تستهدف إثيوبيا تنشيط السياحة الدينية عبر الترويج خارجيا وخطط التطوير داخليا لزيادة موارد البلاد من قطاع السياحة.
وتخطط أديس أبابا من خلال الجذب السياحي لهذا النوع من السياحة لدعم اقتصادها ضمن خطتها العشرية.وكشف مسؤول محلي بإقليم أوروميا أكبر أقاليم إثيوبيا مساحة وسكانا، عن خطة وضعتها الحكومة للاستثمار والاستفادة من السياحة الدينية ضمن الخطة العشرية، من خلال إجراء دراسات عن كيفية الاستفادة منها وجذب الاستثمار الأجنبي والمحلي لها. وأكد أن إثيوبيا يمكن أن تكون من بين أكبر المستفيدين من تطوير هذه السياحة.وأوضح نيغا وداجو، نائب مفوض مفوضية السياحة لإقليم أوروميا، في مقابلة أجرتها معه “العين الإخبارية”، أن المفوضية بدأت منذ فترة مبكرة بإجراء دراسات بالتعاون مع كلية الطيران الإثيوبية، حول كيفية استفادة البلاد خاصة إقليم أوروميا من السياحة الدينية وجذب الاستثمار الأجنبي والمحلي لها.
وقال وداجو، إن الحكومة الإثيوبية شرعت في العمل مع مجموعات المصالح المهتمة بالاستثمار في قطاع الضيافة لهذا النوع من السياحة. وأضاف أجرينا دراسة وتحليل كل من الفرص والتحديات التي سنواجهها في حالة تنفيذها. وتوقع أن تكون إثيوبيا من بين أكبر المستفيدين من تطوير هذه السياحة، مضيفا “تاريخنا الإسلامي كأرض الهجرة الأولى ومكانتها الجيوسياسية للعالم الإسلامي تمكننا من تلبية مطالب هذه السياحة في العالم الإسلامي”.
وأشار إلى أن إثيوبيا تزورها العديد من المجموعات الاستثمارية وتشهد مؤتمرات واجتماعات عالمية وإقليمية، وهذا يتطلب تهيئة ظروف لكل المجموعات بمختلف هوياتهم ومعتقداتهم خاصة الذين يحتاجون لمواقع خاصة بهم بعيدا عن الأماكن التي تباع فيها المشروبات الكحولية أو أي شيء يتعارض مع الشريعة الإسلامية حفاظا على ثقافتهم. وأضاف يحق لهؤلاء أن يتمتعوا بخدمات ومنتجعات خاصة بهم يستمتعون فيها كغيرهم.وقال “البلاد لا تعتبر مثل هذا التخصيص أمرا سياسيا، وإنما هي فرصة استثمارية وتجارية ربحية ويجب توظيفها”. وأوضح لدينا الكثير من السكان المسلمين والسياح المسلمين من جميع أنحاء العالم يأتون إلى إثيوبيا. ولفت المسؤول المحلي إلى أن إثيوبيا تزخر بالعديد من مواقع التراث الإسلامي والحضارة الإسلامية. وقال يمكن استغلال هذه المواقع التراثية كوجهات سياحية من المساجد العتيقة كمسجد النجاشي شمال البلاد، والأضرحة التاريخية والمواقع الإسلامية الأخرى.ويضيف “قرية النجاشي ومسجدها العتيق بإقليم تجراي شمال إثيوبيا، وهو أول مسجد في أفريقيا، عندما حل بها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرتهم الأولى، بجانب العديد من المواقع التراثية الإسلامية من المساجد والأضرحة والمتاحف الإسلامية والعربية في مختلف أقاليم البلاد، ومن بينها مدن كبرى تحمل التراث الإسلامي والعربي في إثيوبيا كمدينة هرر شرق البلاد”.
وقال إن الحكومة في الوقت الحالي تنظر للسياحة كقطاع يمثل العمود الفقري للاقتصاد الإثيوبي فهو إحدى ركائز الاقتصاد الكلي الخمس بجانب قطاع التعدين والزراعة وتصنيع تكنولوجيا المعلومات، فالسياحة هي ضمن الخطة العشرية للاقتصاد الكلي لإثيوبيا .ولفت إلى العديد من الخطط والمشروعات التي أطلقها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد من بينها المشروعات الخدمية السياحية العملاقة خلال العامين الماضيين (متنزه جورجورا بإقليم أمهرة، وينتشي بإقليم أوروميا، وكويشا بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا).وتطرق المسؤول بإقليم أوروميا إلى آخر الأحداث في الإقليم باختيار بحيرة ونتشي ضمن 44 قرية سياحية لهذا العالم.وقال إن اختيار بحيرة ونتشي بإقليم أوروميا من قبل المنظمة العالمية للسياحة يعتبر إنجازا يجب أن يشجع المزيد من الاهتمام بالمناطق السياحية، مؤكدا على أن الحكومة تعمل على تعزيز عمل قطاع السياحة بصورة تحقق المزيد من النجاحات.وكشف المسؤول المحلي عن أن حكومة الإقليم وضعت خطه لتنفيذ عدد من الأنشطة لجعل إقليم أوروميا أفضل مكان للزيارة في قطاع السياحة الطبيعية.وقال إن حكومة الإقليم تولي اهتماما خاصا لقطاع السياحة ومشروعات حول مواقع الجذب السياحي بهدف خلق 500 ألف فرصة عمل، مشيرا إلى وجود 8 محميات وطنية بإقليم أوروميا يمكن الاستفادة منها لدعم الاقتصاد النامي.