أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجى ريابكوف، أنه لا يوجد حتى الآن سبب للقول بأن “الناتو” والولايات المتحدة مستعدان لبدء مفاوضات مبكرة حول الضمانات الأمنية، معربا عن أمل بلاده بقبول مقترحاتها.
وقال ريابكوف، خلال مؤتمر صحفي، الجمعة: “ليس لدينا حتى الآن أي أسس للقول بأنهم مستعدون لبدء المفاوضات، ونحن على استعداد للمفاوضات حول هذا الموضوع من يوم غد بالمعنى الحرفي للكلمة، لأن هذا لم يعد يتحمل التأخير”.
وأضاف:”إذا بدأت المفاوضات وتم إطلاقها، سنرى حينها ما إذا كان هناك تقدم أم لا .. يوجد حالياً لدى روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مصالح متعارضة في مجال الأمن الأوروبي، ولذلك ربما ليس من السهل التوصل إلى اتفاق”، مشيرا إلى أن بلاده تأمل أن يكون لدى السياسيين على الجانب الآخر مسؤولية كافية لاتخاذ القرار الصحيح الوحيد والموافقة على اقتراحات روسيا.
وأكد أن الضمانات الأمنية، التي تقترحها بلاده، على الولايات المتحدة يجب أن تكون قانونية، مرجعاً ذلك إلى افتقار الثقة في وعود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وقال ريابكوف:”إن بلاده تعتقد أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قد يؤخران عملية النظر في مقترحات روسيا الأمنية، فهما أستاذان كبيران في استخدام التكتيك في حال كانت الضمانات الأمنية الروسية غير مريحة لهما”.
يذكرأن، أعلن مجلس حلف شمال الأطلسي ” الناتو ” أن الحلف تلقى مقترحات روسيا بشأن الأمن الأوروبي، معربا عن استعداده للدخول في حوار لبناء الثقة إذا اتخذت موسكو إجراءات للحد من التوترات.
وأضاف المجلس ،في بيان له، “نحن على علم بالمقترحات الأمنية الأوروبية الأخيرة لروسيا “، موضحا أن أي حوار مع روسيا يجب أن يتم على أساس المعاملة بالمثل، ومعالجة مخاوف الناتو بشأن تصرفات روسيا، وأن يستند إلى المبادئ الأساسية والوثائق التأسيسية للأمن الأوروبي، وبالتشاور مع الشركاء الأوروبيين لحلف الناتو، مشيرا إلى أنه في حالة اتخاذ روسيا خطوات ملموسة لتقليل التوترات، فنحن مستعدون للعمل على تعزيز إجراءات بناء الثقة “، حسبما أوردت وكالة أنباء تاس الروسية اليوم.
وجدد البيان دعوة الناتو طويلة الأمد لروسيا لعقد اجتماع لمجلس الناتو وروسيا في المستقبل القريب، وذلك بعد أن الغى الناتو هذه الدعوة بحكم الأمر الواقع في شهر أكتوبر الماضي، عندما أجبر الحلف المجموعة المتبقية من الدبلوماسيين الروس على مغادرة بروكسل، واضطرت روسيا إلى إغلاق البعثة الدبلوماسية وتعليق عمليات بعثة الناتو في موسكو.
وفي البيان، كرر الحلف أيضا مخاوفه بشأن الوضع في أوكرانيا وزيادة القوات الروسية بالقرب من حدودها.
وأضاف “إننا نشعر بقلق بالغ إزاء التعزيز العسكري الروسي الكبير وغير المبرر على حدود أوكرانيا في الأشهر الأخيرة، ونرفض المزاعم الروسية الزائفة باستفزازات أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي وندعو روسيا إلى وقف التصعيد على الفور، ومتابعة القنوات الدبلوماسية والالتزام بتعهداتها الدولية بشأن شفافية الأنشطة العسكرية”.
وتابع الحلف “أي عدوان آخر ضد أوكرانيا سيكون له عواقب وخيمة وسيكون له ثمن باهظ.. وسيواصل الناتو التنسيق الوثيق مع أصحاب المصلحة المعنيين والمنظمات الدولية الأخرى بما في ذلك الاتحاد الأوروبي”