قال خبير عسكري إن دخول أستراليا في قائمة الدول المالكة لتكنولوجيا نووية، ووجود قواعد أمريكية بالمحيط الهندي-الهادي يحدث خللا بموازين القوى ليس في مواجهة الصين فحسب، بل وروسيا أيضا.
روسيا: العلاقات بين القوى النووية بعيدة عن المستوى الجيد وشراكة “أوكوس” تهدد نظام منع الانتشار
وأضاف الخبير العسكري المصري اللواء سمير راغب في تصريح خاص لـRT:”لا يمكن أن يتصور أحد أن تقف روسيا موقف المحايد أو المتفرج حيال التطورات الاستراتيجية الدراماتيكية في منطقة (الهندي-الهادي) وخاصة أن هذا المحيط هو محيط حيوي ومنطقة مصالح حيوية لروسيا الاتحادية، روسيا ترتبط بإتفاقيات مع أمريكا خاصة بمنع إنتشار الأسلحة النووية، START, INF”.وتابع: “دخول أستراليا في قائمة الدول التي تمتلك تكنولوجيا نووية، برعاية أمريكية، ووجود قواعد أمريكية في المحيط (الهندي- الهادي) يحدث خللا في موازين القوى ليس في مواجهة الصين فقط، ولكن في مواجهة روسيا أيضا، ويعتبر التفافا من أبواب خلفية على اتفاقيات ثنائية من ناحية روسيا واتفاقيات دولية من ناحية المجتمع الدولي، وقد يدفع لتقارب روسي-صيني أكثر، مقدمة لتكوين معسكر تحالف شرقي في مواجهة تحالف AUKUS” .وأشار راغب إلى أنه: “لاشك أن صفقة “أوكوس” (AUKUS) الدفاعية المبرمة مؤخرا بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا تشكل تحديا لنظام منع انتشار الأسلحة النووية في العالم، فالإتفاقية تشمل توطين التكنولوجيا النووية في أستراليا بتعاون أمريكي بريطاني مع أستراليا، ويمكن أستراليا من الحصول على تكنولوجيا محظورة على كل الدول بما فيها الناتو، عدا بريطانيا”.وتابع: “ربما يبدو على الأفق أن لها علاقة بصفقة الغواصات الأسترالية (من فرنسا)، لكنها تشمل كافة النواحي الدفاعية، فامتلاك أستراليا لقدرة تطوير إمكانيات نووية لمحرك غواصة يعطيها الإمكانيات اللازمة لتطوير تطبيقات دفاعية أخرى نووية و تقليدية، كذاك يشمل الإتفاق تسليح الغواصات بصواريخ (توماهوك) كروز، برؤوس حربية تقليدية، لكنها قادرة على حمل رؤوس نووية بدون أي تعديلات في الغواصة أو المنصة، وقت الحاجة، والتي لا يمكن تحميلها على غواصات تعمل بالطاقة التقليدية، كحالة صفقة الغواصات فرنسية الصنع(لأستراليا) التي تم إلغائها، لاعتبارات خاصة بقصر مدى الإبحار والقدرة على البقاء تحت الماء للفترة المطلوبة، وضعف القدرة على التخفي، كذلك ضعف قدرة المحركات”.وأكد راغب أنه: “بالمقارنة بالغواصات الأمريكية، إذا قمنا بتحليل المواصفات المطلوبة فإنها تعكس العمل على مواجهة عدو محتمل في مياه بعيدة وليس لتأمين أوعملية دفاعية لتأمين مياه إقليمية أو مصالح حيوية، كذلك تضمنت “أوكوس” التعاون الدفاعي في تأمين “تحت الماء” والذي يشمل الأسلحة المضادة للغواصات وأجهزة الإنذار المبكر والكشف والتتبع تحت الماء، الذي يعني امتلاك الذراع الطويلة تحت الماء، مع حرمان العدو المحتمل من العمل تحت الماء في مسرح العمليات المحتمل سواء بالقرب من مياه أستراليا أوفي المياه الدولية (الهندي-الهادي) أو حتى في المياه الإقليمية للعدو المحتمل”.وأضاف الخبير العسكري: “القاعدة الأساسية في التعامل مع الغواصات، هي: إذا اكتشفت تدمرت. كما تتضمن “أوكوس” نشر قواعد أمريكية في أستراليا قد تحوي منصات لإطلاق صواريخ قادرة على الوصول لبنك أهداف في الصين سواء إنطلاقا من الغواصات أو من منصات أرضية، كذلك طائرات أمريكية، وكذلك بطاريات صواريخ دفاع جوي، من نوع “ثاد” و” بتريوت باك 3 ” لتأمين القواعد ومواجهة أي تهديدات جوية، الأمر الذي سيدفع الصين لمواجهة تلك التهديدات سواء بتطوير تكنولوجيا صواريخ ورؤوس نووية، أو أسلحة مضادة تحت الماء، مع تقوية تحالفات عسكرية بدول صديقة، أو استقطاب دول جديدة في جنوب شرق آسيا لتحالفات جديدة، بما فيها نقل تكنولوجيا صينية صاروخية ونووية لدول أخرى في محيطها أو في مناطق أخرى، والذي يعني سباق تسلح وحرب باردة جديدة، ويكون AUKUS مقدمة لحلف أمريكي في مواجهة حلف صيني سوف يتشكل بداية من كوريا الشمالية و دول أخرى، ربما تكون فيه دول نووية شرقية”.ناصر حاتم-القاهرةالمصدر: RT