06:00 م – الجمعة 14 مارس 2025
تُعتبر مدرسة وقبة الصالح نجم الدين أيوب من أبرز المعالم التاريخية في مدينة القاهرة، وقد شُيدت في عام 641 هـ الموافق 1243-1244م.
قام بتأسيس هذه المدرسة السلطان الصالح نجم الدين أيوب، سابع الحكام الأيوبيين في مصر.وقد أُقيمت المدرسة على جزء من المساحة التي كان يشغلها القصر الفاطمي الكبير، واكتملت بناؤها في عام 641 هـ.كانت المدرسة تتكون من بناءين، أحدهما يقع في الجهة القبلية، وقد ضاعت معالمه بعد أن شغلت مكانه أبنية حديثة.أما البناء الآخر فكان يقع في الجهة البحرية، حيث لم يتبقَ منه سوى إيوانه الغربي الذي يغطيه قبو معقود.كان كل من البناءين يحتوي على إيوانين متقابلين، أحدهما شرقي والآخر غربي، بالإضافة إلى صف من الخلاوي على كل من الجانبين.بين هذين البناءين كان هناك ممر يفصل بينهما، وفي نهايته الغربية كان يوجد مدخل المدرسة الذي يتوسط واجهتها ويعلوه المئذنة.تحتفظ واجهة المدرسة بتفاصيلها المعمارية الرائعة، حيث تم تقسيمها على جانبي المدخل إلى صفوف من الأحواض ذات الغور المحدود، أسفلها نوافذ تُغطى بأعتاب مزخرفة بشكل مميز.هذه النوافذ تعلوها عقود عاتقة مزخرفة بأنماط مختلفة.من اللافت للنظر أن هذه الواجهة تضم لأول مرة فتح شبابيك سفلية، وهو ما كان يختلف عن الجوامع المتقدمة مثل جامع عمرو بن العاص وجامع أحمد بن طولون.و كان المدخل مزخرفًا بعناية، حيث أخذ الكثير من عناصره الزخرفية من وجهتي جامعي الأقمر والصالح طلائع.وكتبت على العقد المقرنص الذي يعلو الباب تاريخ الإنشاء: 641 هـ. أما المئذنة، فهي ذات تصميم مميز تبدأ مربعة ثم تنتقل إلى شكل مثمن.زُينت أوجهها بصفوف من العقود المخوصة التي تحتوي على فتحات على شكل أوراق نباتية.تغطي قمة المئذنة قبة مضلعة تزين قاعدتها فتحات على هيئة أوراق نباتية أيضًا، ويعلوها تروس بارزة.تمثل هذه المئذنة طراز المآذن التي أُنشئت في أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن الهجري، قبل أن تتطور المآذن إلى طرازها المعروف في مصر لاحقًا.المدرسة نفسها مقسمة إلى قسمين يفصل بينهما حارة الصالحية التي يعلو مدخلها عقدان يرتبطان بشقي المدرسة، وتدعم هذه العقود المئذنة.حيث لم يبقى اليوم من القسم الجنوبي للمدرسة سوى واجهتها الغربية، التي ترتبط بالقسم الشمالي عبر العقدين.كما يوجد جزء من السقف الذي يعلو المدخل، وهو مغطى بحقاق محقق.أما القسم الشمالي من المدرسة، فما يزال باقياً في الجهة الشمالية، ويشمل الإيوانين الشرقي والغربي، على الرغم من تدمير معظم قبو الإيوان الشرقي، حيث لم يبقَ منه سوى بداية عقد الإيوان.فيما يتعلق بالضريح فإنه يقع في شمال شرق إيوان المالكية للمدرسة الصالحية.تحوي واجهته على حنيتين، واحدة منهما بارزة، وتزخرف الواجهة بقوالب زخرفية متميزة تشبه تلك التي توجد في جامع الأقمر.في وسط الحنيات توجد دوائر، وعند أعلى الواجهة تظهر شرافات مسننة أو مدرجة.يبلغ ارتفاع الضريح حتى الشرافات حوالي 11.35 مترًا.أما في الجزء الأسفل من الحنيات، فقد كانت العقود المنكسرة تتخللها نوافذ، ويعتبر النوافذ الوسطى هي الأوسع.تظل مدرسة وقبة الصالح نجم الدين أيوب رمزًا للعمارة الإسلامية الرائعة، وتعد من أبرز المعالم التاريخية التي تعكس براعة الفن المعماري في مصر في فترة حكم الدولة الأيوبية.