يحتفي العراقيون الصابئة المندائيون، بـ”عيد الخليقة”، الذي يستمر لخمسة أيام، وهو أحد الأعياد المقدسة لدى أبناء الطائفة ودائماً ما يحتفل بطقوسه عند الأنهار والمياه الجارية.
و”عيد الخليقة” أو “البرونايا”، أحد أربعة أعياد للطائفة، لكنه أهمها، وفقا للمعتقدات الصابئية، التي تقول إن السماوات والأرض خلقت في 5 أيام، لذا يسمى أيضا بعيد “البنجة”، وبنجة تعني رقم خمسة في اللغة الصابئية القديمة.وتشهد طقوس الاحتفاء بعيد الخليقة إقامة الصلوات ومنح الصدقات للفقراء وتوزيع الطعام وإسعاد الناس.
كما يعتبر التعميد في المياه من أهم طقوس هذا العيد، ويغمس الشخص نفسه بمياه الأنهار تحت إشراف رجل دين من الطائفة بملابس بيضاء خالصة يرتديها الرجال والنساء والأطفال على حد سواء مع قراءة أجزاء من كتاب “كنزا ربا”، وهو الكتاب المقدس لدى الطائفة.
وقيدت مراسم الاحتفاء بالأعياد الدينية والكثير من المناسبات الأخرى، خلال العامين الماضيين بسبب الإجراءات الوقائية التي فرضتها تداعيات انتشار فيروس كورونا في العراق بعد أن سجلت البلاد منذ تفشي الفايروس، أكثر من 25 ألف حالة وفاة.ويشتق اسم الصابئة من الفعل الآرامي “صبا” الذي يعني تعمّد أو اصطبغ أو غطس في الماء، وهو ما يجري في طقوس التعميد الذي يدخل في الكثير من المناسبات لدى هذه الطائفة مثل الأعياد والزواج والوفاة.ويتوزع أغلب أبناء الطائفة في محافظات ميسان وذي قار والبصرة جنوبي البلاد، ثم بأعداد أقل ببعض مناطق الفرات الأوسط.
وبحسب إحصائيات شبه رسمية، تقدر أعدادهم في العراق بنحو 100 ألف شخص، إلا أن أغلبهم هاجر ما بعد 2003، تحت وطأة ظروف الإرهاب والاضطهاد حيث لم يتبق منهم أكثر من 15 ألف صابئي.