سلطت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في عددها الصادر اليوم الأحد الضوء على تظاهر أكثر من 200 ألف شخص في مدن فرنسية عديدة؛ للمطالبة بإنهاء ما يرون أنه قواعد صارمة ومجحفة تجبرهم على التطعيم ضد جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” ضد إرادتهم.
وأفادت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني) أنهم ساروا في شوارع باريس وليون ومرسيليا وأماكن أخرى وهم يهتفون “هذه ديكتاتورية صحية!” و “لا للقاح، لا للبطاقات الصحية!”، في احتجاجات حاشدة ضمت طيفاً واسعاً من الحركات الاجتماعية والسياسية وأنصار اليمين المتطرف المعارض.
وشارك الشيوعيون في مسيرة جنبا إلى جنب مع أنصار حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف وبعض أعضاء حركة السترات الصفراء جميعا ضد قانون جديد يجعل التطعيم ضد فيروس كوفيد-19 إلزاميًا للعاملين في مجال الرعاية الصحية بما يطلب تصريحًا صحيًا لأي شخص يرغب في دخول الأماكن العامة مثل المطاعم والحانات والقطارات فائقة السرعة.
وقالت كاثرين لارجو، وهي مساعدة لطبيب أسنان تبلغ من العمر 42 عامًا ومُلزمة قانونياً بالتطعيم قبل الخريف المقبل، في تصريحات للصحيفة: هذا لقاح تجريبي، ونحن لا نعرف ما هي جميع الآثار الجانبية التي ستترتب على أنفسنا أو لأطفالنا وأكدت بأنها سترفض القيام بذلك.
وأكدت السلطات الفرنسية أنها أجرت اختبارات واسعة النطاق على اللقاحات المُستخدمة في البلاد وهي التي تم اعتمادها من قبل السلطات الطبية الأوروبية والفرنسية.
وعلى الرغم من أن النسخة النهائية من القانون قد تم تخفيفها في نهاية الأسبوع الماضي، إلا أن أقلية من الفرنسيين لا تزال محتدمة وغاضبة بشأن القواعد التي تعتقد بأنها تنتهك حرياتهم الشخصية لكن على الرغم من المعارضين الغاضبين، إلا أن هذه السياسة أثبتت حتى الآن نجاحها في زيادة معدلات التطعيم وقوبلت بموافقة الجمهور الأوسع، حسبما قالت الصحيفة.
وأشارت إلى أن أكثر من 60 في المائة من الناس يؤيدون إقرار بطاقة الصحة لدخول الأماكن العامة و70 في المائة يدعمون التطعيم الإجباري للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وفقًا لاستطلاع أجرته شركة Ipsos-Sopra Steria هذا الشهر.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن عن التطبيق الموسع للبطاقة الصحية في خضم حملة التطعيم التي كادت تفقد زخمها بالتزامن مع تفشي متغير دلتا شديد العدوى بسرعة كبيرة.
وأكدت “فاينانشيال تايمز” في ختام تقريرها أنه حتى الآن يبدو أن قرار المضي قدمًا في استراتيجية التطعيم المتشددة قد آتى ثماره حيث قفز عدد الجرعات الأولى التي يتم تناولها يوميًا مرة أخرى إلى أكثر من 350 ألف جرعة بعد انخفاض قُدر بنحو 160 ألفا في الشهر الماضي، وفقًا لبيانات من الحكومة جمعتها الصحيفة نفسها ولذلك، تفوقت فرنسا على الولايات المتحدة في نسبة سكانها الذين تم تطعيمهم بالكامل – 52 في المائة مقابل 50 في المائة في الولايات المتحدة و56 في المائة في المملكة المتحدة.