Site icon العربي الموحد الإخبارية

قطب الدين الشيرازي .. الفلكي والعالِم الموسوعي الكبير

قطب الدين الشيرازي – اسمه ونشأته:-

محمود بن مسعود بن مصلح، قطب الدين الشيرازي الفارسي، قاضٍ ومفسر عالم بالعقليات، وُلِدَ بشيراز الإيرانية سنة 634هـ-1236م.

مكانته العلمية:-

يعتبر
قطب الدين الشيرازي من علماء الرياضيات، والفلك، والفيزياء، والفلسفة البارزين.

تعليق بقلم قطب الدين محمود بن مسعود الشيرازي على كتاب التذكرة في الهيئة أطروحة عن النظام الفلكي الوارد في المجسطي من تأليف بطليموس كتبها نصير الدين محمد بن محمد الطوسي (توفي سنة 1274 م).

كان أبوه طبيباً في شيراز، فأخذ عنه، وعن عمه، وعن الزكي الركشاوي، والشمس الكُتبي، ثم سافر إلى نصير الدين الطوسي، فقرأ عليه وبرع عنده.

انتقل
بعد ذلك إلى بلاد الروم، وأكرمه ملكها، وولي قضاء سيواس وملطية، وارتحل بعد ذلك
إلى الشام، ثم سكن تبريز، وحصَّل فيها العلوم العقلية.

وكان
يخالط الملوك، متحرزاً، ظريفاً، مزاحاً، لا يحمل هماً، ولا يُغيِّر زي الصوفية،
وكان يجيد لعب الشطرنج ويديمه، ويتقن الشعبذة، ويضرب بالرباب، ويجلس في حلق
المساخر.

توجه
في آخر حياته إلى التصوف، ووضع بعض المصنفات في علوم القرآن والحديث.

إسهامات قطب الدين الشيرازي العلمية:

قطب الدين الشيرازي صاحب العديد من الإسهامات في ميادين الفيزياء والفلك والهندسة، ومن هذه الإسهامات:

  • في علم الفيزياء: شرح قوس قزح شرحاً وافياً يعد الأول من نوعه، فبين أن
    ظاهرة القوس هذه، تحدث من وقوع أشعة الشمس على قطيرات الماء الصغيرة الموجودة في
    الجو عند سقوط الأمطار، وحينئذ تعاني الأشعة انعكاساً داخلياً، وبعد ذلك تخرج
    الأشعة إلى عين الرائي.
  • في علم الفلك: تابع أعمال أستاذه نصير الدين الطوسي، فطوَّر نموذجاً فلكياً
    لعطارد كان الطوسي قد بدأه، وشرح أفكاره في علم الفلك.
  • في الهندسة: شرح أفكار نصير الدين الطوسي الغامضة في الهندسة.

منهج قطب الدين الشيرازي العلمي:-

كان
قطب الدين الشيرازي يعتمد في بحوثه على المشاهدة والتجربة والاستنتاج، مع الأخذ
بالبرهان الرياضي على المسائل الفيزيائية والفلكية.

رحَّالة ودبلوماسي:-

زار
قطب الدين الشيرازي عدداً من البلدان، فذهب إلى خراسان، والعراق، وفارس، ومصر.

وإلى
جانب النشاط العلمي تميَّز بالجانب الدبلوماسي، حيث عُيِّن قاضياً في سيواس وملطية
الإيرانية، ثم دخل في خدمة ملوكها، وقد أرسله أحد الملوك في بعثة إلى المنصور سيف
الدين قلاوون سلطان المماليك في القاهرة؛ من أجل عقد معاهدة سلام بين الطرفين،
فسافر إلى مصر وبقي فيها مدة قبل أن يعود إلى تبريز.

التحفة الشاهية – اكتملت النسخة في ٢٢ رمضان ٧٣٧ (الموافق ١٨ سبتمبر ١٣٥٦) في مجاورة خانكة السلطان المملوكي الملك الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون (حكم على فترات متقطّعة ١٢٩٣-١٣٤١) في القاهرة، وتم مقارنتها بعيّنة الأصل في ٢ شوّال ٧٣٧ (الموافق ٢٨ سبتمبر ١٣٥٦) بواسطة صاحب الكتاب الأول محمود بن مسعود بن إسحاق بن محمد بن محمود بن أحمد الإسحاقي المرشدي الشيرازي.

أقوال العلماء فيه:

  • قال عنه الذهبي: “كان ذا ذكاء باهر، ومزاح ظاهر”.
  • وقال السيوطي عن قطب الدين الشيرازي : “كان من بحور العلم، ومن أذكياء العالم؛ يخضع للفقهاء، ويلازم الصلاة في الجماعة؛ وإذا صنَّف كتاباً صام، ولازم السهر، ومسودته مبيضة”.

