أوقفت 10 شركات طيران على الأقل، رحلاتها إلى أوكرانيا، وسط تحذيرات أمريكية من هجوم وشيك للقوات الروسية المحتشدة على حدودها.
يأتي هذا في الوقت الذي تصر فيه أوكرانيا على أن ممراتها الجوية لا تزال مفتوحة والطيران إليها ما زال آمنًا بحسب ما ذكر مجلة فوربس.شركات الطيران الأوروبية وحرب أوكرانياوعلقت شركة لوفتهانزا الألمانية الرحلات الجوية إلى أوكرانيا اعتبارًا من أمس، لتنضم إلى الخطوط الجوية الملكية الهولندية، التي قامت بنفس الخطوة.
كما علقت شركة الطيران الإسكندنافية SAS رحلاتها الأسبوعية بينما قررت شركة الخطوط الجوية الفرنسية “إير فرانس” إلغاء رحلات الثلاثاء بين باريس وكييف “كإجراء احترازي”.فيما قررت شركة الطيران النمساوية، تعليق رحلاتها إلى كييف وأوديسا اعتبارا من بداية الأسبوع الحالي وحتى نهاية فبراير الجاري.
ليست تغيرات حقيقية
من جانبه أشار وزير البنية التحتية في أوكرانيا، أوليكساندر كوبراكوف، إلى إن الإلغاء الحالي لعدد من شركات الطيران الأجنبية تمليه فقط المعلومات عن تفاقم الوضع، ولا يمثل التغييرات الحقيقية المرتبطة بسلامة الطيران، وأوضح أن “الدولة تعمل على استبدال الرحلات الملغاة”.
كما أكد كوبراكوف أن الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية (UIA) فتحت بالفعل مبيعات التذاكر وزادت سعة الطائرات في رحلات إضافية من كييف إلى ميونخ وجنيف، والتي لم تتمكن لوفتهانزا من تشغيلها.
وجاءت خطوة شركات الطيران بعد أن كشفت شركتا طيران أوكرانيتين عن مشاكل في تأمين بعض رحلاتهما الجوية مع حشد روسيا قوة عسكرية ضخمة على حدودها.
ورغم ما ألمحت به كل من روسيا وأوكرانيا إلى جهود دبلوماسية جديدة لتجنب الصراع، الإثنين، لكن أكبر شركة طيران في أوكرانيا قالت إن شركات التأمين التابعة لها أنهت بالفعل تغطية بعض طائراتها على الأقل في رحلات داخل المجال الجوي الأوكراني.
ومع ذلك، نفت إحدى شركات التأمين انسحاب شركات الطيران بسبب الافتقار إلى التغطية، وذكر كبير مسؤولي التأمين في شركة Hive Aero في لندن، بروس كارمان، أن الشركات نواصل دعم العديد من شركات الطيران التي تطير إلى أوكرانيا.
اجتماع مرتقب
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اعطي الأمل في حل دبلوماسي، قائلاً إن بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن اتفقا من حيث المبدأ على الاجتماع.
وقال بوتين، الإثنين، إن ماكرون أبلغه أن واشنطن غيرت موقفها بشأن المطالب الأمنية لروسيا، دون أن يحدد كيف، بينما ذكر البيت الأبيض أن بايدن وافق على الاجتماع “من حيث المبدأ” ولكن فقط “إذا لم يحدث غزو”.وذكر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنه يمكن إجراء مكالمة أو لقاء بين بوتين وبايدن في أي وقت، لكن لا توجد خطط ملموسة لعقد قمة بعد.
من جانبها قالت أوكرانيا إنه يجب إدراجها في أي قرارات تهدف إلى حل الأزمة، وأنها شاهدت تحذيرات عبر الإنترنت من أن قراصنة يستعدون لشن هجمات إلكترونية على الوكالات الحكومية والبنوك والجيش يوم الثلاثاء.
ورفضت واشنطن، التي ترأس حلف الناتو، رفضًا قاطعًا فكرة استبعاد أوكرانيا نهائيًا من الإنضمام لحلف الناتو خلال العقود الثلاثة الماضية، لكنها عرضت إجراء محادثات بشأن نشر الأسلحة وقضايا أمنية أخرى.
تطورات الأزمة
وأكدت واشنطن أن موسكو حشدت قوة تتراوح بين 169 ألفًا إلى 190 ألف جندي في المنطقة، بما في ذلك المتمردين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
وتنفي روسيا أي خطة لمهاجمة جارتها، التي انفصلت عن حكم موسكو مع انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، لكنها هددت بعمل “عسكري تقني” غير محدد ما لم تحصل على ضمانات أمنية شاملة، بما في ذلك وعد بأن أوكرانيا لن تنضم إلى الناتو.
واعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الإثنين بمنطقتين بشرق أوكرانيا يسيطر عليهما انفصاليون مدعومون من روسيا على أنهما دولتان مستقلتان مما جدد الأزمة بين روسيا والغرب مرة أخرى.
دعت أوكرانيا إلى فرض عقوبات على الفور قائلة إن انتظار الغزو سيكون بعد فوات الأوان، لكن الولايات المتحدة وأوروبا قالتا إنهما لن تتحركا قبل الغزو لأن التهديد بفرض عقوبات يجب أن يكون رادع.