وبحث المجلس عددا من الموضوعات التى تساهم فى الارتقاء بصناعة السياحة بالدول العربية فى ظل تزايد التحديات التى تواجهها فى ضوء التطورات بالمنطقة .وتم اختيار العاصمة العراقية بغداد لتكون عاصمة للسياحة العربية لعام 2025 وكذلك لعقد الدورة المقبلة ال 28 للمجلس .كما حرص المجلس على الترحيب باستضافة مصر للمؤتمر المقرر تنظيمه خلال شهر فبراير المقبل بمدينة شرم الشيخ بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار فى مصر والمنظمة العربية للسياحة واتحاد المصارف العربية عن (دور المصارف العربية فى تنمية السياحة العربية ) وتم دعوة الدول الأعضاء للمشاركة فى فعاليات هذا المؤتمر.
وقال على المالكى الأمين العام المساعد للقطاع الاقتصادى :
من خلال الأمانة الفنية للمجلس الوزارى العربى للسياحة تعمل الجامعة العربية جنبا إلى جنب مع الدول الأعضاء وكافة المنظمات والاتحادات العربية والدولية من أجل توفير مناخ ملائم للاستثمار السياحى لتحريك الموارد الاقتصادية العربية فى ميدان الاستثمار العربى السياحى وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالاستثمار السياحى فى الدول العربية وتسهيل انتقال رؤوس الأموال العربية وتوظيفها وحمايتها داخل الدول العربية وتسهيل انتقال المستثمرين العرب بين الدول العربية وبما يرفع مستوى معيشة مواطنيها ويدعم مستثمريها ويساهم فى تنمية السياحة وإيجاد فرص عمل جديدة تساهم فى خفض معدلات البطالة وخفض مستويات الفقر. وقد بحثت هذه الدورة العديد من الموضوعات التى من شأنها الارتقاء بصناعة السياحة بالدول العربية خاصة فى ظل تزايد التحديات التى تواجهها فى ضوء التطورات الجيوسياسية بالمنطقة ومن ثم قدرة قطاع السياحة على التعافى من تلك التحديات والصعوبات التى واجهته فى أسرع وقت و تبنى المجلس لبرامج عمل طموح للارتقاء بالسياحة العربية البينية خاصة فى ظل الاهمية النسبية لقطاع السياحة ومساهمته من الناتج المحلى الإجمالى للدول العربية ودوره فى تحسين ميزان المدفوعات وزيـادة موارد الدول العربية من العمــلات الأجــنبيــة والمحلية وخلق فرص عمل جديدة مباشرة وغير مباشرة والزيادة فى التوسع العمرانى عن طريق خلق مناطق جذب سياحية وسكانية، وتضمن جدول أعمال الاجتماع عددا من الموضوعات أهمها تطوير منتج سياحى إقليمى مشترك كإقليم عربى سياحى و الابتكار السياحى والسياحة الذكية والعمل السياحى المشترك بين الدول العربية و شمولية المقاصد السياحية العربية المعاصرة مع تعزيز قدرات الذكاء الاقتصادى فى السياحة و دليل السياحة الميسرة بالإضافة الى سياحة ذوى الاحتياجات الخاصة كما تم اختيار بغداد لتكون عاصمة للسياحة العربية لعام 2025 بالإضافة الى موضوع التكامل بين السياحة والتراث الحضارى والثقافى فى الدول العربية والعمل على تنظيم ملتقى للشباب العربى للسياحة وكذلك وضع أسس للإستراتيجية العربية للسياحة.
وأضاف: وفى إطار سعى الجامعة العربية للارتقاء بواقع السياحة بالدول العربية لتحتل مكانتها التى نصبو اليها جميعا عملت الجامعة على إيجاد أطر قانونية حاكمة لآليات التعاون والتنسيق بين الدول العربية، مما نتج عنه إعداد الاستراتيجية العربية للسياحة والتى اعتمدتها قمة جدة فى مايو 2023.وتعمل اللجان داخل الجامعة حاليا على وضع آليات لتنفيذ ما ورد فى تلك الاستراتيجية ومؤخراً عقد بالجامعة العربية اجتماع للجنة تطوير الاستراتيجية العربية للسياحة فى نوفمبر 2024 وصدر عنه عدة توصيات من شأنها الارتقاء بالمقاصد السياحية بالدول العربية وإعطاء الأولوية للتنمية السياحية فى المناطق الأكثر احتياجاً .
