذي يعتبر المؤشر الرئيسي لخطورة فشل القلب، بنسبة 30%، مقارنة بـ5-10% فقط في العلاجات السابقة.
وأظهرت القلوب التي خضعت للعلاج تحسناً في هيكلها الخارجي، إذ أصبحت أقل تمدداً، وأقرب في مظهرها إلى القلوب السليمة.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة، روبين شو، ومدير معهد نورا إكلز هاريسون لأبحاث القلب بجامعة يوتا: “في تاريخ أبحاث فشل القلب، لم نشهد فعالية مثل هذه من قبل”.
وعلى الرغم من النتائج الواعدة، يجب أن يخضع العلاج لاختبارات سمّية، وإجراءات أمان أخرى. كما أن هناك تحدياً إضافياً يتمثل في فعالية العلاج لدى الأشخاص الذين طوروا مناعة طبيعية ضد الفيروس المستخدم لنقل الجين.
ما هو فشل القلب؟
يحدث فشل القلب عندما لا تَضُخ عضلة القلب الدم كما ينبغي. وعند حدوث ذلك، غالباً يرتد الدم، ويمكن أن تتراكم السوائل في الرئتين، مما يُسبب الإصابة بضيق النفس، وفق “مايو كلينك”.
وتسبب بعض الحالات المَرَضية المتعلقة بالقلب تدريجياً إضعاف القلب، أو تيبسه بدرجة تؤثر في قدرته على سحب الدم وضخه بشكل مناسب. وتتضمن هذه الحالات المَرَضية ضيق شرايين القلب، وارتفاع ضغط الدم.
وقد يحسّن العلاج المناسب، أعراض فشل القلب، وقد يساعد على إطالة عمر القلب لدى بعض الأشخاص. ويمكن أن تحسن التغييرات في نمط الحياة، مثل فقدان الوزن، وممارسة التمارين الرياضية، وتقليل تناول الملح، والسيطرة على التوتر، من جودةَ عمل القلب.
لكن فشل القلب قد يكون مهدداً للحياة، وقد تظهر على الأشخاص المصابين بفشل القلب أعراض خطرة. وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى الخضوع لزرع القلب، أو تركيب جهاز لمساعدة القلب على ضخ الدم.

Exit mobile version