أثار الانفجار وانقطاع الكهرباء في منشأة نطنز النووية في إيران، الأحد الماضي، العمليات المماثلة بما في ذلك الفيروس الإلكتروني المعروف باسم “ستكسنيت Stuxnet” الذي دمر بعض أجهزة الطرد المركزي التابعة لنطنز بين عامي 2007 و2010، بالإضافة إلى انفجار وحريق وقع بها أيضا في يوليو الماضي، مما أدى إلى تدمير حوالي ثلاثة أرباع المنشأة الذي تم افتتاحها حديثا لتجميع أجهزة الطرد المركزي.
ويقول موقع (ذا إنترسبت) إن مسؤولين حكوميين وتقارير إخبارية أشاروا لروايات متضاربة حول سبب التفجيرات الأخيرة، ومدى الضرر، وقدرة إيران على التعافي بسرعة.
فقد ذكرت تقارير أولية أن منشأة نطنز لم تتضرر، لكن المسؤولين الإيرانيين اعترفوا لاحقا بأضرار استهدفت أجهزة الطرد المركزي.
وبينما أشارت تقارير إعلامية إلى أن المخربين ركزوا على نزع إمدادات الكهرباء من المنشأة، يعتقد ديفيد أولبرايت، مؤسس ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، أن الهدف كان تدمير أجهزة الطرد المركزي.
وأضاف إنترسبت “من السهل استعادة الطاقة حتى في حالة تلف المعدات الكهربائية، مما يسمح باستئناف أعمال التخصيب بسرعة”.
لكن أولبرايت يقول إن انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ الذي يستهلك أيضا طاقة احتياطية كان من شأنه أن يدمر بعض أجهزة الطرد المركزي، لأنها بحاجة إلى إيقاف تشغيلها ببطء.
ويؤدي عدم القيام بذلك إلى اهتزازات يمكن أن تتسبب في تلف دوارات ومنفاخ أجهزة الطرد المركزي وفي بعض الحالات تفككها، وهو ما يشتبه أولبرايت في حدوثه.
وكانت إيران وصفت انفجار نطنز الذي تسبب في انقطاع الكهرباء عن وحدات أجهزة طرد مركزي بأنه عمل تخريبي نفذته إسرائيل، وتعهدت بالانتقام.
وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن مسؤولين إيرانيين كشفوا أن الهجوم على نطنز استهدف محطة كهربائية فرعية تقع على عمق 40 إلى 50 مترا تحت الأرض، وألحق أضرارا “بآلاف أجهزة الطرد المركزي”.
ونقلت عن فريدون عباسي دواني، الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية، قوله لوسائل إعلام إيرانية، الاثنين، إن الهجوم أصاب محطة كهربائية فرعية تقع في أعماق الأرض، وتمكن من إلحاق الضرر بكل من نظام توزيع الطاقة والكابل المؤدي إلى أجهزة الطرد المركزي، من أجل قطع التيار الكهربائي عنها.