توقع خبيران، مصري وقطري، تحدثا إلى موقع الحرة أن تعود العلاقات الكاملة بين قطر ومصر وأن يعاد فتح السفارتين في الدوحة والقاهرة قريبا بعد أن اتخذ البلدان خطوات كبيرة نحو المصالحة منذ “اتفاق العلا”.
ورأى مدير التحرير في صحيفة الاهرام المصرية، أشرف العشري، والإعلامي القطري، علي الهيل، أن المكالمة الأخيرة، التي جرت الاثنين، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، تعكس الإنجازات التي تحققت خلال نحو خمسة أسابيع من توقيع الاتفاق.
اتصال هاتفي بين أمير قطر والرئيس المصري
قالت رئاسة الجمهورية المصرية، الاثنين، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي “تلقى اتصالا هاتفيا من الشيخ تميم بن حمد” أمير دولة قطر للتهنئة بحلول شهر رمضان. في بادرة هي الأولى منذ تحسن العلاقات بين البلدين وانتهاء المقاطعة الخليجية – المصرية للإمارة.
واعتبر العشري أن المكالمة التي جرت، الاثنين، تشير إلى أنه سيكون هناك المزيد من العمل والتعاون بن البلدين في المرحلة القادمة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن أمير قطر اتصل “ليهنئ السيسي بحلول شهر رمضان”، و”عبر السيسي عن شكره لأمير قطر على تهنئته بهذه المناسبة، داعيا الله عز وجل أن يُعيدها على شعبي البلدين الشقيقين وكافة الشعوب العربية والإسلامية بالخير واليُمن والبركات”.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إن أمير قطر “تبادل” مع الرئيس المصري “التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وذلك في اتصال هاتفي أجراه سموه عصر اليوم”.
والمكالمة التي تعتبر الأولى بين زعيمي البلدين منذ الاتفاق الجديد رأى العشري أنها “ترجمة” للكثير من النجاحات التي تحققت خلال الفترة الماضية، وتسوية العديد من القضايا في سبيل إحداث تقارب قطري مصري”.
الهيل، من جانبه، قال إنها تعد “تغييرا مفصليا في تاريخ العلاقة الجديدة” بعد مصالحة “قمة العلا” وتتويجا لكل الجهود واللقاءات القطرية المصرية.
وحصلت المصالحة بين الدول الأربع التي قاطعت قطر، ومن بينها مصر، في قمة مجلس التعاون الخليجي التي عقدت في يناير الماضي بمدينة العلا السعودية.
ويشير بيان اتفاق العلا إلى أن توقيع القاهرة “يوثق العلاقات الأخوية التي تربط مصر الشقيقة بدول المجلس، انطلاقا مما نص عليه النظام الأساسي بأن التنسيق والتعاون والتكامل بين دول المجلس إنما يخدم الأهداف السامية للأمة العربية”
واستؤنفت، في 18 يناير، الرحلات الجوية المباشرة بين مصر وقطر تنفيذا للاتفاق، وتبادل البلدان في 20 يناير مذكرتيَن رسميتيَن، حيث اتفقت الدولتان بموجبهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.
واستضافت الكويت، في 23 فبراير، الاجتماع الأول بين وفدين مصري وقطري لوضع آليات وإجراءات المرحلة المستقبلية بعد بيان القمة.
وفي مارس الماضي، التقى شكري بنظيره القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وذلك على هامش الاجتماعات الوزارية لجامعة الدول العربية، وكان ذلك أول اجتماع بهذا المستوى بين البلدين.
الصحفي المصري، أشرف العشري، توقع المزيد من التقارب والتلاقي وربما عقد قمة مصرية قطرية قريبا على مستوى زعيمي البلدين.
الهيل، من جانبه، أشار أيضا إلى ” إعدادات” نحو إعادة افتتاح السفارتين وعودة السفيرين للعمل رسميا.
ويرى العشري أن النجاحات التي تحققت في الفترة الماضية على مستوى السياسيين شجعت هذه الخطوة، متوقعا إرسال سفير مصري للعمل في الدوحة خلال شهر من الآن، لأن القاهرة تدرك أن هناك التزاما عمليا من قطر تجاه التزاماتها.
ويقول الصحفي المصري إنه تم وقف الحملات الإعلامية وتمت زيادة الاستثمارات القطرية في مصر وقد افتتحت قطر فندقا بالفعل في مصر، متوقعا المزيد من المشروعات في المرحلة المقبلة، خاصة مشروعات الاستثمار العقاري.
وقال الهيل إن الاعلام القطري والمصري عكسا في الفترة الأخيرة مدى التقارب بين الجانبين.
وبينما رأى الصحفي المصري أن السياسيين قاموا بدور كبير جدا في سبيل إزالة الجليد بعد قمة العلا، يؤكد الهيل أنه قد يحدث الانقطاع بين السياسيين وقد يحدث إذابة للجليد، أما العلاقات بين الشعبين “فلم تنقطع أبدا”.