علّقت “أجنحة الشام”، أكبر خطوط طيران سورية خاصة، والوحيدة التي تتجه إلى بيلاروسيا، رحلاتها إلى مطار مينسك، في محاولة للحدّ من الهجرة.
وقالت الشركة في بيان، السبت، إن القرار يستهدف منع تدفق المهاجرين مع صعوبة التمييز بينهم وبين المسافرين العاديين.ويحاول آلاف المهاجرين بينهم سوريون وعراقيون منذ أشهر العبور من بيلاروسيا إلى بولندا. ومعظمهم أكراد عالقون حالياً في مساحة غير تابعة لأي بلد عند الحدود ويزداد القلق حيال معاناتهم في وقت تواصل درجات الحرارة انخفاضها.
وقالت شركة النقل السورية في بيان مقتضب نشرته على صفحتها في فيسبوك إن قرارها جاء “نظراً للظروف الحرجة التي تشهدها الحدود البيلاروسية-البولندية”.
وأضافت “حيث إن أغلبية المسافرين على رحلات أجنحة الشام للطيران إلى مطار مينسك هم من الجنسية السورية ومن الصعب التمييز بين المسافرين المتجهين إلى بيلاروسيا كوجهة نهائية والمسافرين المهاجرين، قررت شركة أجنحة الشام للطيران تعليق رحلاتها إلى مطار مينسك اعتباراً من اليوم السبت”.
و”أجنحة الشام” هي الشركة الوحيدة التي تسيّر رحلات إلى بيلاروسيا، فيما تقتصر وجهات خطوط الطيران السورية الرسمية على وجهات قليلة، غالبيتها عربية، إضافة الى طهران وموسكو، بعدما طالتها عقوبات غربية إثر اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.
وبحسب وكيلي سفر في دمشق، فإن كلفة تذكرة السفر الى مينسك راوحت بين 2500 و3500 دولار، إضافة الى 250 دولارا للحصول على تأشيرة دخول إلكترونية. وهو مبلغ لا يقوى كثر على تأمينه فيما يعيش أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر بعد أكثر من عقد على اندلاع النزاع.
وفي مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، الذي يستخدمه لبنانيون وسوريون وعراقيون للتوجه إلى بيلاروسيا، قال مصدر رسمي رفض الكشف عن هويته لفرانس برس إن سلطات المطار بدأت قبل نحو شهر منع العراقيين الوافدين إلى بيروت من التوجه على متن رحلات للخطوط البيلاروسية “لمعرفتنا أنهم مهاجرون غير شرعيين”.
كما باتت “أكثر تشدداً” إزاء المسافرين اللبنانيين والسوريين المقيمين في لبنان باتجاه مينسك.
وأوضح المصدر ذاته أنّه تم خفض الرحلات من بيروت إلى مينسك مؤخراً من أربع أو خمس أسبوعياً إلى واحدة أو إثنتين، لاحتواء تدفّق المهاجرين.
وفي العراق، أغلقت القنصليتين الفخريتين التابعتين لبيلاروسيا في بغداد وأربيل أبوابهما الشهر الحالي بناء على طلب من الحكومة العراقية.
وفي بولندا التي تحاول منع المهاجرين من دخول أراضيها، أعلنت شرطة منطقة بودلاكيا (شرق) في بيان السبت العثور على “جثة شاب من الجنسية السورية أمس في الغابة قرب فولكا تيريشوسكا”، موضحة أنه “لم تُحدّد أسباب الوفاة على الفور”.
وارتفعت حصيلة الوفيات في أزمة المهاجرين على الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروس إلى 11، بحسب تقديرات وسائل إعلامية.