يعرض “إكسبو 2020 دبي” مزيجًا ثقافيًا لحضارات وتقاليد الدول المشاركة، ما يمثل فرصة للتعرف على معلومات ثرية عن أبرز الحرف التقليدية.
ذهب الجزائر “الأحمر”
وفي جناح الجزائر؛ كانت الفرصة لإبراز حرفها التقليدية الراقية خاصة صناعة “الذهب الأحمر”، وتطويع المرجان إلى حُلي ومجوهرات نفيسة أبهرت السائحين من زوار المعرض.
ويُعد المرجان من الثروات الطبيعيّة البحرية التي تزخرُ بها الولايات الساحلية الشرقية الجزائرية على غرار الطارف، والقالة وعنابة، وجيجل، وسكيكدة، ويُعتبر من المواد الأساسيّة التي تدخل في صناعة الحليّ والمصوغات.
وقال حريدي عبد اللطيف أحد أشهر الصّاغة في المجوهرات المرجانيّة في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” خلال مشاركته في “أسبوع السياحة الجزائري” في إكسبو 2020 دبي: “لدينا خبرة أكثر من 30 عاماً في صناعة الحلي المرجانية، توارثناها عن الآباء، في مدينة القالة تلك المدينة الساحلية الجزائرية التي تسمي بعاصمة المرجان، وتقع علي الحدود مع تونس، ويقع 50% من الاحتياطي للمرجان -المعروف بلونه المميز وجودته العالية- في هذه المدينة”.
حرفة المرجان “النادرة”
وأوضح أن حرفة المرجان نادرة في الجزائر لما تتميز به من مهارات محددة، يتميز بها أشهر الحرفيين التقليديين لتلك الصناعة الراقية، كما تتطلب الإبداع، والإلهام، ورسومات مبتكرة، لأشكال الحُلي.
وحول أسعار المرجان وأشكال الحلي والمجوهرات المٌصنعة منه، أضاف: “تتراوح أسعار الحلي والمجوهرات المصنعة من المرجان بداية من 50 إلى 500 يورو، والسائح الأوروبي والأجنبي من أبرز محبيه ويفضل شراؤه عن الذهب ، أما عن الأشكال فهناك عقد حب، بارين زيتون، فصوص الخواتم، عقد كوبولينو، أقراط من المرجان الاسفنجي، عقد شعر، وشجرة مرجان”.ويتكون المرجان من شويكات دقيقة حمراء اللون يفرزها حيوان المرجان، وبعد إفرازه هذه الشويكات تتماسك مع بعضها البعض، وتأخذ دورة حياته من 15 إلى 20 عاماَ، وبحسب أسعار السوق فإن 100 جرام من المرجان قد يصل إلى 60 ألف دينار جزائري حوالي 400 دولار، إلا أن بعض النساء يُحجمن عن استعماله لأنّه أغلى من الذهب، ويختلف الإقبال على الحليّ المرجانيّة من منطقة جزائرية إلى أخرى، وتوجد مناطق تعتبرُ المرجان جزءًا من تراثها وثقافتها المحليّة، خاصة في مناطق القبائل، والأوراس، والشرق الجزائري عمومًا.
وتصل الكمية التي تخرج من السواحل الجزائرية ما يٌقارب من 6 أطنان سنويًّا، وتحاول الجزائر تقنين تصدير المرجان الخام، تشجيًعا للصناعات التقليدية من خلال تكوين الحرفيّين في مجال صناعة الحليّ المرجانيّة عبر ورش مختلفة، في 12 ولاية على مستوى مدرسة النحت على الأحجار الكريمة وصناعة الحليّ التقليديّة بولاية تمنراست، لتحفيزهم على النهوض بهذه الحرفة التي توشك على الاندثار.
وتسعى الجزائر إلى تقنين عملية الصيد للحفاظ على التوازن البيئي والاستدامة، بعدم الإضرار بالشعب المرجانية، ويدخل “المرجان” في العديد من الصناعات، أبرزها مواد التجميل، وبعض الأدوية؛ خاصّة العلاجات الفعّالة في التخلُّص من تأثير سموم العقارب والأفاعي، فضلاً عن أنّه يدخل في صناعة عقاقير تعالجُ اضطرابات الجهاز الهضمي، ويُستخدم كمادة طبيعيّة لتقوية الأعصاب.