03:46 م – الإثنين 23 ديسمبر 2024
في تاريخ مصر الحديث، تبرز شخصيات تركت بصمات لا تُمحى في مجالات متعددة. من بين هؤلاء، يبرز اسم أحمد باشا حمزة، الوزير المصري الذي ساهم بجهوده الشخصية في إضاءة المسجد النبوي الشريف بالكهرباء لأول مرة.
النشأة والمسيرة المهنيةوُلد أحمد باشا حمزة في مايو 1891 بقرية طحانوب، مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية. أكمل دراسته الثانوية في مصر، ثم التحق بجامعة في إنجلترا لدراسة الهندسة. بعد عودته، أدخل فكرة إنتاج الزيوت العطرية إلى مصر، فزرع الياسمين والزهور، وأسس مصنعًا لتحويلها إلى زيوت عطرية، ليصبح بذلك أول من صنع وصدر الزيوت العطرية في الشرق الأوسط. انضم حمزة إلى حزب الوفد، وتقلد مناصب وزارية مهمة، حيث تولى وزارة التموين في وزارة النحاس باشا السادسة عام 1942، ثم وزارة الزراعة في وزارة النحاس السابعة عام 1950. إضاءة المسجد النبوي الشريف في عام 1947، أثناء أداء مناسك الحج، زار أحمد باشا حمزة المدينة المنورة ولاحظ أن المسجد النبوي يُضاء بقناديل الزيت ذات الإضاءة الخافتة. عند عودته إلى مصر، قرر على نفقته الخاصة شراء محولات كهربائية ومصابيح وأسلاك، وأرسلها مع فريق من المهندسين والفنيين إلى المدينة المنورة. استغرقت عملية التركيب أربعة أشهر، حتى تلألأ المسجد النبوي بنور الكهرباء، وأُقيم حفل كبير بهذه المناسبة. زيارة الحجرة النبوية الشريفةفي العام التالي، خلال زيارته للمدينة المنورة، استقبله أمير المدينة بحفاوة. أعرب حمزة عن رغبته في دخول الحجرة النبوية الشريفة. بعد الحصول على الموافقة الملكية، دخل الحجرة، ووجد الأرضية مليئة بالرمال ورائحة ذكية تفوح من المكان. أخذ حفنة من الرمال، وضع نصفها على رفات والده، وأوصى بوضع النصف الآخر معه عند وفاته. الوفاة والإرثتوفي أحمد باشا حمزة في مايو 1977 عن عمر يناهز 86 عامًا، تاركًا خلفه سيرة عطرة وإنجازات متعددة في مجالات السياسة والصناعة والخدمة العامة. يبقى اسمه مرتبطًا بإنارة المسجد النبوي الشريف، كرمز للعطاء والتفاني.