توطئة:-
وصف ابن سينا في كتابه “القانون في الطب” ، أنواع الأوردة ووظائفها في الدورة الدموية بالاستناد إلى الأطباء الذين سبقوه، وأدرج في الكتاب ملاحظاته السريرية ونقده للطبيب الإغريقي جالينوس، الأمر الذي فتح الطريق أمام تقدم العلوم الطبية من بعده، وهو الذي ساهم أيضا بإعطاء جرعة كبيرة من التقدم لمجال علم الأعضاء والدورة الدموية بأنواعها.
وصف ابن سينا لوظائف الأوردة في كتابه القانون في الطب:-
كان لدى العالم الموسوعي ابن سينا (980- 1037م) العديد من المهارات التي مكنته من تأليف 450 كتابًا ومقالًا ، 240 منها ما زالت موجودة حتى اليوم.
أربعون من هذه المؤلفات تناولت الجانب الطبي التي جعلت منه أيقونة العصور الوسطى، خصوصا من خلال ما قدمه في موسوعته العلمية ” القانون في الطب “.. وهو الكتاب الذي أصبح مرجعاً للعديد من كليات الطب حول العالم، حيث تحدث ابن سينا فيه عن الأوردة بناءً على قراءاته وملاحظاته السريرية.
الدورة الدموية الكبرى:-
اليوم نعرف بأن
نظام الدورة الدموية أو الدورة الدموية الكبرى (نظام القلب والأوعية الدموية)
يوفر المواد
الغذائية والأكسجين لجميع الخلايا في الجسم، وهو يتألف من القلب والأوعية الدموية
التي تمر عبر الجسد كله، تحمل الشرايين الدم بعيدا عن القلب، الأوردة تحملها مرة
أخرى إلى القلب.
نظام الأوعية الدموية يشبه الشجرة: “الجذع” – الشريان الرئيسي (الشريان الأورطي) – يتفرع إلى الشرايين الكبيرة، ما يؤدي إلى أوعية أصغر فأصغر، أصغر الشرايين تنتهي في شبكة من الأوعية الصغيرة المعروفة باسم الشبكة الشعرية.(1)
وظائف الأوردة عند ابن سينا:-
وفقًا لابن سينا؛ فإن جميع الأوردة تنبع من الكبد، وتحمل دمًا غنيًا بالمغذيات إلى بقية الجسم. ووصف ابن سينا النظامين الوريديين الرئيسيين الذين يشتملان على الوريد البابي الذي يستنزف الدم الغني بالمغذيات من الأمعاء والأعضاء الهضمية التبعية إلى السطح المقعر للكبد، إلى جانب الوريد الوريدي الذي ينشأ من السطح المحدّب للكبد ويوزع الدم لبقية الجسم.
حيث أورد في كتابه القانون في الطب قائلاً:”أما العروق الساكنة؛ فإن منبت جميعها من الكبد، وأول ما ينبت من الكبد عرقان: أحدهما الجانب المقعر وأكثر منفعته في جذب الغذاء إلى الكبد ويسمى الباب، والآخر من الجانب المحدب ومنفعته إيصال الغذاء من الكبد إلى الأعضاء ويسمى الأجوف”.(2)
على الرغم من أن معظم الأوصاف التشريحية لجهاز الأوعية الدموية التي كتبها ابن سينا في قانون الطب تستمد أوجه التشابه من سابقيه، إلا أنه قدم استنتاجاته الخاصة، وخاصة وصفه للدورة المغلقة المغايرة للدورة المغلقة لجالينوس (130-210 ميلادية).
ولاحظ ابن سينا سريرياً، أنه إذا تم حظر الاتصال بين الأوردة السطحية وتلك العميقة في الأطراف ؛ فإن حالة تسمى الدوالي تتطور وغالبا ما ترتبط السمة الوريدية، وكانت تلك مساهمة هامة إضافية في تضاريس الشرايين فيما يتعلق بالأوردة خاصةً حيث وصف التقارب بين الشرايين والأوردة من أجل تبادل الحرارة والحفاظ عليها في الأطراف السفلية.(3)
وشخَّص ابن سينا هذه الحالة بالقول: “هو زيادة في القدم وسائر الرِّجل على نحو ما يعرض في عروض الدَّوالي، فيغلَّظ القدم ويكثفه”.
وفي السياق ذاته؛ كان الطبيب يعقوب الكشكري (عاش مطلع القرن الرابع الهجري)، قد قال: “إذا امتلأت عروق الدوالي بالدَّم العكر في السَّاقين وورمتاً ورماً عظيماً حتى صارتا أشبه برجل الفيل، ولا يتهيَّأ للمريض أن ينهض بهما من عِظَمِهما؛ فإنَّ هذه العِلَّة تُسمَّى داء الفيل”.
