بفرشاتها الأنيقة، تنطلق كاتيا زدرافقوفا التونسية من أصل بلغاري في إبراز موهبتها الكبيرة بالرسم على الزجاج، لتغير بألوانها شكل معالم البلور وتخط عليه أجمل الرسومات.
هذه الفنانة لا ترسم من أجل غاية الرسم فقط وإنما تستلهم نقوشها من التراث التونسي الإسلامي.ترسم كاتيا رسوماتها على قطع الزجاج من أوان وكؤوس وفناجين ومزهريات وشمعدانات لتجعلها تحفا فنية أنيقة مزينة بأشكال هندسية مبتكرة.
رسم يدوي يندرج في خانة تطوير الصناعات التقليدية التونسية يعتمد على عدة تقنيات من تصاميم والوان.
تنقل هذه الفنانة التراث التونسي بجميع أشكاله وألوانه وتفاصيله الدقيقة، وتمزجه بألوان زاهية زيتية ومائية لتخرج رسومات نابعة من التراث التونسي للترويج لصورة البلاد.
كاتيا، التي تعيش في تونس منذ أكثر من 25 سنة، فكرت في توثيق تراث تعشقه بتفاصيله، استطاعت أن تؤسس ورشتها الخاصة لتمارس فنها وإبداعها وتستقبل هواة هذه الحرفة.
واعتبرت كاتيا في تصريحات لـ”العين الاخبارية” أنها اختارت ممارسة هذا الفن لتعبر عما يخالج ذاتها، ولتكون مرجعا فنيا يستلهم منه الفنانون بعضا من تفاصيله.
وتقول كاتيا إنها استوحت الأشكال التي ترسمها من التراث العربي الإسلامي بعد ما وجدت قبل 25 سنة نقصا من الفنانين في هذا المجال، ما يمكن العديد من التصاميم أن تضيع وتزول بمرور السنين.
وأردفت: “الآن كثر عدد الحرفيين في مجال الرسم على الزجاج من شباب دارسين لهذه الحرفة، والذين أصبحوا يستوحون رسوماتي وابداعاتها، ما جعلها مرجعا من حيث الجودة بعد فرضها لنفسها مع فريقها الموهوب ليحققوا هذه المكانة الكبيرة.
عواطف الحسناوي، حرفية تنتمي لفريق الفنانة كاتيا، تشتغل معها منذ 10 سنوات، تقول لـ”العين الإخبارية” إنه لولا كاتيا لما تعلمت هذه الحرفة والتي فتحت لها الباب لتدخل لهذا المجال الواسع، والذي يحتاج الكثير من الصبر والدقة والتأني لأداء الرسوم وغيرها.وتابعت الحسناوي: “امتهان هذه الحرفة عملية صعبة لأن تعلم الصناعات التقليدية التونسية له علاقة بالتراث والتاريخ ما يتطلب الكثير من الاتقان والجودة والفن لرسم أجمل الرسومات”.