واوضح: الوطن العربى يتميز بمقومات سياحية تاريخية وأثرية تجعله قادرا على التربع على عرش السياحة العالمية الأمر الذى يتطلب العمل الجماعى الدؤوب للوصول لهذه المكانة المرموقة إقليمياً ودولياً كما أن تحقيق التنمية المستدامة فى قطاع السياحة بالدول العربية يتأتى من خلال صياغة وتنفيذ برامج ومبادرات تهدف إلى تحقيق التكامل السياحى العربى وتنمية الحركة السياحية العربية البينية وتعزيز الميزة النسبية والتنافسية للدول العربية كمنطقة جذب سياحى لمواكبة الاتجاهات العالمية من خلال إدارة متكاملة للموارد الطبيعية والثقافية وتعاون جميع الجهات ذات العلاقة بتنمية قطاع السياحة بالمنطقة العربية وتطوير مقاصدها وقدراتها الاستيعابية بما يضمن استدامتها.
وقال شريف فتحى وزير السياحة المصرى رئيس المكتب التنفيذى للمجلس:
جدول أعمال الاجتماع تضمن عددا من القضايا السياحية الهامة من بينها دعم الاقتصاد الفلسطينى فى مجال السياحة وتطوير منتج سياحى إقليمى مشترك فى منطقة السياحة العربية فضلاً عن تنوع الوجهات العربية. وتعود أهميته أيصا الى أنه ينعقد فى وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات سياسية ومناخية كبيرة تؤثر على الحركة السياحية و رغم أن المنطقة العربية تتمتع بقدرات كبيرة فى المجالس السياحية لكن الدول العربية تفتقر إلى التنسيق والتسويق المشترك لهذه المنتجات السياحية العربية المشتركة بالإضافة إلى أن السياحة البينية العربية بها العديد من النقائص التى تحتاج إلى معالجه أفضل فى قطاع السياحة .
وأكد على أن هناك أهمية كبيرة للتركيز على موضوع الذكاء الاصطناعى وكيفية إدارته فى المنطقة العربية ووضع آليات التعامل معه على المستوى العربى المشترك وتطوير هذه الآليات على المستوى الوطنى من أجل كل بلد وهناك ضرورة أيضا للتعاون فى مجال الطاقة النظيفة واستخدامها فى قطاع السياحة والمرافق السياحية بهدف خفض الانبعاثات وتبادل الخبرات فى هذا المجال فضلا عن تنمية الموارد البشرية .
وقال طارق الأنصارى سفير دولة قطر لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية: يأتى الاجتماع فى ظل تطورات تاريخية تشهدها المنطقة العربية وأبرزها التداعيات السلبية للعدوان الإسرائيلى المتفشى فى الوطن العربى والذى نواته استمرار الاحتلال الظالم لفلسطين المحتلة وتبعاته على الأمن والسلم الدوليين واستمرار الصراعات والاحتلال وهى عوامل تقوض الأهداف السامية المرجوة من السياحة ومكتسبات التنمية والبنية التحتية المتصلة بها ولأن السياحة باتت جزءا من الأنشطة الداعمة للتنمية المستدامة وأنه فى ظل غياب السلام تغيب معه عوامل الاستقرار الأساسية وهى حقوق الإنسان والتعليم والصحة والبناء مما يؤدى إلى تآكل المنظومة الرئيسية للخطط التنموية ومنها تلك التى تعتمد على السياحة كمصدر مهم للدخل للعديد من دول العالم وتحديدا المنطقة العربية .
ومع ذلك هناك تطورات إيجابية تشهدها الخارطة السياحية منها كفاح قطاع السياحة للتعافى على المستويين العالمى والإقليمى مما عاناه من الظروف الاستثنائية التى ألمت به إثر تلاحق الأزمات والحروب فى المنطقة وبالإمكان تحويل تلك التحديات إلى فرص حال توافرت الإرادة المشتركة لتعزيز مسيرة التعاون والتنسيق العربى فى مجال السياحة والبناء على المقدرات العملاقة التى يزخر بها الوطن العربى سواء طبيعية أو ثقافية أو جغرافية.
