بين نساء طالبن بحرية اللباس وأخريات تنازلن عن الذهبية للحفاظ على صحتهن النفسية، أطلت المرأة بحُلّة جديدة أثارت الجدل بأولمبياد طوكيو 2020.
صحيح أن تمثيل الجنسين في الأولمبياد تقليد اعتاده محبو ومشجعو مختلف ألعاب الأولمبياد منذ عقود، لكن المشاركة النسائية في الحدث الرياضي الأبرز حالياً هي الأعلى في تاريخه بنسبة 49%.ووفقاً لما أعلنته هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن نحو %49 من المشاركين في أولمبياد طوكيو من النساء، أي أكثر من 5 آلاف سيدة من إجمالي 11 مشارك، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ الحدث الرياضي الأضخم عالمياً، في خطوة لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات.التمثيل النسائي الكبير في أولمبياد طوكيو لم يقتصر على اللاعبات المشاركات بمختلف الألعاب، لكن اللجان الأولمبية الوطنية للدول المشاركة في البطولة وعددها 206، تضم ممثلين رجال ونساء أيضاً، حسبما ذكرت الهيئة الأممية.
ليست نسبة تمثيل المرأة في الأولمبياد هي غير المسبوقة فقط، لكن الجدل الذي صاحب العديد من المشاركات بألعاب مختلفة هو الآخر غير مسبوق.
“العين الإخبارية” ترصد لقطات مختلفة تبرز مواقف نسائية قوية وجديدة على الأحداث الرياضية:
انسحاب للحفاظ على الصحة النفسية
فجرت أسطورة الجمباز الأمريكية سيمون بايلز مفاجأة من العيار الثقيل بإعلان انسحابها من نهائي المسابقة الكاملة لفرق السيدات في أولمبياد طوكيو، الثلاثاء، لمخاوف حيال “الصحة النفسية”.
بايلز كانت تتطلع إلى زيادة حصيلتها الأولمبية إلى 6 ذهبيات بعد حصولها على 4 في دورة ريو دي جانيرو 2016.
وقالت سيمون بايلز، بعد حلول فريقها ثانياً أمام الفريق الروسي: “يجب أن أفعل ما هو مناسب لي، وأن أركز على صحتي النفسية، وألا أعرض صحتي وحياتي للخطر”.
“هناك ما هو أهم في الحياة من الجمباز”، تصريح بدأت به اللاعبة الشهيرة الحديث لأول مرة بصراحة عن الضغوط النفسية التي تتعرض لها.
وقالت: “عندما جئت إلى هنا شعرت بأنني أفعل ذلك من أجل أشخاص آخرين، ويؤلمني أن القيام بما أحبه قد أُخذ مني لإرضاء آخرين”.
واختتمت: “علينا أيضاً أن نركز على أنفسنا لأنه في نهاية المطاف نحن بشر أيضاً، علينا حماية أذهاننا وأجسادنا بدلاً من مجرد القيام بما يريد العالم منا القيام به”.
وعلّق الاتحاد الأمريكي للجمباز أن انسحاب اللاعبة من الفريق جاء بسب مشكلة صحية، موضحاً أن حالة بايلز البدنية ستخضع لتقييم يومي لمعرفة مدى قدرتها على الاستمرار في المنافسات.
حرية اللباس في أولمبياد طوكيو
فاجأت لاعبات منتخب الجمباز الألماني متابعي اللعبة بتغيير الزي الذي اعتاده الجميع وارتداء آخر غير تقليدي، بهدف محاربة أي طابع جنسي يميز رياضة الأجساد الرشيقة والأوزان الخفيفة.
ورفعت اللاعبات الألمانيات راية التغيير وإحلال ثقافة نسائية مختلفة تناشد بإتاحة حرية ارتداء الملابس اللاتي تناسب كل سيدة وفقاً لثقافتها ومعتقداتها ورغبتها.وأطلت سيدات منتخب ألمانيا للجمباز مرتديات زياً كاملاً بدلاً من آخر طالما ارتدينه على مر عقود يكشف عن الساقين بالكامل.وعلّقت عضوات الفريق بأن قرارهن جاء لتوجيه رسالة “بضرورة تعزيز حرية الاختيار وتشجيع السيدات على ارتداء ما يجعلهن يشعرن بالراحة”.
من بين لاعبات المنتخب الألماني اللاتي علّقن على تصرفهن إليزابيث سيتز، التي دونت عبر “أنستقرام”: “كل لاعبة جمباز يجب أن تكون قادرة على تحديد نوع البدلة التي تشعر براحة أكبر ثم ممارسة الجمباز”.
أيضاً قالت اللاعبة الألمانية سارة فوس: “نريد أن نتأكد من أن الجميع يشعرون بالراحة، ونظهر للجميع أنهن يمكنهن ارتداء ما يحلو لهن ويبدو رائعاً، ويشعرون بذلك بأنفسهم، سواء كان الثوب طويلاً أو قصيراً”.
حق الرياضيات في إرضاع أطفالهن
شجبت الأمهات اللاتي يتنافسن في ألعاب هذا العام سياسة الأولمبياد التي منعتهن من إحضار أطفالهن إلى طوكيو، ليتراجع منظمو الدورة أمام ضغوطهن.
وارتفع صوت المرضعات المشاركات في أولمبياد طوكيو 2020 وتحدثن بجرأة عما يزعجهن من قرارات رأين أنها غير منصفة، كسياسة منعهن من اصطحاب صغارهن الرضع وحرمانهم من حقهم الطبيعي في الرضاعة بدعوى مشاركة أمهاتنا في الحدث الرياضي.
وقبل انطلاق الحدث، كشف المسؤولون عن النسخة الأولمبية الحالية عن منع أفراد عائلات الرياضيين من الحضور معهم بموجب بروتوكولات السلامة الخاصة بفيروس كورونا المستجد.
القرار السابق لم يعجب الرياضيات الأمهات، وعلّقن أن ذلك يعني أنهن لا يمكنهن إرضاع أطفالهن.ومن ضمن المعترضات لاعبة الماراثون الأمريكية أليفين تولياموك، التي وجهت حديثها لطفلتها قائلة: “إذا كنت سأقدم أفضل ما لدي، فستكونين هناك معي”.
أيضاً قالت لاعبة كرة السلة الكندية، كيم جوشر إن القرار يعني أنها مضطرة “للاختيار بين أن تكون إما مرضعة أو رياضية أولمبية”.
وتحت وقع الضغط النسائي، أعلن منظمو الأولمبياد أنهم عدلوا سياستهم للسماح للأطفال الرضع ومقدمي الرعاية بالسفر إلى طوكيو.
ووفقاً لما قالته صحيفة “يو إس إيه توداي”، فإنه حتى بعد تخفيف القيود قالت اثنتان من المشاركات في الحدث إنهما اضطرتا لترك أطفالهما في المنزل لأن “المتطلبات ظلت مقيدة للغاية”.