04:38 م – الأحد 15 ديسمبر 2024
في ممر ضيق يكتنفه الغموض، وظلال تنشر أجنحتها في الأركان، تتردد أصوات من عالم آخر تبث الرعب في النفوس والقشعريرة في الأجساد، هنا خلف واجهة حجرية قديمة في شارع منعزل بمدينة نيكوبينج فالستر، بالدنمارك، يقبع متحف “أوبسكوروم” عالم من الظلال والأساطير، حيث تعيش الكائنات التي تروى عنها الحكايات المظلمة، وتُعرض الأسرار التي لم يكن من المفترض أن تُكتشف أبدًا.
في هذا المتحف الغامض والصادم للعقل، أنت لا تقف أمام تحف اعتيادية؛ بل تواجه مخاوفك في الظلام، مخلوقات غريبة تقلب مفاهيمك عن الطبيعة رأسًا على عقب.من كائنات أسطورية محنطة إلى غرفة سرية لم تُفتح منذ قرون، يكشف “أوبسكوروم” عن ألغاز تُحيي الأساطير وتجعلها واقعًا ملموسًا. ولكن، هل ما تراه حقيقي أم مجرد خدعة؟ أم أن هناك أسرارًا أعمق وأخطر تنتظر من يجرؤ على استكشافها؟ رحلتك هنا لن تكون مجرد زيارة عادية، بل مواجهة مباشرة مع المجهول. دعنا في البداية نتعرف على معني كلمة Obscurum أوبسكوروم وهي كلمة مشتقة من الكلمة اللاتينية obscura و تعني “مظلمة” أو “مخفية”، وتستخدم بشكل عام للإشارة إلى شيء غير واضح أو غير مرئي. في سياقات مختلفة، قد تأتي بمعنى “غامض” أو “مبهم”. يعد متحف “أوبسكوروم” جزءا من شبكة متاحف “لولاند فالستر”. ويتميز المتحف بمجموعته الفريدة التي تعكس شغف مالكه السابق، كورنيليوس إس. سي. رودر، بجمع الأشياء النادرة والغريبة من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مقتنيات تتعلق بالكريبتوزولوجيا (دراسة الكائنات الخرافية) وعوالم غامضة أخرى. تاريخ المتحف متحف “أوبسكوروم” كان في الأساس منزلًا شخصيًا للمستكشف كورنيليوس إس. سي. رودر، وهو تاجر ومستكشف عاش في القرن التاسع عشر. تم تحويل المنزل لاحقًا إلى متحف يعرض مقتنياته التي تضم مخلوقات خرافية وتحفًا غريبة. وفي عام 2017، وأثناء ترميم المتحف، اكتشف العاملون بابًا سريًا مخفيًا يقود إلى غرفة مليئة بالصناديق القديمة ومجموعة غامضة لم تكن معروفة من قبل. محتويات الغرفة السرية جاءت محتويات تلك الغرفة السرية التي أخفاها مالك المنزل عن أنظار الجميع لتشكل صدمة للعقل لا حدود لها، حيث عثر داخلها على مخلوقات محنطة غريبة مثل “التنين الصغير” و”مستذئب” بجانب أدوات وأغراض استخدمت في طقوس غير مألوفة، و أنشأ رودر مجموعة “مظلمة”، احتفظ فيها بهيكل عظمي لمصاصي الدماء ومجموعة من الجنيات وعينات خارقة للطبيعة أخرى، وجمجمة طفل الغابة بالإضافة للعديد من القطع الأثرية الغامضة التي يمكن تأملها، سواء كانت أسطورية أو غير ذلك.. اشتهر متحف أوبسكورم بكونه خزانة التحف الغامضة التي يمتلكها جامع ومستكشف غريب الأطوار، وبرغم ما ذهب إليه العديد من العلماء في تفسيرهم لهذه المخلوقات الغامضة بأنها قد تكون أعمالًا فنية تعكس اهتمام القرن التاسع عشر بالأساطير والخرافات.مع ذلك، يظل بعضها لغزًا محيرًا بسبب التقنيات المتطورة المستخدمة في تصنيعها. ويعتقد أن كورنيليوس جمع هذه المقتنيات أثناء رحلاته في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، مستوحاة من أساطير محلية حول الكائنات الغريبة.