Site icon العربي الموحد الإخبارية

ابن الرومية …النباتي الزهري العشاب

نشأة ابن الرومية :-

أحمد بن محمد بن مُفَرِّجٍ بن عبد الله، أبو العباس الإشبيلي الظَّاهرِي، النباتي ، الزَّهْرِي، العَشَّاب، المعروف بابن الرومية ،الإمام الحافظ الطبيب، وُلِدَ في إشبيلية سنة 561هـ.

كان جده من موالي بني
أمية، وقد تعلم جده علم الأعشاب الطبية عن مولاه، وكان أحد أطباء قرطبة، ومارَس
العشابة والمعالجة بها كحرفة له، وتعلم والد أبي العباس علم النبات الطبي
(العشابة) عن والده، وتزوَّج أبوه من امرأةٍ رومية من نصارى الأندلس، فأنجبت له
ابنه أحمد، ولذلك لُقِّب بابن الرومية.

رسم لمدينة إشبيلية
رسم لمدينة إشبيلية حيث ولد ابن الرومية (الرسم يعود للعام 1619 م) – مكتبة الكونغرس

مكانته العلمية:-

واحد عصره في علمين انفرد
بهما: الحديث والاستكثار من روايته، والنباتات والبحث عنها، وكلاهما كان يضطره إلى
الرحلة والأسفار، ومعرفته الجيدة بالنبات أكسبته شهرة في علم الصيدلة، وافتتح
دكانا يبيع بها الحشائش.

جال الأندلس ورحل إلى
المشرق، فزار مصر سنة 613هـ وأقام فيها وبالشام والعراق والحجاز نحو سنتين، يأخذ
عن شيوخها الحديث وعن منابتها الأعشاب، حتى برع في الأول حفظاً ونقداً وعلماً
بتواريخ المحدّثين وأنسابهم ووفياتهم وتعديلهم وتجريحهم، وبرع في الثاني مشاهدةً
وتحقيقاً، وألَّف في كليهما كتباً.

أكرمه السلطان الملك
العادل (صاحب مصر)، وفرض له مرتباً واستبقاه في مصر فلم يفعل، وعاد إلى إشبيلية،
ورآه المؤرِّخ الأندلسي ابن الأبَّار في دكانه أكثر من مرة شهد له بأنه فاق أهل
عصره في معرفة النبات وتمييز الأعشاب.

مذهبه:-

كان ظاهرياً، منحياً على
أهل الرأي، متعصباً لابن حزم، بعد أن كان مالكياً متفقهاً على ابن زَرْقون في مذهب
المالكية.

أقوال العلماء فيه:-

قال ابن الأبَّار: “كان
بصيراً بالحديث ورجاله، وله مجلد مفيد فيه استلحاق على «الكامل» لابن عَدِيٍّ،
وكانت له بالنبات والحشائش معرفة فاق فيها أهل العصر، وجلس في دكَّانٍ لبيعها، سمع
منه جُلُّ أصحابنا”.

وقال ابن نقطة: “كتبت
عنه، وكان ثقةً، حافظاً، صالحاً”.

وقال لسان الدين الخطيب:
“قام على الصنعتين؛ لوجود القدر المشترك بينهما، وهما الحديث والنبات، إذ
موادهما الرِّحلة والتَّقييد، وتصحيح الأصول وتحقيق المشكلات اللفظية، وحفظ
الأديان والأبدان”.

كتب ابن الرومية :-

  1. التذكرة، ذكر فيه مشايخه من الرجال والنساء الذين روى عنهم.
  2. المعلم بزوائد على البخاري ومسلم.
  3. نظم الدراري فيما تفرد به مسلم عن البخاري.
  4. توهين طرق حديث الأربعين.
  5. فهرسة، أفرد فيها روايته بالأندلس من روايته بالمشرق.
  6. الحافل، كتاب ضخم، جعله ذيلاً لكتاب «الكامل في ضعفاء الرجال» لابن عَدِيٍّ، واختصر «الكامل» هذا في مجلدين.
  7. تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس.
  8. الرحلة المشرقية، والذي نقل عنه ابن البيطار كثيراً، وقد ألَّفه ابن الرُّومية بعد عودته من رحلته إلى الشَّرق، وسجَّل فيه نتيجة أبحاثه ومشاهداته، وخصوصاً بسواحل البحر الأحمر، بيد أن هذا الكتاب مفقود، والذي حُفِظَ منه هو المعلومات التي نقلها ابن البيطار.
  9. تركيب الأدوية.
تعمق ابن الرومية في دراسة الأعشاب والنباتات

وصفاته النباتية:-

ابن الرومية أو أبو العباس النباتي تمتع بتعمُّقه في مجال توظيف النباتات والمعادن وغيرها للأغراض الصحية وبغية استعمالها من قبل المرضى والمصابين في العلاجات والترياقات، ومن بين وصوفاته:

  • الحَزاه: اسمٌ لنبتةٍ حَزريَّة الوَرَق إلى البياض حَزري الشَّكل إلى الطُّول، في طعمه يسير حَرافه (حار) وساقه في غُلظ الإصبع، يتفرَّق في أعلاه أغصان دِقاق مُتشعِّبة عن أكلهُ كرنريةُ الشَّكل إلى الصُفرة ، يُشابه أكل الجَزَر البري، يُخلِّف بِزراً لاطياً مُروَّاً عدسي الشَّكل مع طول حريف الطَّعم فيه عطرية، وطعم ورقه وأصله طعم الجَزَر والرَّازيانج معاً يسير حرافه (حارق)، رأيتُهُ بأرض بابل من أعمال قُرَى الكوفة، ورأيتُ البزر منه ببغداد معروفٌ بهذا الاسم.
  • الأُرجيْقنَة: هو المعروف عند البناءين والصَّبَّاغين بالأُرجَيقن يُجلَب إليهم من المغرب من أجوار بجاية، وأطيبه عندهم ما كان من شَطْنَف، وهو معروفٌ بأفريقية (تونس) أيضاً، وجُرِّبَ منه النفع من الاستسقاء، ويُذهِب اليرقان مطبوخاً بالزَّبيب ومعجوناً بالعسَل، وهو دواءٌ مألوفٌ طعمه بيسير مرارة يشبهُ طعم أصل الحَرشَف بعض شبهه، وكذلكَ يُشبهُ أيضاً بعض شبهٍ للنَّباتِ المعروفِ عن المحَّارين الأرزّلهُ في هيأة أصوله وورقهِ وزهرهِ وطعمه، إلَّا أنَّ ورق الأُرجَيقَن يميلُ إلى البياض وهو أزغَب، ومنهُ ما هُوَ غير مُقطَّعْ الورق إلَّا أنَّهُ أعرض قليلاً، ويخرجُ في تضاعيف الورق ساقٌ قصيرةٌ في أعلاها رؤوس مُستديرة، عليها زهرٌ أبيضٌ يُشاكِل هَيأتها وقَدْرها رؤوس العُصْفُر البرّي والزَّهر، ولها شوكٌ قليلٌ لَيِّن.

وفاة ابن الرومية :-

توفي ابن الرومية فجأةً في إشبيلية، يوم الإثنين، في شهر ربيع الأول، سنة 637هـ.

المصادر:

  • الإحاطة في أخبار غرناطة (1/83).
  • الأعلام (1/218).
  • سير أعلام النبلاء (22/58/رقم 40).
  • شذرات الذهب في أخبار من ذهب (7/321).
  • نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب (2/596/رقم 221).
  • تاريخ النبات عند العرب، أحمد عيسى.
  • مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، العمري.
Exit mobile version