ابن سينا أم الزهراوي؟
أفادت بعض الدراسات التي تم إجراؤها على كُتب الطبيب الجرَّاح الكبير أبي القاسم الزهراوي الذي توُفِّي عام 1013 م ، إنه لربما كان سابقاً لابن سينا (المتوفى سنة 1037 م) في تشخيص داء الدوالي ومن ثم إجراء عمليات ناجحة لسلِّ العروق من السَّاق لعلاج الدوالي.
كما نجح الزهراوي – كونه المبتكر الأول لنحو مئتي أداة جراحية – في إجراء عملية سل العرق المدني بنجاح، منفذاً عمليات مشابهة لما اعتاد الأطباء على إجرائه لغاية القرن العشرين.
الطبيبان الكبيران تزامنا في العصر ذاته، لكن ابن سينا كان في بلاد فارس، بينما تواجد الزهراوي في أقصى الغرب الإسلامي (الأندلس)، ولربما تم تقديم الأول على الثاني في تشخيص داء الدوالي؛ بفعل الأثر الهائل الذي خلَّفه كتابه “القانون في الطب” على المشهدين الطبي والتعليمي في القارة الأوروبية لنحو ستة قرون كان فيها المرجع الأول لكليات الطب.
رأي ابن سينا في الأوردة ساعد الأطباء
بعده على فهم الدورة الدموية
أخطأ ابن سينا
في نمط تدفق الدم في الأوردة عن طريق القول: “إن جميع الأوردة تنشأ من
الكبد”.
انطلاقا من هذا المفهوم الخاطئ ؛ وصف الأوردة بأنها تستنزف بعيدا عن
الكبد وليس تجاهها ، وكذلك الأوردة لها فروع بدلا من الروافد.
تم نقل هذه
الفكرة أيضًا من جالينوس الذي وصف الدورة الدموية المفتوحة باحتواء الأوردة على
الدم – السوائل الجسدية البحتة للجسم -،
في حين أن
الشرايين عبارة عن مزيج من الروح والدم ، وهو مؤشر على ارتباطها بالمادة الروحية
والمادية، ارتبطت بأعضاء رئيسية مختلفة أيضًا،
وهي الكبد مع الأوردة والقلب مع الشرايين.
كانت أغراضها
متميزة أيضًا: نقل الأوردة السوائل التي حافظت على
الجسم وتغذيته، في حين أن الشرايين تنشر حيوية في شكل روح في جميع أنحاء الجسم.(4)
تعديل آراء جالينوس:-
وهكذا عدّل ابن سينا آراء جالينوس وفتح صفحة جديدة في علم الوظائف بعيدا عن الفهم القديم، وألمح إلى الدورة الدموية المغلقة من خلال وصف مفاغرة الدورة الدموية بأنها صلة بين إثنين من الأوعية الدموية، مثل بين الشرايين (مفاغرة الشرايين الشريانية)، بين الأوردة (مفاغرة وريدي وريدي) أو بين شريان وريدي (مفاغرة شرياني وريدي). المفاغرة بين الشرايين وبين الأوردة تؤدي إلى العديد من الشرايين والأوردة، على التوالي، والتي تخدم نفس الحجم من الأنسجة.
تحدث هذه
المفاغرة عادة في الدورة الدموية، حيث تعمل كطرق احتياطية لتدفق الدم إذا تم حظر
رابط واحد أو تعرضه للخطر، ولكن قد تحدث أيضًا بشكل مرضي.
وهذا يبين أن العلم يخضع دائمًا للتقدم والتغيير، لذلك فإن بعض المعلومات الواردة في “القانون في الطب” قد عفا عليها الزمن مع مرور الوقت.
فعلى سبيل المثال؛ اكتشاف الدورة الدموية الرئوية لابن النفيس (1213-1288م) ورفضه تعاليم، ساهم في دحض نظرية ابن سينا التي تشير إلى أن الدورة الدموية واحدة، بل إنما كبرى وأخرى صغرى.
المصادر:-
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK279250/
- القانون في الطب لإبن سينا، تحقيق ،ج1، ص87
- Mazengenya, P., and R. Bhikha. “A critical appraisal of 11th century treatise by Ibn Sina (Avicenna) on the anatomy of the vascular system: Comparison with modern anatomic descriptions.” Morphologie 102.337 (2018): 61-68.
