تصدر قطاع السياحة أولويات رؤية المملكة 2030،وعبر عدة قوانين مختلفة، دعمت الحكومة السعودية هذا القطاع ليصبح شريكا مهما في التنمية.
وتبذل المملكة جهودا حثيثة للارتقاء بهذا القطاع الواعد، الذي يعد أحد الركائز الأساسية لتنويع مصادر الدخل، عبر رفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من 3 إلى 10 في المائة، فضلا عن تحقيق 100 مليون زيارة بحلول عام 2030، لتصبح المملكة من بين أكثر خمسة دول تستقبل السياح على مستوى العالم.وتبني المملكة آمالا كبيرة على مشاريع سياحية في الدرعية، والقدية العلا والبحر الأحمر، لتوجيه صرف ميزانية الترفيه الأسرية إلى داخل المملكة، وتلبية كافة احتياجات المواطن بدلا من السفر للخارج.
وتعتبر السياحة واحدة من القطاعات الرئيسة التي تعكف المملكة على تطويرها ضمن رؤية 2030، من خلال تعزيز السياحة الدينية، وفتح قوالب سياحية جديدة بين الثقافة والمغامرات والسياحة البحرية.في 25 أبريل/ نيسان 2016، أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، تفاصيل”رؤية 2030 ،التي تركز على التنمية الحقيقية والشاملة بمختلف القطاعات.
وبدأت السعودية تنفيذ خطوات لتنويع صناعة السياحة في البلاد، بداية من توسيع مرافق السياحة الدينية لاستيعاب ملايين المعتمرين والحجاج سنويا،بلوغا إلى 30 مليون معتمر بحلول عام 2030.
كذلك، بدأت السعودية منذ عدة سنوات تنفيذ مشروع مدينة نيوم، وهو مشروع سعودي لمدينة مخطط لبنائها عابرة للحدود، أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود يوم الثلاثاء 24 أكتوبر/ تشرين أول 2017.ويقع المشروع في أقصى شمال غرب السعودية، ويمتد 460 كم على ساحل البحر الأحمر؛ ويهدف المشروع ضمن إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحويل المملكة إلى نموذجٍ عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، أبرزها السياحة.وتتولى “شركة نيوم” عمليات تطوير منطقة نيوم، إذ ستعمد إلى إنشاء مدن جديدة وبنية تحتية كاملة للمنطقة تشمل ميناءً، وشبكة مطارات، ومناطق صناعية، ومراكز للإبداع لدعم الفنون، ومراكز للابتكار تدعم قطاع الأعمال.وبدأت المملكة منذ 2017، تطوير منتجعات على نحو 50 جزيرة تقع قبالة سواحل المملكة على البحر الأحمر بدعم من صندوق الاستثمارات العامة.ومشروع البحر الأحمر الذي يقام حاليا بين مدينتي أملج والوجه سيشمل محمية طبيعية وأنشطة الغوص لاستكشاف الشعب المرجانية إلى جانب مواقع أثرية.
وتم وضع حجر الأساس للمشروع في الربع الثالث من العام 2019 على أن تنتهي المرحلة الأولى في الربع الأخير من العام 2022.ويتيح المشروع للسياح القيام بعدة نشاطات متنوعة كالغوص واستكشاف الشعاب المرجانية؛ وتبلغ مساحة المشروع 34 ألف كيلومتر مربع، على خط ساحلي 200 كيلومتر، ويطل على البحر الأحمر.ويتميز مكان المشروع بمناخ معتدل بمتوسط درجة حرارة بين 30 و 31 درجة مئوية، وسيكون المشروع موقعا آمنا ومحميا عبر أحدث الأنظمة العالمية من أجل ضمان راحة وأمن السياح.ونهاية العام الماضي، أعلنت شركة “البحر الأحمر للتطوير”، مطور المشروع السياحي العملاق على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية عن توقيعها صفقات مع “عدد كبير” من الشركات الفندقية للمرحلة الأولى من المشروع، وستكشف عن قائمة المشغلين قريبا.وتعمل الشركة المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة في المملكة على تطوير 16 فندقا مزودا بثلاثة آلاف غرفة عبر 5 جزر، وموقعين داخليين كجزء من المرحلة الأولى التي سيتم تسليمها بحلول عام 2023، والتي تشمل أيضا بناء مطار دولي جديد.
ويغطي المخطط الرئيسي لشركة “البحر الأحمر للتطوير” مساحة 28000 كيلومتر مربع، وهي مساحة أصغر قليلا من بلجيكا، تحتوي على أرخبيل مكون من 90 جزيرة بحرية و200 كيلومتر من الساحل، مع مواقع داخلية تتميز بالجبال والوديان وبركان مهجور، وبمجرد اكتماله مع حلول عام 2030 سيضم 50 فندقا يحتوي على 8000 غرفة.وستتكلف المرحلة الأولى ما يقدر بنحو 7.46 مليار دولار – 7.73 مليار دولار للتطوير.اليوم وبعد 5 سوات من إطلاق رؤية 2030، وتطوير صناعة السياحة في البلاد، فإنها تتألف من 5 قوالب، هي: السياحة البيئية، السياحة العلاجية، السياحة الدينية، سياحة الأعمال، السياحة الترفيهيةكما فتحت المملكة أبوابها أمام العالم بإصدار التأشيرات السياحية لمواطني 49 دولة برسوم تصل إلى 440 ريالا لتصبح وجهة سياحية عالمية إلى جانب أنها الوجهة الأولى بالسياحة الدينية.