قال وزير الثقافة، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، اليوم السبت، إن اكتشافًا أثريًا في شمال غرب المملكة، أكد أن الهياكل الحجرية الضخمة المعروفة بـ”المستطيلات”، تعد من أقدم الآثار في العالم، ويتجاوز عمرها 7 آلاف سنة.
وأشار الوزير إلى دراسة أعدتها جامعة “كامبريدج البريطانية بتمويل من الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ونشرتها (الخميس)؛ أفادت بأن المستطيلات تعد أقدم من الأهرامات المصرية والدوائر الحجرية في بريطانيا، وهو ما يجعلها أقدم منظر طبيعي أثري تم تحديده على الإطلاق.
وأوضحت الدراسة أنه على مدى العقود الثلاثة الماضية تغير إدراك المشهد الأثري في شبه الجزيرة العربية، وحددت الأبحاث أن الآلاف من الهياكل الحجرية في جميع أنحاء المملكة تعود إلى عصر الهولوسين الأوسط (6500-2800 قبل الميلاد).
وأوضحت، أن الهياكل الحجرية الضخمة “المستطيلات” سجلت لأول مرة خلال دراسات تعود للسبعينيات، إلا أن أول دراسة لها كانت عام 2017، وفي هذا الدراسة أشير إلى المستطيلات بمصطلح “بوابات”، لتشابهها مع البوابات الميدانية الأوروبية، إلا أنه ولتجنب الالتباس، تم الحفاظ على اسم المستطيلات، ثم توالت الدراسات بعد ذلك.
وبينت عالمة الآثار وإحدى المشاركات في الدراسة، ميليسا كينيدي، أن الدراسة تضمنت أكثر من 1000 مستطيل، على مساحة تزيد على 200 ألف كيلومتر مربع، تتشابه في أشكالها، ما قد يدل على انتمائها للفترة نفسها.
فيما أكد الباحث والمؤلف الرئيس للدراسة، هيوتوماس، أن الاكتشافات تدل على مستوى عظيم من التواصل كان موجوداً في منطقة كبيرة جداً هناك، وهو ما أوضحه تنظيم بنائها الذي أظهر اتصالها بالناس إلى حد كبير، وأنها صنعت لتشكل مستطيلات طويلة مع جدار رأسي أكثر سمكا في الطرف الأعلى.
ولفت عالم الآثار من معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في ألمانيا، هيو توماس، أن الآلاف من المستطيلات تظهر منظراً طبيعياً ضخماً، مشددًا على أنها تظهر أن هذا الجزء من العالم حدثت فيه تطورات ثقافية بشرية ضخمة.
وقدر كينيدي وتوماس أن أحد المستطيلات التي قاموا بمسحها قد تم بناؤها عن طريق نقل أكثر من 12000 طن من أحجار البازلت، وهي مهمة شاقة ولا بد أنها استغرقت عشرات الأشهر حتى تكتمل.
وأضاف أنه من غير المعروف سبب صنع القدماء لهذه الهياكل، لافتًا إلى أن بعضها من الممكن أن يكون استخدم مرة واحدة فقط، وأن مستطيلات مختلفة قريبة من بعضها صنعت واستخدمتها مجموعات مختلفة.