في شهر فبراير، وقبل 86 عاما أطلق أدولف هتلر الزعيم النازي الحالم باجتياح العالم، السيارة فولكسفاجن كسيارة شعبية ولأغراض عسكرية.
وللمفارقة، فشلت أحلام هتلر “العالمية” عسكريا لكنها تحققت نظريا على ظهر “البيتل” التي تعمل إلى الآن في العديد من شوارع العالم.أتاح أدولف هتلر للمصمم العالمي فردناند بورشه، إتمام مشروع فولكسفاجن ودعمه بكل قوة منذ تأسيس الشركة في 25 من أبريل/نيسان 1931 في شتوتجارت.
أيقونة هتلرففي صيف 1934 كلف “اتحاد صناعة السيارات الألمانية” بورشه بتصميم سيارة “القوة من خلال الفرحة” تحمل اسم المنظمة النازية التي كانت مسؤولة عن ترتيب أوقات الفراغ ومراقبة السكان.
وفي 29 من ديسمبر/كانون الأول 1935 استقبل هتلر شخصيا الذي لم يكن يملك رخصة سياقة النموذج الأولي “لسيارة الشعب”.
وبعدها بعامين تم الاحتفال بحضور “الفو هرر” بتدشين مصنع فولكسفاجن ببلدة فولسبورغ.
لكن هذه السيارة الملقبة بـ”القوة من خلال الفرحة” لم تُستخدم في البداية لتوفير الحركة للشعب، بل خدمت الجيش الألماني. فقد استُخدمت السيارة عسكريا كسيارة تصلح للأرض الوعرة وكمركبة عائمة في الجبهة.
من فولكسفاجن إلى “بيتل”
والنجاح التاريخي للسيارة الصغيرة انطلق بالنسبة إلى الشعب بعد الحرب.
ولفصلها عن التاريخ النازي، تم تغيير اسمها إلى “خنفساء”.ومنذ ديسمبر/كانون الأول 1945 ـ نصف سنة بعد انتهاء الحرب ـ تحركت الخنفساء الأولى من سلسلة الإنتاج.
وأطلقت وكالة الدعاية Doyle Dane Bernbach في 1959 حملة يطلق عليها اسم السيارة “Beetle” والتي قادتها لتكون السيارة الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة.
وعشر سنوات لاحقا احتفلت فولكسفاجن تحت حضور إعلامي كبير بالنموذج المليون.وكان عام 1972 علامة فارقة في تاريخ فولكسفاجن حين كسرت رقم الإنتاج القياسي العالمي المسجل باسم شركة فود موتور الأمريكية بنحو 15 مليون سيارة من طراز فورد تي، حيث تمكنت الشركة الألمانية من إنتاج أكثر من 21.529 مليون سيارة طراز بيتل.
المعجزة الألمانية
وهذه السيارة التي تشبه في تصميمها الخنفساء تطورت إلى رمز المعجزة الاقتصادية الألمانية.
واحتفلت فولكسفاجن نموذجها التاريخي مجددا تحت اسم “بيتل” برقم قياسي في المبيعات على مستوى العالم. حيث 22 مليون خنفساء تقريبا في المجموع تم إنتاجها وبيعها.وفي مطلع عام 2020، بثت شركة فولكسفاجن فيديو مؤثرا بالرسوم المتحركة، ودعت من خلاله طرازها الكلاسيكي الشهير “بيتل”.