ولما وفقني الله تعالى لصرْف الهِمَّة إلى طلبه (العلم) في حداثة السِّن، على قصور باعي ووفور ضياعي، وضعف مواجب جدي، وقوة الصوارف عن قصدي، كنتُ أسعى في البلاد، وأسأل عن الأساطين الأوتاد كي استضيء بأنوارهم وأعشو إلى ضوء نارهم ، فأتنسَّم من حِماهِم شذى طيِّب، وإن لم أحصُل على فارة وأتبصَّر من سناهم لمع برق، وإن لم أصِل ناره إلى أن وافقني التوفيق، فوجهني تلقاء مدين المجد الأشَم، وهداني سبيل مدينة العٌلوم والحُكم ، الحضرة العُليا، والسّدة السنية هي حضرة من أشتات الكمال، وسدة من آل إليه كُلُّ من انتسَبَ إلى فضل أو أفضال المولى الأعظم، والإمام الأفضل الأعلم، مقتدى أئمة العالم، محيي علوم الأولين ومكمِّلها، جامع دقائق الآخرين ومفصِّلها، أستاذ فاضل الدُّنيا، مُظهر كلمات اللهِ العُليا، مالك نواحي الأحكام ، ماضي الفتاوى في تبيين الحلال والحرام، قُطب الملة والحق والدِّين، ضياء الإسلام والمسلمين (أبو الثناء محمود) ابن الإمام المعظَّم والبحر الأعظم ، ضياء الملَّة والدين مسعود الشيرازي من تتزَيَّن به ألقابه وتتشرف به أنسابه، لا زال ظلُّ معاليه ظليلاً، وإمداد نعم الله عليه بكرة وأصيلاً، فوَرَدتُ ماءها وعليه أثمه الناس يسقون ويستقون، ويسمون إلى معارج الكمال ويرتقون، ورأيتُ منه شمساً طالعة من أفق الاعتلاء، ساطعة أنوارها عن كبد السَّماء، يفيض بأنواع الحكم على ساكني ذُراه، ويفيد أصناف النعم كل من يأوي إلى حريم حماه… فلمَّا استسعدتُ بالمثول بين يديه، ورآني على ما كنتُ عليه من وفورِ الطلب وشدة الأرب؛ شرَحَ بلطفه صدري، وشدَّ بعطفه أزري، وراش جناحي، وجلى صباحي، وأقام أمري بعد سنادي، وأيقظ جدّي بعد رُقاده، ونظمني في سلك خدَمِهِ، وأفاضَ عليَّ من نِعَمِهِ..

— عالم البصريات كمال الدين الفارسي يتحدث عن أستاذه قطب الدين الشيرازي .


كتبه:-

  1. شرح المختصر لابن الحاجب.
  2. شرح كتاب الأسرار للسُّهْرَوَرْدِيِّ.
  3. فتح المنان في تفسير القرآن.
  4. مشكلات التفاسير.
  5. حكمة الإشراق.
  6. تاج العلوم.
  7. شرح كليات القانون في الطب لابن سينا.
  8. مفتاح المفتاح: كتاب في البلاغة.
  9. غرة التاج: كتاب في الفلسفة والحكمة.
  10. نهاية الإدراك في دراية الأفلاك: كتاب في علم الفلك، قال عنه سارطون:
    “يشتمل على موضوعات مختلفة، تتعلق بالفلك، والأرض، والبحار، والفصول،
    والظواهر الجوية، والميكانيكا، والبصريات”.
  11. رسالة في بيان الحاجة إلى الطب وآداب الأطباء ووصاياهم.
  12. الانتصاف، شرح الكشاف.
  13. التحفة الشهية: كتاب في علم الفلك.
  14. التبصرة: كتاب في علم الفلك.
  15. شرح التذكرة الناصرية.
  16. رسالة في البرص.
شرح كليات القانون في الطب لابن سينا

وفاته:-

توفي في تبريز، 17 رمضان، سنة 710هـ-1310م.

اقرأ هنا تقي الدين الدمشقي.. المهندس الميكانيكي ورائد الفلك

المصادر:

  • الأعلام (7/187).
  • بُناة الفكر العلمي في الحضارة الإسلامية (37/1).
  • بغية الوعاة (2/282/رقم 1983).
  • العبر في خبر من غبر (4/25).
  • معجم المؤلفين (12/202).
  • تنقيح المناظر لكمال الدين الفارسي.

https://cataloging.wdl.org/en/item/17705/#q=+tabriz&page=2

Exit mobile version