يعد الحق في الإجهاض قضية جدلية كبيرة في دول أوروبا بين مؤيد لها بدعوى الحرية ومعارضين تتوجع قلوبهم على الأجنة القتيلة.
وبين هذا وذاك، انقسمت أوروبا إلى دول تميل في غالبيتها إلى السماح بالإجهاض، مقابل أقلية تمنع الإجهاض وتلاحق مرتكبيه.وفي وسط هذه الفجوة، نما نوع جديد من السياحة يطلق عليه “سياحة الإجهاض”، حيث تسافر الراغبات في التخلص من الحمل من دولهن المتشددة إلى دول أكثر تسامحا مع الإجهاض لإجراء العملية.سياحة الإجهاضمعظم دول الاتحاد الأوروبي لديها قوانين تسمح بالإجهاض المبكر.ووفق تصريحات ليا هوكتور المديرة الإقليمية لأوروبا في مركز حقوق الإنجاب ليورونيوز، فإن نحو 28 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي قننت الإجهاض.وأوضحت: “تم تقنين الإجهاض سواء بطلب من المرأة بدون قيود أو شروط، أو لأسباب اقتصادية واجتماعية، أو لدواعٍ صحية، على الأقل في المراحل الأولية من الحمل”.
وعلى الجانب الآخر، فإن أيرلندا وأيرلندا الشمالية ومالطا وبولندا، هي الأكثر تشددا في قوانين الإجهاض في الاتحاد الأوروبي.وتُمنع في بولندا وأيرلندا عمليات الإجهاض إلا في حال كانت حياة المرأة الحامل في خطر.بولندا الأقسىفي أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، فرضت بولندا قيودًا جديدة على عمليات الإجهاض، حتى في الحالات التي تحدث فيها عيوب أو أمراض أو تشوهات في الجنين.والآن، يُسمح بالإجهاض قانونيًا في بولندا فقط في حالات الاغتصاب أو سفاح القربى أو إذا كانت حياة الأم في خطر.وجهات “السياحة المخيفة”وكونها تحمل واحدة من أقسى قوانين منع الإجهاض في أوروبا، فإن بولندا لا يروقها أيضا الالتفاف على قوانينها مما يدفعها لملاحقة “سياحة الإجهاض”.
والأحد، وفي خطوة دبلوماسية غير معتادة، أعربت سفارة بولندا في العاصمة التشيكية براغ عن مخاوفها لوزارة الصحة التشيكية بشأن قانون مقترح سيحدد الشروط التي بموجبها يمكن للأجانب إجراء عمليات إجهاض.والتشيك المجاورة لبولندا، واحدة من الوجهات التي تقصدها سيدات بولنديات يرغبن في الإجهاض.من ناحية أخرى، تسمح أوكرانيا بالإجهاض وهو ما يجعل منها أيضا وجهة لسياحة الإجهاض.ولا يمكن معاقبة الأطباء في أوكرانيا على إجراء عمليات الإجهاض، لكن عملية كتلك تذهب بالأطباء إلى السجن في بولندا.وعلى الرغم من أن قوانين الإجهاض أكثر مرونة في أوكرانيا، إلا أن ممارستها لا تزال تشكل خطورة على النساء البولنديات اللاتي يسافرن إلى هناك.
النقطة المخيفة هي أنه بمجرد عودتهن إلى بولندا، لا يمكنهن تلقي المتابعة الطبية المناسبة، لذا فقد يعانين من عواقب جسدية خطيرة في حالة حدوث مضاعفات.على خط “الصيحة الجديدة”ولذلك، دخلت السويد في خط سياحة الإجهاض، بغرض تقديم المساعدة للنساء البولنديات.وأعلنت آسا ليندهاغن وزيرة المساواة بين الجنسين السويدية أن البلاد ستقدم عمليات إجهاض مجانية ومدعومة وآمنة في السويد للنساء من بولندا.وقالت ليندهاغن: “لقد حان الوقت لكي تدافع السويد عن النساء البولنديات بنفس الطريقة التي دافعت بها بولندا عنا في الستينيات، عندما تم حظر الإجهاض في السويد، سافرت آلاف النساء السويديات إلى بولندا حيث كان الإجهاض قانونيًا”.وبالمثل، في آيسلندا، اقترح وزير الصحة سفارفارسدوتير، تقديم عمليات إجهاض مجانية للنساء اللواتي لا يستطعن الخضوع لعملية الإنهاء في بلدانهن الأصلية لأسباب قانونية.