أقرت منظمة السياحة العالمية عضوية دولة الإمارات في المجلس التنفيذي للمنظمة للمرة الأولى في تاريخ الإمارات كممثل للشرق الأوسط 2022–2025.
وجاء هذا الإقرار خلال الاجتماع الـ 24 للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة /UNWTO/، الذي عقد في العاصمة الإسبانية مدريد حيث ترأس الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير الدولة الإماراتي لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة رئيس مجلس الإمارات للسياحة، وفد دولة الإمارات المشارك في الاجتماع.من جانبه أكد الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير الدولة الإماراتي لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة رئيس مجلس الإمارات للسياحة، على أهمية تعزيز التعاون الدولي لدعم قطاع السياحة العالمي بالتركيز على الابتكار في مجال السياحة لخلق آليات مستدامة تدعم استعداد القطاع لمختلف المتغيرات المستقبلية، بالإضافة إلى وضع خطط ومبادرات لتشجيع رواد الأعمال على الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
مساهم رئيسي
وأشار الفلاسي خلال مشاركته في حلقة نقاشية وزارية حول الابتكار وريادة الأعمال في القطاع السياحي، إلى أن قطاع السياحة يعد مساهماً رئيسياً في الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات وأثبت مرونة عالية في مواجهة الأزمات حيث استطاع القطاع أن يثبت قدرته الاستثنائية والتفوق خلال العام الجاري على أبرز 10 وجهات سياحية على مستوى العالم بتسجيل متوسط إشغال بلغ 62%.
وأوضح أن النتائج الإيجابية التي حققها قطاع السياحة خلال العام الجاري، تأتي ترجمةً لرؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، وتعكس متانة ومرونة قطاع السياحة الوطني وتطور سوق السياحة الإماراتية وتنوع منتجاته، مشيراً إلى مواصلة دولة الإمارات جهودها لترسيخ مكانتها الرائدة على خارطة السياحة العالمية، واستكمال مسيرة النمو في المؤشرات الدولية للسياحة والخدمات الفندقية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لقطاع السياحة.
وأشار -خلال الحلقة النقاشية- إلى أن تنمية السياحة الريفية والمقاصد السياحية الطبيعية تعد أحد أولويات استراتيجية الدولة للتنمية السياحية، ويتجلى ذلك في حجم المشاريع والاستثمارات الضخمة التي تخصصها الحكومة لتنمية مدن دولة الإمارات، منها: خطط التنمية السياحية في حتا وخورفكان وجبل جيس إلى جانب العديد من المشاريع الأخرى، لافتا إلى أهمية التنمية الريفية في خلق فرصة جديدة لريادة الأعمال والابتكار.
مكانة عالمية
وأكد الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي على المكانة العالمية المرموقة التي تحتلها دولة الإمارات في مجالات ريادة الأعمال والابتكار، حيث تتبوأ مرتبة متقدمة في مختلف المؤشرات العالمية ذات الصلة، إذ حلت الإمارات في الصدارة على مستوى المنطقة والرابعة عالمياً في مؤشر ريادة الأعمال العالمي لعام 2020، وتفوقت دولة الإمارات على العديد من الاقتصادات العالمية، مشيراً إلى أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تتطلع لتحقيق المزيد من التقدم في كافة المؤشرات العالمية.وفي هذا السياق، ذكر أن الوزارة أطلقت مؤخراً مبادرة “موطن ريادة الأعمال” وهي مبادرة طموحة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في البيئة الداعمة لريادة الأعمال والمشاريع الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات وجذب الشركات التي تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار أمريكي، مبيناً أن قطاع ريادة الأعمال بدولة الامارات يقوم على شراكة قوية بين القطاعين الحكومي والخاص، وتبذل الحكومة جهود رائدة لتطويره وتمكينه من خلال خلق بيئة داعمة للسماح لرواد الأعمال بتطوير مهاراتهم، وإطلاق مشاريع مبتكرة، وتوسيع عملياتهم.
ركيزة رئيسية
وقال الدكتور أحمد بالهول الفلاسي: “إن قطاع السياحة يعد أهم القطاعات الاقتصادية، حيث يشكل ركيزة رئيسية ومحركاً أساسياً للتنمية المستدامة في العديد من دول العالم، ويساهم بنحو 10% من الناتج الإجمالي العالمي، وبات يثبت عاماً بعد عام، قدرته ودوره الحيوي كأحد الركائز الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف الدول، فمع ازدياد التحديات التي تواجه القطاع السياحي حول العالم، ازدادت أيضاً الفرص الضخمة التي يقدمها القطاع السياحي لاقتصاد بلداننا كأحد أهم محاور الاقتصاد العالمي في المستقبل”.
وأضاف: “أن تجربة دولة الإمارات في التنمية السياحية المستدامة تعد تجربة رائدة بين دول العالم، وذلك بالرغم من حداثتها في قطاع السياحة، حيث تمكنت من أن تثبت للعالم متانة ومرونة قطاعها السياحي الوطني وتطوره وتنوع منتجاته، وذلك بفضل دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة للدولة ورؤيتها الشاملةً التي تقوم على استشراف المستقبل”.
إلى ذلك، اجتمع الدكتور أحمد بالهول الفلاسي مع عدد من وزراء السياحة والوفود الرسمية المشاركة وناقش فيها سبل التعاون والعمل السياحي المشترك لدعم الحركة السياحية لدولة الإمارات.
كما عقد الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، على هامش الاجتماعات، عدداً من اللقاءات الثنائية مع ممثلي منظمة السياحة العالمية المعنيين بمجالات الابتكار وريادة الأعمال والتنمية المستدامة، وبحث خلالها عددا من الأفكار والمبادرات الرائدة والعملية بالاستفادة من معرض إكسبو 2020 دبي، من خلال تنظيم فعاليات لدعم السياحة خلال الربع الأول من عام 2022، لفتح المجال أمام رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة من مختلف دول العالم لعرض أفكارهم ومشاريعهم الرقمية والابتكارية لتطوير قطاع السياحة بدولة الإمارات، بهدف تعزيز جهود الوزارة في رقمنة الخدمات السياحية وإيجاد حلول ابتكارية لتحسين التجربة السياحية لزوار الإمارات.
اجتماع الجمعية العمومية
وتعتبر الجمعية العامة للمنظمة، أحد أعلى الكيانات التنظيمية بمنظمة السياحة العالمية، ويعقد اجتماع الجمعية العامة للمنظمة كل عامين كان آخرها الذي عقد في مدنية سان بطرسبرج بروسيا خلال عام 2019، وقد استضافت العاصمة الإسبانية مدريد اجتماعات الجمعية العامة لهذا العام، وشارك بها وزراء السياحة والمسؤولين عن قطاعات السياحة بالدول الأعضاء بمنظمة السياحة العالمية.
وتمثل اجتماعات الجمعية العامة محطة رئيسية على جدول أعمال منظمة السياحة العالمية حيث توضع خلالها السياسات العامة ويتم فيها انتخاب رؤساء وأعضاء كافة الكيانات واللجان الفرعية والرئيسية للمنظمة ومناقشة كافة القضايا الخاصة بقطاع السياحة حول العالم، وكذلك عرض ومناقشة واعتماد خطة عمل المنظمة واستراتيجيتها خلال الدورة القادمة.