أعلنىت المغرب أن لديها مخزونات من القمح تغطي استهلاكها لخمسة أشهر بعد أن تسلمت معظم طلبياتها من أوكرانيا قبل بدء الصراع هناك، فيما أكدت متعاملون أوروبيون أن تونس اشترت قمحا لينا وعلف شعير في مناقصة، فيما اشترت الجزائر أكثر من 600 ألف طن من القمح في مناقصة أخرى.
وقال رئيس الفيدرالية الوطنية للمطاحن بالمغرب عبد القادر العلوي، اليوم الجمعة، إن المملكة تسلمت 0.55 مليون طن من القمح اللين الأوكراني من أصل طلبية حجمها 0.6 مليون طن تغطي الفترة من نوفمبر تشرين الثاني إلى فبراير شباط، وستسعى للحصول على مزيد من الإمدادات من مناطق أخرى.
ومن جهته، قال المتحدث باسم الحكومة مصطفى بايتاس إن ارتفاع الأسعار يهم الحكومة أكثر من التوافر. ويقول المغرب إنه يتوقع زيادة الإنفاق على دعم القمح اللين 15 بالمئة عن العام الماضي إلى 3.8 مليار درهم (410 ملايين دولار).
وقبل 2020، كان متوسط تكلفة الدعم 1.3 مليار درهم.
ويمثل القمح الأوكراني والروسي 25 بالمئة و11 بالمئة من واردات المغرب من القمح على الترتيب، فيما تتصدر فرنسا قائمة الموردين. وقال العلوي إن أنظار المتعاملين المغاربة تتجه إلى القمح الفرنسي والبرازيلي والأرجنتيني والبولندي والألماني والليتواني.
طاقة تخزين القمح في المغرب
وأضاف العلوي أن القطاع الخاص، الذي يسيطر على واردات القمح، ينوّع الأسواق التي يحصل منها على الإمدادات، مضيفا “تعلمنا من الجائحة ألا نضع كل بيضنا في سلّة واحدة”، على حد تعبيره.
وتابع العلوي قائلاً: إن طاقة تخزين القمح تقدر بخمسة ملايين طن وأن الحكومة تشجع المستثمرين على بناء المزيد من الصوامع ومستودعات التخزين.
وتهدد أسوأ موجة جفاف في المغرب منذ 30 عاما محصول هذا العام، ما جعل المتعاملين يتوقعون حملة استيراد ضخمة من حيث القيمة والحجم هذا العام.
وفي الموسم الماضي، كان المحصول المحلي البالغ 10.3 مليون طن أكبر من ثلاثة أمثال ما كان عليه في العام السابق. مع ذلك، ارتفعت واردات المغرب من القمح اللين 8.7 بالمئة إلى 3.97 مليون طن.
وعلى الرغم من أن المتعاملين يعطون الأولوية للمحصول المحلي، يقول متعاملون إن حوالي نصف المحصول المغربي فقط يُباع للمطاحن الصناعية التي توفر 80 بالمئة من احتياجات البلاد من القمح اللين، وذلك لأن صغار المزارعين يحجزون البعض لاستهلاكهم الخاص.
تونس اشترت قمحا لينا وعلف شعير
أما تونس، فقد قال متعاملون أوروبيون إنهم يعتقدون أن مشتري الحبوب الحكومي في هذا البلد اشترى قمحا لينا وعلف شعير في مناقصة عالمية أغلقت يوم الجمعة.
ولم يتضح في التقييمات الأولية حجم الشراء بالتحديد، لكن التقديرات تشير إلى أنه قريب من 125 ألف طن من القمح اللين ومئة آلف طن من الشعير كانت مطلوبة في المناقصة.
وقال متعاملون في تقييمات أولية إن أقل سعر للقمح اللين كان عند نحو 491.68 دولار للطن شاملا تكلفة الشحن.
الجزائر اشترت أكثر من 600 ألف طن من القمح
وفيما يتعلق بالجزائر، قال متعاملون أوروبيون في تقديرات يوم الخميس إن الديوان المهني للحبوب، المشتري الرسمي للحبوب في الجزائر، اشترى ما بين 600 ألف و700 ألف طن من قمح الطحين من مناشيء خيارية في مناقصة عالمية في وقت متأخر يوم الأربعاء.
ويزيد ذلك عن تقديرات مساء يوم الأربعاء بشراء 500 ألف طن. وقال أحد المتعاملين إنه تم شراء 700 ألف طن.
ومن المتوقع ورود مزيد من التفاصيل بالنسبة للتقييمات في وقت لاحق.
وذكر المتعاملون أن التقديرات الأولية لسعر الشراء ما زالت في حدود 485 دولارا للطن شاملا تكلفة الشحن مثلما كانت مساء يوم الأربعاء.
وقال أحد المتعاملين “هذا سعر مرتفع للغاية وبالنسبة لي فقد وضع مستوى جديدا يعكس شح إمدادات القمح العالمية بعد أزمة أوكرانيا” وأضاف “أعتقد أن مستوردين كبارا آخرين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيتعين عليهم اعتماد هذا المستوى في مناقصاتهم”.
وفي أحدث مناقصة للقمح اللين في 17 فبراير شباط اشترت الجزائر نحو 700 ألف طن أغلبها بسعر يتراوح بين 345.50 دولار و346.50 دولار للطن شاملا تكلفة الشحن.
ومنذ ذلك الحين، عرفت أسعار القمح العالمية ارتفاعا قياسيا في 14 عاما بعد الغزو الروسي لأوكرانيا والذي تطلق عليه موسكو “عملية عسكرية خاصة”.