- https://web.stanford.edu/class/history13/earlysciencelab/body/veinspages/veins.html
- https://www.loc.gov/resource/rbctos.2017vollb80650/?sp=63&r=-0.661,-0.033,2.323,1.429,0
- https://www.loc.gov/resource/rbctos.2017vollb80650/?sp=612
قصَّة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية، راغب السرجاني.
https://www.qdl.qa/العربية/archive/81055/vdc_100052704274.0x00000c
https://step1.medbullets.com/cardiovascular/108054/varicose-veins
توطئة:-
وصف ابن سينا في كتابه “القانون في الطب” ، أنواع الأوردة ووظائفها في الدورة الدموية بالاستناد إلى الأطباء الذين سبقوه، وأدرج في الكتاب ملاحظاته السريرية ونقده للطبيب الإغريقي جالينوس، الأمر الذي فتح الطريق أمام تقدم العلوم الطبية من بعده، وهو الذي ساهم أيضا بإعطاء جرعة كبيرة من التقدم لمجال علم الأعضاء والدورة الدموية بأنواعها.
وصف ابن سينا لوظائف الأوردة في كتابه القانون في الطب:-
كان لدى العالم الموسوعي ابن سينا (980- 1037م) العديد من المهارات التي مكنته من تأليف 450 كتابًا ومقالًا ، 240 منها ما زالت موجودة حتى اليوم.
أربعون من هذه المؤلفات تناولت الجانب الطبي التي جعلت منه أيقونة العصور الوسطى، خصوصا من خلال ما قدمه في موسوعته العلمية ” القانون في الطب “.. وهو الكتاب الذي أصبح مرجعاً للعديد من كليات الطب حول العالم، حيث تحدث ابن سينا فيه عن الأوردة بناءً على قراءاته وملاحظاته السريرية.
الدورة الدموية الكبرى:-
اليوم نعرف بأن
نظام الدورة الدموية أو الدورة الدموية الكبرى (نظام القلب والأوعية الدموية)
يوفر المواد
الغذائية والأكسجين لجميع الخلايا في الجسم، وهو يتألف من القلب والأوعية الدموية
التي تمر عبر الجسد كله، تحمل الشرايين الدم بعيدا عن القلب، الأوردة تحملها مرة
أخرى إلى القلب.
نظام الأوعية الدموية يشبه الشجرة: “الجذع” – الشريان الرئيسي (الشريان الأورطي) – يتفرع إلى الشرايين الكبيرة، ما يؤدي إلى أوعية أصغر فأصغر، أصغر الشرايين تنتهي في شبكة من الأوعية الصغيرة المعروفة باسم الشبكة الشعرية.(1)
وظائف الأوردة عند ابن سينا:-
وفقًا لابن سينا؛ فإن جميع الأوردة تنبع من الكبد، وتحمل دمًا غنيًا بالمغذيات إلى بقية الجسم. ووصف ابن سينا النظامين الوريديين الرئيسيين الذين يشتملان على الوريد البابي الذي يستنزف الدم الغني بالمغذيات من الأمعاء والأعضاء الهضمية التبعية إلى السطح المقعر للكبد، إلى جانب الوريد الوريدي الذي ينشأ من السطح المحدّب للكبد ويوزع الدم لبقية الجسم.
حيث أورد في كتابه القانون في الطب قائلاً:”أما العروق الساكنة؛ فإن منبت جميعها من الكبد، وأول ما ينبت من الكبد عرقان: أحدهما الجانب المقعر وأكثر منفعته في جذب الغذاء إلى الكبد ويسمى الباب، والآخر من الجانب المحدب ومنفعته إيصال الغذاء من الكبد إلى الأعضاء ويسمى الأجوف”.(2)
على الرغم من أن معظم الأوصاف التشريحية لجهاز الأوعية الدموية التي كتبها ابن سينا في قانون الطب تستمد أوجه التشابه من سابقيه، إلا أنه قدم استنتاجاته الخاصة، وخاصة وصفه للدورة المغلقة المغايرة للدورة المغلقة لجالينوس (130-210 ميلادية).
ولاحظ ابن سينا سريرياً، أنه إذا تم حظر الاتصال بين الأوردة السطحية وتلك العميقة في الأطراف ؛ فإن حالة تسمى الدوالي تتطور وغالبا ما ترتبط السمة الوريدية، وكانت تلك مساهمة هامة إضافية في تضاريس الشرايين فيما يتعلق بالأوردة خاصةً حيث وصف التقارب بين الشرايين والأوردة من أجل تبادل الحرارة والحفاظ عليها في الأطراف السفلية.(3)
وشخَّص ابن سينا هذه الحالة بالقول: “هو زيادة في القدم وسائر الرِّجل على نحو ما يعرض في عروض الدَّوالي، فيغلَّظ القدم ويكثفه”.
وفي السياق ذاته؛ كان الطبيب يعقوب الكشكري (عاش مطلع القرن الرابع الهجري)، قد قال: “إذا امتلأت عروق الدوالي بالدَّم العكر في السَّاقين وورمتاً ورماً عظيماً حتى صارتا أشبه برجل الفيل، ولا يتهيَّأ للمريض أن ينهض بهما من عِظَمِهما؛ فإنَّ هذه العِلَّة تُسمَّى داء الفيل”.
