أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، عن انطلاق مدفع الإفطار، في أول يوم من شهر رمضان المبارك، الثلاثاء، من قلعة صلاح الدين الأيوبي، بعد قيام الوزارة بترميمه، وذلك لأول مرة منذ عام 1992.
وقالت الوزارة في بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك إنها انتهت من التجريب الأخير لإطلاق مدفع رمضان من جديد بعد فترة توقف دامت ما يقرب من ٣٠ عاماً، وذلك “من ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة كما كان قديما.. منوهاً للصائمين عن موعد الإفطار”.
رمضان كريم
لأول مرة منذ ١٩٩٢ ينطلق غداً مدفع افطار رمضان من قلعة صلاح الدين الأيوبي، بعد قيام الوزارة بترميمهRamadan Kareem
For the first time since 1992, Ramadan Cannon will be fired tomorrow at iftar time from the Citadel of Saladin, Cairo
after restoration by
the Ministry pic.twitter.com/j1UrKglqXR— Ministry of Tourism and Antiquities (@TourismandAntiq) April 12, 2021
وأوضحت مساعدة وزير السياحة والآثار لتطوير المتاحف والمواقع الأثرية ، إيمان زيدان، أن “المدفع سوف يضرب من جديد لحظة غروب الشمس وعند موعد الإفطار وذلك كل يوم طوال شهر رمضان، بما يضمن الحفاظ على التراث الأثري للقلعة، وفي نفس الوقت مواكبة استخدام التكنولوجيا الحديثة وذلك عن طريق إطلاق شعاع ليزر بجوار المدفع ليصل لمسافة بعيدة”.
وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفي وزيري، أن “أعمال ترميم المدفع شملت إزالة طبقة الصدأ المكونة على جسم المدفع وتنظيفه من الداخل”.
تعددت القصص حول حقيقة قصة مدفع رمضان إلا أنها جميعا تؤكد على أنها نشأت فى مدينة القاهرة، تحديداً بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، بحسب رئيس قطاع الآثار الاسلامية والقبطية واليهودية، أسامة طلعت.
ويوضح طلعت “تروي إحدى القصص أن مدفع رمضان يرجع إلى عهد السلطان المملوكي، (سيف الدين) خشقدم، حين أراد أن يجرب مدفعاً جديدًا وصل إليه، وصادف إطلاق المدفع وقت غروب شمس أول يوم من رمضان عام ١٤٦٧م، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم لتشكره على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذاناً بموعد الإفطار”.
وهناك قصة أخرى تقول إن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتجربة أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أول يوم من رمضان، فظن الناس أن الخديوي اتبع تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، فصاروا يتحدثون عن ذلك، وعندما علمت الحاجة فاطمة، ابنة الخديوي إسماعيل، بما حدث، أعجبتها الفكرة فطلبت من الخديوي إصدار أمر بأن يجعل من إطلاق المدفع عادة رمضانية جديدة وعرف وقتها باسم مدفع الحاجة فاطمة، وفيما بعد أضيف إطلاقه فى السحور والأعياد الرسمية.
ويُعتقد أن المدفع تم تغييره أكثر من مرة وانتقل إلى أكثر من مكان، ويعرض حاليا بساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، وهو من طراز “كروب” تم إنتاجه عام ١٨٧١، وكان يقوم بتشغيله جنديان أحدهما كان يضع البارود في الفوهة والآخر يطلق القذيفة.
وعلى الرغم من مرور ٣٠ عاماً منذ توقفه إلا أنه ظل في قلوب وأذهان المصريين، حيث أصبح من التقاليد الراسخة ومظهر من مظاهر شهر رمضان.