وأضاف : ومع كل ذلك لا ينبغى أن نتقوقع على أنفسنا لأننا نعيش فى قرية عالمية لا بد أن تمتد السياحة العربية إلى العالم بأسره لنتمكن من إيصال رسائلنا الثرية المدعومة بثقافتنا الأصيلة وتاريخنا العريق لكل مواطن على مستوى الكرة الأرضية و دولة قطر باتت مثالا على بناء جسور سياحية تنقل الثقافة العربية وأن خير مثال على ذلك استضافتها لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 كما أصبحت أيقونة للزوار من مختلف دول العالم .كما أن اختيار الدوحة عاصمة للسياحة العربية لعام 2023 يعد تتويجا لجهود دولة قطر المستمرة ومساعيها الحثيثة للتقدم السياحى والتوسع الحضارى المدروس كما يشكل حافزا لاستمرار المزيد من التميز فى المستقبل بالإضافه الى أنه إدراكا لأهمية قطاع السياحة وما حققه من نمو وتنمية مستدامة فى العديد من دول العالم بذلت دولة قطرأيضا خلال رئاستها السابقة للدورة السادسة والعشرين للمجلس جهودا بمعاونة الدول الأعضاء الشقيقة لتطوير قطاع السياحة فى الوطن العربى بما يساهم فى مضاعفة التبادل العربى فى شتى المجالات الاقتصادية والثقافية والفنية بأنواعها ونتمنى التوفيق لسلطنة عمان فى رئاسة الدورة السابعة والعشرين للمجلس .
وترأس وفد فلسطين وزير السياحة والآثار هانى الحايك الذى أكد قائلا :
يجب أن تتكاتف الجهود العربية لدعم السياحة الفلسطينية التى تتعرض بشكل يومى لانتهاكات الاحتلال سواء من خلال عرقلة وصول السياح أو التضييق على البنية التحتية لأننا نؤمن بأن للسياحة دورا محوريا فى تعزيز الهوية الوطنية وحماية التراث الفلسطينى من محاولات الطمس والتشويه لذلك ندعو الأشقاء فى الدول العربية إلى دعم السياحة الفلسطينية عبر تنظيم حملات ترويجية وتشجيع الوفود السياحية على زيارة فلسطين والمساهمة فى تمويل مشروعات سياحية تعزز صمود شعبنا كذلك هناك أهمية لتعزيز التعاون الإقليمى فى مجال التدريب السياحى وتبادل الخبرات والترويج المشترك للمقاصد السياحية العربية بما يضمن استدامة هذا القطاع وتحقيق أهدافنا التنموية المشتركة.
وقد تأثرت حركة السياحة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بدءا بتفشى جائحة كورونا عالميا وصولا إلى العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة الذى تسبب فى وقف السياحة الوافدة بشكل كامل مما أثر فى الإيرادات بشكل حاد حيث يقدر حجم الخسائر اليومية فى قطاع السياحة الفلسطينى بنحو 2.5 مليون دولار و أدت الاعتداءات المتكررة إلى تدمير العديد من المنشآت السياحية بالإضافة إلى تعطيل المشاريع السياحية وتأثيرها السلبى فى العاملين فى هذا القطاع و هذه الخسائر لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادى بل تمتد لتشمل تهديدا مباشراً للهوية الثقافية والتراثية الفلسطينية.
وإخيرا قال وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقى د. أحمد البدرانى :
نشكر المجلس على هذا الاختيار ونحن فى العراق جاهزون لهذا الشرف حيث نجح العراق وبجهود ومتابعة مستمرة وعبر القنوات الدبلوماسية فى اعتماد تسمية بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025 وبتضافر جهود وزارة الثقافة ووزارة الخارجية ومندوبيتنا لدى جامعة الدول العربية فى القاهرة فى اعتماد القرار فى المجلس التنفيذى ومجلس الوزراء العرب للسياحة وسوف يتم تنفيذ العديد من الفعاليات والبرامج على مدار عام 2025 بالعاصمة بغداد بهدف تنمية السياحة العربية البينية والاقليمية لجمهورية العراق كما ستطلق منظمة السياحة العربية بالتعاون معنا احتفالية لتدشين (بغداد عاصمة للسياحة العربية) فى بداية العام .