ابن سينا أم الزهراوي؟
أفادت بعض الدراسات التي تم إجراؤها على كُتب الطبيب الجرَّاح الكبير أبي القاسم الزهراوي الذي توُفِّي عام 1013 م ، إنه لربما كان سابقاً لابن سينا (المتوفى سنة 1037 م) في تشخيص داء الدوالي ومن ثم إجراء عمليات ناجحة لسلِّ العروق من السَّاق لعلاج الدوالي.
كما نجح الزهراوي – كونه المبتكر الأول لنحو مئتي أداة جراحية – في إجراء عملية سل العرق المدني بنجاح، منفذاً عمليات مشابهة لما اعتاد الأطباء على إجرائه لغاية القرن العشرين.
الطبيبان الكبيران تزامنا في العصر ذاته، لكن ابن سينا كان في بلاد فارس، بينما تواجد الزهراوي في أقصى الغرب الإسلامي (الأندلس)، ولربما تم تقديم الأول على الثاني في تشخيص داء الدوالي؛ بفعل الأثر الهائل الذي خلَّفه كتابه “القانون في الطب” على المشهدين الطبي والتعليمي في القارة الأوروبية لنحو ستة قرون كان فيها المرجع الأول لكليات الطب.
رأي ابن سينا في الأوردة ساعد الأطباء
بعده على فهم الدورة الدموية
أخطأ ابن سينا
في نمط تدفق الدم في الأوردة عن طريق القول: “إن جميع الأوردة تنشأ من
الكبد”.
انطلاقا من هذا المفهوم الخاطئ ؛ وصف الأوردة بأنها تستنزف بعيدا عن
الكبد وليس تجاهها ، وكذلك الأوردة لها فروع بدلا من الروافد.
تم نقل هذه
الفكرة أيضًا من جالينوس الذي وصف الدورة الدموية المفتوحة باحتواء الأوردة على
الدم – السوائل الجسدية البحتة للجسم -،
في حين أن
الشرايين عبارة عن مزيج من الروح والدم ، وهو مؤشر على ارتباطها بالمادة الروحية
والمادية، ارتبطت بأعضاء رئيسية مختلفة أيضًا،
وهي الكبد مع الأوردة والقلب مع الشرايين.
كانت أغراضها
متميزة أيضًا: نقل الأوردة السوائل التي حافظت على
الجسم وتغذيته، في حين أن الشرايين تنشر حيوية في شكل روح في جميع أنحاء الجسم.(4)
تعديل آراء جالينوس:-
وهكذا عدّل ابن سينا آراء جالينوس وفتح صفحة جديدة في علم الوظائف بعيدا عن الفهم القديم، وألمح إلى الدورة الدموية المغلقة من خلال وصف مفاغرة الدورة الدموية بأنها صلة بين إثنين من الأوعية الدموية، مثل بين الشرايين (مفاغرة الشرايين الشريانية)، بين الأوردة (مفاغرة وريدي وريدي) أو بين شريان وريدي (مفاغرة شرياني وريدي). المفاغرة بين الشرايين وبين الأوردة تؤدي إلى العديد من الشرايين والأوردة، على التوالي، والتي تخدم نفس الحجم من الأنسجة.
تحدث هذه
المفاغرة عادة في الدورة الدموية، حيث تعمل كطرق احتياطية لتدفق الدم إذا تم حظر
رابط واحد أو تعرضه للخطر، ولكن قد تحدث أيضًا بشكل مرضي.
وهذا يبين أن العلم يخضع دائمًا للتقدم والتغيير، لذلك فإن بعض المعلومات الواردة في “القانون في الطب” قد عفا عليها الزمن مع مرور الوقت.
فعلى سبيل المثال؛ اكتشاف الدورة الدموية الرئوية لابن النفيس (1213-1288م) ورفضه تعاليم، ساهم في دحض نظرية ابن سينا التي تشير إلى أن الدورة الدموية واحدة، بل إنما كبرى وأخرى صغرى.
المصادر:-
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK279250/
- القانون في الطب لإبن سينا، تحقيق ،ج1، ص87
- Mazengenya, P., and R. Bhikha. “A critical appraisal of 11th century treatise by Ibn Sina (Avicenna) on the anatomy of the vascular system: Comparison with modern anatomic descriptions.” Morphologie 102.337 (2018): 61-68.
- https://web.stanford.edu/class/history13/earlysciencelab/body/veinspages/veins.html
- https://www.loc.gov/resource/rbctos.2017vollb80650/?sp=63&r=-0.661,-0.033,2.323,1.429,0
- https://www.loc.gov/resource/rbctos.2017vollb80650/?sp=612
قصَّة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية، راغب السرجاني.
https://www.qdl.qa/العربية/archive/81055/vdc_100052704274.0x00000c
https://step1.medbullets.com/cardiovascular/108054/varicose-veins