“إن زيارة السائحين الروس لأوروبا امتياز وليس حقا إنسانيا”، دعوة تكررت من دول أوروبية عدة لحظر استقبال السائحين الروس، جراء أزمة أوكرانيا.
ومنذ أيام خرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، وقال “إن أهم عقوبة هي إغلاق الحدود.. لقد أخذ الروس أرض شخص آخر.. ويجب غلق الحدود أمام الروس ليعيشوا في عالمهم الخاص حتى تتغير فلسفتهم”. وأيده في الرأي رئيس وزراء إستونيا، كاجا كالاس، الذي غرد أن زيارة أوروبا كانت “امتيازًا وليس حقًا من حقوق الإنسان”، مضيفًا: “حان الوقت لإنهاء السياحة من روسيا، بحسب تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.وقالت رئيسة وزراء فنلندا، سانا مارين، لإذاعة YLE المحلية، إن أعدادًا متزايدة من الروس بدأت في عبور الحدود التي يبلغ طولها 830 ميلًا بين البلدين للتسوق في المتاجر الحدودية والسفر إلى وجهات أخرى في الاتحاد الأوروبي منذ رفع قيود كوفيد.
واليوم يبحث الاتحاد الأوروبي منع إصدار تأشيرات دخول للروس بدءاً من نهاية أغسطس/آب الجاري، في إطار عقوباته على موسكو بسبب العملية العسكرية في الأراضي الأوكرانية، حسبما أكّد الجمعة وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي الذي ترأس بلاده حاليا مجلس الاتحاد الأوروبي.ويثير الإجراء الذي تطالب به السلطات الأوكرانية انقسامًا داخل الاتحاد الأوروبي. ومن أجل تطبيق العقوبات، يجب أن تحصل على إجماع جميع الدول الأعضاء الـ27.
وقال ليبافسكي “قد يكون المنع الكامل للتأشيرات الروسية من قبل جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عقوبة أخرى فعّالة جدا ضدّ روسيا”. وسيستشير ليبافسكي الشركاء الأوروبيين بهذا الصدد خلال اجتماع غير رسمي نهاية أغسطس/آب في براغ. وأضاف “في هذه الفترة من العدوان الروسي الذي يكثّفه الكرملين باستمرار، من غير الوارد أن يقوم المواطنون الروس بسياحة كالعادة”.وكانت رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس المؤيدة لحظر معمّم، أكدت مؤخرًا “لا يمكننا حاليًا منع دخول الأشخاص الذين يحملون تأشيرة دخول من دول أخرى من منطقة شنغن. نحن نبحث عن خيارات”. وتدعو فنلندا أيضا إلى اتخاذ قرار على المستوى الأوروبي، لأن قوانينها لا تسمح بفرض حظر كامل على التأشيرات على أساس الجنسية. تعتزم فنلندا التي تعتبر بلد عبور مهمّ للروس، خفض عدد التأشيرات السياحية، حسبما قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو في مطلع أغسطس/آب.
لكن المفوضية الأوروبية لا تخفي تحفظاتها على إجراء من شأنه معاقبة جميع المواطنين الروس، وتصرّ على ضرورة حماية المعارضين والصحافيين والعائلات الروسية. وقالت متحدثة باسم المفوضية “الدول الأعضاء لديها هامش كبير لإصدار التأشيرات للإقامات القصيرة، وهي تدرس الطلبات كلّا على حدة”.وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر “يدعم الروس الحرب بكثافة ويصفّقون للضربات الصاروخية على المدن الأوكرانية. دعوا السياح الروس إذًا يستمتعون بروسيا”.وتوقفت الجمهورية التشيكية عن منح تأشيرات للروس منذ 25 فبراير/شباط غداة بداية العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية.وفرض الاتحاد الأوروبي 6 حزم من العقوبات على موسكو، منها وقف شراء الفحم والنفط من روسيا.
وأدرج الاتحاد الأوروبي أكثر من ألف روسي، بمن فيهم الرئيس فلاديمير بوتين والعديد من الأثرياء الروس، على قائمته السوداء للأشخاص الممنوعين من الدخول، وحدّ منذ نهاية شباط/فبراير من إصدار تأشيرات الإقامات القصيرة للمسؤولين المرتبطين بالنظام الروسي.فرصة مصر الذهبيةوتشهد مصر زيادة في أعداد السياح الروس خلال هذا الصيف، خاصة مع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا في أوروبا، وتوقعات الحظر الأوروبي للسائحين الروس بنهاية أغسطس/آب الجاري.ويتوقع أن تتضاعف عائدات السياحة المصرية خلال العام المالي الجاري وفق الدكتور محمد معيط وزير المالية المصري حيث أعلن الشهر الماضى أن إيرادات قطاع السياحة قد تصل إلى 10- 12 مليار دولار، بنهاية العام المالي بدلًا من 4.9 مليار دولار العام المالى الماضي.ووفقًا لبيانات حجوزات تذاكر السفر التى جمعتها شركة “فوروارد كير” المتخصصة في بيانات السفر، فإن نسبة الزيادة على حجز تذاكر السفر لمصر ارتفعت بنسبة 30% خلال الفترة من 1 يونيو وحتى 31 أغسطس.
وقال أوليفييه بونتي نائب رئيس “فوروارد كير” في تقرير صادر عن الشركة أن مصر استفادت من الإغلاق الأوروبي على روسيا والعقوبات، غير أنه أكد أن هناك عائق مهم أمام السياحة الروسية في مصر حالياً تتمثل في وسيلة الدفع خاصة بعد خروج ميزا وماستر كارد من روسيا على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، وأصبح نظام الدفع الروسي “مير”، وغير المتواجد في مصر، فليس أمام الروس سوى خيار استخدام النقود.
وقال تامر سعيد نائب وكالة الرحلات الروسية “تيز تور” مصر، إن مصر تدرس حالياً التعامل بنظام الدفع الروسي، للتسهيل على السائحين، مؤكدًا أنه يمكن للسائحين من استخدام ميزة الدفع مير بحلول سبتمبر المقبل.وذكرت وكالة “تاس” الروسية في وقت سابق أن وزراتي المالية والسياحة المصريتين تناقشان خطة للسماح للشركات الروسية بالدفع بالروبل مقابل الإقامة إذا لم تتمكن من دفعها بالدولار.
وقال إلهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية السابق، إن تفعيل نظام المدفوعات الروسي “MIR” في مصر يساعد شركات السياحة المصرية على تحصيل ديونها لدى الشركات الروسية.ويمثل السياح الروس والأوكرانيين نسبة 30% من إجمالي السياحة في مصر.