المغني الفرنسي بنجامان برنهايم وفيّ لنفسه وللمدرسة التي ينتمي إليها.قدّم أداء ساحراً في مهرجان سالزبورغ الموسيقي في النمسا، وغنى باللغات الألمانية والإنجليزية والفرنسية. معزوفتُه المفضلة حملت عنوان “قصيدة الحب والبحر” وهي للموسيقار والعازف الفرنسي الكبير إرنست شوسون.الرحلة التي يقدمها برنهايم لشوسون ليست عادية. يقول برنهايم إنها سفر عبر تاريخ الحياة، عبر قصص الحب، عبر البدايات والإبداع والاكتشاف إلى أن تصل خواتيمها التي تحمل عناوين من طراز “زمن الليلك لن يعود أبداً” و”حُبُنا مات إلى الأبد”.ماتيو بوردوي، الذي يرافق برنهايم على البيانو، يرى أن هذه العناوين والمعزوفات قوية جداً، رغم أنه يعي جيداً أن البعض يقول إنها تنتمي لحقبة وعصر آخر.بوردوي في الواقع لا يبدو مكترثاً بهذا، فحتى لو كانت الأكثرية ترى أن الرومنسية والتيار الرومنسي صارا من الماضي، بحسبه، إلا أنه يصرّ على تعلّق قسم من الناس بها.ويقول بوردوي عن هذا الأمر “في عصرنا الحديث، قد تبدو الرومنسية كأن الزمن عفا عليها، كأن اتخاذ الوقت الكافي للتفكير بمشاعرنا، والذي هو جوهر الرومنسية، صار من الماضي”. ثم يضيف “مع ذلك أعتقد أن الناس يهتمون حتى الآن بهذا الأمر”.شاهد: عن الحب والغيرة.. أوبرا “توسكا” الشهيرة تجسد في مهرجان كاستل دي بيرالادا في إسبانياعازفة البيانو الشهيرة يوجا وانغ تعانق موزارت في مهرجان الموسيقى الكلاسيكية في لاتفياثم يوضح المؤدي برنهايم فكرة زميله: قد يجوز القول أحياناً إن الرومنسية شيء وردي.. مبتذل.. ولكن نحن نتحدث أيضاً عن مواضيعَ مؤلمة.. لا عن أشياء تمّ تقديمها وتعليبها بطريقة جيدة مع باقات رائعة من الزهور.. ليس هذا ما نرويه.. نتحدث عن عذاب الحب…”.ويمثل جوّ الحفل تحدياً كبيراً للفنانين، إذ يبدو كحلقة سحرية مغلقة بين المنشد، عازف البيانو والجمهور.ويصف برنهايم الأمر بالصعب أحياناً والمخيف ويقول “الأصعب هو أن تقف وحدك أمام الجمهور، أن تخبر قصصَكَ من دون حماية من الأوركسترا، ومن دون مساعدة من الديكور، ومن دون أكسِسْوَارات. أنت وحدك عارٍ أمام الجميع”.غير أن الاثنين يتوافقان على هوية المدينة النمساوية حيث يقولان إنها مكان يتنفس الموسيقى على مدى العام، وهو مكان، حيثما تذهب، في الأزقة الضيقة وغيرها، يشعر زائره بنبض الموسيقى”.يضيف برونهايم أن هناك شيئاً ما في سالزبورغ “يعطي نحن المغنين والفنانين نوعاً من الشرعية”.