04:41 م – الجمعة 28 مارس 2025
كتب
نسرين صبحي
“كيشا” كلبة بلدي، في الأساس كانت كلب إنقاذ أخذتها من الشارع في محاولة لإنقاذها من الموت، وكان عمرها اياما، كانت مولودة تحت سيارة، وبالكاد تفتح عينيها، زحفت حتى وصلت لنصف الشارع، السيارات كانت ستدهسها، المهم حملتها، وبسرعة قررت أتبناها وآخذها معي إلى منزلي كي أربيها مع قطتي، وقد كان، ومنذ ذلك اليوم أصبحت كيشا فردا من أفراد العائلة، وتمر الايام والأعوام وتكبر كيشا، حتى تصل 5 سنوات. وسامحوني سأكتب باللهجة العامية لكي أنقل مشاعري كاملة، من فترة بسيطة تعبت ، بدأت تقطع أكل وترجع ، أخذتها للدكتور وكلي تصوري أن الأمر بسيط لن يخرج عن كونه شوية التهابات في معدتها أو واخدت فيها برد ، بعد الفحص وعمل اشعة وتحليل اكتشفنا أن عندها فشل كلوي وفي مراحله المتأخرة وان مش فاضل لها كتير لأن الفشل الكلوي للحيوانات في مصر مالوش علاج، مفيش اجهزة غسيل كلوي لهم ذي اللي موجودة بره ولا فيه عمليات زرع كلي ذي اللي بتتعمل لهم في الخارج، وكل العلاج اللي موجود هنا عبارة عن ادوية بتحاول تحفز الكلى على القيام بوظائفها ومحاليل بتخفف من أعراض الحالة. الدكاترة قالولي أن الأمل في شفائها شبه معدوم وان الموضوع بالنسبة لها مسألة وقت مش اكثر، ولكني تمسكت بالأمل في العلاج مش بس عشان أحس أني عملت معاها كل اللي عليا لآخر لحظة في عمرها، ولكن عشان كان عندي عشم وأمل في وجه الله يشفيها حتى لو نسبة شفاها بتمثل واحد في المليون فهو وحده القادر على صنع المعجزات ( يحيي العظام وهي رميم ) وفي الأول والآخر انا كنت راضية بقضائه في جميع الأحوال. نصحني الأطباء بحجزها في “بوردنج” في العيادة لأن الرعاية الطبية والعلاج هايكون أفضل عن البيت، ووافقت رغم ان كان صعبان عليا فراقها، بس وافقت عشان صحتها، وفى كل زيارة لها كان كلي أمل اني الاقيها بتتحسن عن الزيارة اللي قبلها بس للاسف الحالة كانت من سيئ لأسوأ لحد ما وصلت لمحطتها الاخيرة. ماتت كيشا قصاد عيني وانا واقفة قدامها عاجزة اني اعمل لها حاجة ، في اللحظة دي توقف الزمن عندي للحظات وعاد بي للوراء، تذكرت خلالها كل حياتها القصيرة معايا من اول ما اخدتها من الشارع وهي لسه جرو صغير لحد لحظات موتها وكأنه شريط سينما بيعدي قدامي ، كم الحزن لا يوصف. متستهونوش بمشاعر مربي أي حيوان أليف، فهو روح عاشت وأكلت ونامت في نفس البيت ويعتبروا ولادنا . الرحمة عليهم ترفع البلاد وتخفف القضاء.