Site icon العربي الموحد الإخبارية

“مدينة منف”.. كنوز الحضارة المصرية وشواهد عظمتها في قلب تاريخ مصر القديم

04:40 ص – الأربعاء 15 يناير 2025

متحف ميت رهينة

كتب

هدى زكي_ سارة هليل

منف أو كما يطلق عليها الأن ميت رهينة، واحدة من أبرز وأقدم المدن في تاريخ مصر القديمة، تأسست في حوالي عام 3200 قبل الميلاد على يد الملك مينا، موحد مصر العليا والسفلى، ما جعلها عاصمة الشمال في مواجهة طيبة “الأقصر” عاصمة الجنوب.
 تضم منف أو ميت رهينة كنوزا رائعة من القطع الأثرية ذات الأهمية التاريخية الكبيرة الشاهدة على الحضارة المصرية وتطورها وأسرارها.  وفي حواره مع “بوابة روزاليوسف” أكد المرشد السياحي عاطف نوفل أن مدينة ميت رهينة تعد شاهدًا حيًا على تطور الفن والحضارة المصرية القديمة، حيث تضم العديد من الآثار التي تجسد براعة المصريين القدماء في مجالات الفن والهندسة المعمارية. وقال: “في قلب المدينة يقع متحف ميت رهينة المفتوح، الذي تأسس عام 1955 ويُعد من أبرز معالمها السياحية، يضم المتحف مجموعة من الآثار الفريدة التي تمتد عبر العصور الفرعونية المختلفة، ومن أبرز مقتنياته تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، الذي يصل ارتفاعه إلى عشرة أمتار وصُنع من الحجر الجيري”.مضيفا: “أنه اكتُشف هذا التمثال في نفس الموقع الذي يُعرض فيه اليوم، ويُعد من أهم تماثيل رمسيس الثاني، الذي كان معروفًا بحبه للتماثيل الضخمة، مثل تمثاله الذي كان يزين ميدان رمسيس في وسط القاهرة، والذي نُقل لاحقًا إلى المتحف المصري الكبير”   وأوضح أن متحف مين رهينة يحتوي أيضًا على العديد من التماثيل المصنوعة من الجرانيت، بالإضافة إلى أعمدة وتوابيت وتيجان تمثل جزءًا من معمار مصر الفرعونية، وأردف قائلا: “إن لمنطقة ميت رهينة أهمية خاصة لأنها كانت عاصمة مصر الأولى في العصر الفرعوني، حيث كانت تعرف في البداية باسم “الجدار الأبيض”، ثم أُطلق عليها لاحقًا اسم “منف”. تعد ميت رهينة أيضًا موطنًا لتمثال رمسيس الثاني الشهير، الذي نُقل إلى وسط القاهرة في ستينيات القرن الماضي، حيث وُضع أمام محطة سكك حديد مصر.واستأنف حديثه أنه أصبحت المنطقة مقصدًا للباحثين وعلماء الآثار من مختلف أنحاء العالم، فقد قامت العديد من البعثات الأثرية الأوروبية، مثل بعثة ميريت باشا في منتصف القرن التاسع عشر وبعثة رودلف أنستي لمتحف جامعة بنسلفانيا في خمسينيات القرن الماضي، بالتنقيب في هذه المنطقة الغنية بالآثار.  كما أشار عاطف إلى أن متحف ميت رهينة يحتوي على ثالث أكبر تمثال أبو الهول بعد تمثال “أهرام الجيزة” وتمثال أبو الهول الموجود في متحف جامعة بنسلفانيا. كما يضم المتحف كتلًا أثرية من الجرانيت الوردي والحجر الجيري المزخرفة بنقوش معقدة، مما يعكس براعة الفنانين المصريين القدماء.وأكد نوفل أنه يُعتبر تمثال الملك رمسيس الثاني في ميت رهينة واحدًا من أبرز الإنجازات الفنية والهندسية في تاريخ مصر القديمة. هذا التمثال الضخم، المنحوت من قطعة حجر واحدة قبل نحو 3200 عام، يعكس مهارة الحرفيين المصريين القدماء في تحقيق هذا المستوى المذهل من الدقة والجمال.وأفاد عاطف نوفل أنه في القرن التاسع عشر، حاولت بريطانيا نقل التمثال، ولكن هذه المحاولة فشلت بسبب ضخامة التمثال وصعوبة نقله دون التسبب في تلفه. هذا الفشل مكّن التمثال من البقاء في موطنه الأصلي، في قرية ميت رهينة “منف”، ليظل شاهدًا على عظمة الحضارة المصرية.مضيفا: “أن اليوم، يعرض التمثال في متحف ميت رهينة المفتوح، الذي يضم مجموعة نادرة من الآثار المصرية القديمة. وجود التمثال في هذا المتحف يرفع من قيمة الموقع كأحد أبرز المواقع الأثرية في مصر، مما يجعل زيارته تجربة لا تُنسى لكل من يهتم بتاريخ الحضارة المصرية”.   واستطرد قائلا: “أما التمثال الآخر الذي تم اكتشافه في نفس المنطقة، فقد نُقل سابقًا إلى ميدان رمسيس ثم إلى المتحف المصري الكبير، وهو أيضًا يُعتبر أحد الأيقونات المهمة في تاريخ مصر الفرعونية، حيث يزوره اليوم العديد من السياح في أحد أعظم متاحف العالم”.واختتم حديثه أنه من أبرز الاكتشافات الحديثة أيضًا تمثال نادر للملك رمسيس الثاني على هيئة “الكا”، رمز القوة والحيوية والروح الكامنة. هذا التمثال، الذي اكتُشف من الجرانيت الوردي، يُعد من أندر الاكتشافات الأثرية،  يُعتبر أول تمثال “للكا” من الجرانيت يُكتش فحيث في مصر، بينما التمثال الوحيد المماثل له والمصنوع من الخشب يعود لأحد ملوك الأسرة الثالثة عشرة ويدعى “أو ايب رع حور”، وهو معروض حاليًا في المتحف المصري.وأضاف:” أن الجزء المكتشف من التمثال يبلغ ارتفاعه 105 سم وعرضه 55 سم وسمكه 45 سم، ويُصور الملك رمسيس مرتديًا باروكة وعليه علامة “الكا” على رأسه. نقش على عامود ظهره الاسم الحوري للملك “كا نخت مري ماعت”، وهو ما يعني “الثور القوي محبوب ماعت”.كما اكتُشفت العديد من الكتل الأثرية المصنوعة من الجرانيت الوردي والحجر الجيري، التي تحمل نقوشًا تصور الإله بتاح، إله مدينة منف، بالإضافة إلى خراطيش للملك رمسيس الثاني، مما يسلط الضوء على أهمية هذه الكتل التي تمثل أجزاء من المعبد الكبير للإله بتاح في منطقة ميت رهينة.    

Exit mobile version