Site icon العربي الموحد الإخبارية

ابن وافد .. البارع في علوم الطب والصيدلة والنبات

اسمه ونشأته:-

ابن وافد هو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكبير بن يحيى بن وافد بن مهند، أبو الـمُطَرِّفِ اللَّخْمِيُّ، وُلِدَ في طُلَيْطِلَةَ، في شهر ذي الحجة، سنة 387هـ، وعاش واستقر في مدينة قرطبة، وكان من وجهاء المدينة وأشرافها ووزرائها.

مكانته العلمية:-

برع في علوم الطب والصيدلة والنبات، وفوق ذلك كان رجلاً سياسياً محنكاً، حيث تولى الوزارة في بلاد الأندلس، فقد جمع بين العلم والسياسة، حيث درس الطب على أيدي العلامة أبي القاسم الزهراوي، ودرس علوم الصيدلة والنبات، واهتم بالفلاحة والأدوية المستخلصة من الأعشاب الطبيعية

ابن وافد اهتم بالأدوية المستخلصة من النباتات
الاهتمام بالفلاحة والأدوية المستخلصة من النباتات

واعتنى عناية بالغة بقراءة كتب جالينوس وتفهمها، ومطالعة كتب أرسطوطاليس، وغيره من الفلاسفة، وتمهَّر بعلم الأدوية المفردة حتى ضبط منها ما لم يضبطه أحد في عصره، وألَّف فيها كتاباً جليلاً لا نظير له، أمضى في تأليفه 20 عاماً، جمع فيه ما تضمن كتاب ديسقوريدس وكتاب جالينوس المؤلفان في الأدوية المفردة، ورتَّبه أحسن ترتيب، وهو الكتاب الذي تُرجم إلى اللاتينية باسم «De medicamentis simplicibus».

منهجه الطبي في التداوي:-

  1. لا يرى التداوي بالأدوية ما أمكن التداوي بالأغذية، فإذا دعت الضرورة إلى الأدوية فالأفضل التداوي بالأدوية البسيطة دون المركبة، وإذا كان لا بد من تركيب الأدوية، فالأفضل عدم الإكثار والاقتصار على الأقل ما أمكن ذلك.
  2. يرى أن للماء دوراً علاجياً مهماً للجسم البشري.
  3. حمل شعار «الغذاء قبل الدواء»، حيث كان يعالج الأمراض بالتغذية والأعشاب الطبيعية.

كتب ابن وافد:-

  1. الأدوية المفردة: يعتبر من أهم كتب الأدوية وعلم الصيدلة، حيث جمع فيه ما تضمنه كتاب ديسقوريدس وكتاب جالينوس في الأدوية المفردة ورتبه أحسن ترتيب، وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللاتينية باسم «كتاب في العقاقير البسيطة»، وقد انتشر في أوروبا خلال القرون الوسطى، وكان من أهم المراجع العلمية لعلماء الغرب.
  2. الوساد في الطب.
  3. مجربات في الطب، والذي يتناول العلاجات الطبية التي جُرِّبت وأُثبِتت فاعليتها.
  4. تدقيق النظر في علل حاسة البصر.
  5. المغيث.

اقتباسات من كتابه الأدوية المفردة :-

فيما يلي بعضاً من الفقرات التي أوردها ابن وافد في كتابه ” الأدوية المفردة “:

  • أدوية السُّعَال: هذه الأدوية تُنسَب إلى السُّعَال من وجهين: أحدهما يُقال: إنَّهُ دواء السُّعال، لأنَّهُ يُحدِث السُّعال، والثاني يُقال: إنهُ يُسْكِن السُّعال؛ وقوَّة هذه ضدَّ قوَّة تِلْك، وذلكَ لأنَّ قوَّة المُحدِث للسُّعال ملطِّفة، وقوَّة المُسَكِّن مغلِّظة، والقوَّة المغلّظة موجودة في الجواهر الباردة الغليظة، مثل المغرية والمسدّدة، وأمَّا المُحدِثَة للسُّعال فقوَّتها مُلَطِّفة، والمُلَطِّفة موجودة في الجواهر الحارَّة اللطيفة، لأنَّ الرُّطوبات التي يُحتاج أن يخرجها السُّعال تحتاج إلى أشياء تقطعها وتجفِّفها، ولمَّا استنفذَ جالينوس ذِكْر الأدوية المُنقية الفتَّاحة للمسام والثقب، التي هي: الكرسنة، والترمس، واللوز المُر، وبزر الأنجرة، وأصل السُّوس، والعنصل، وسائر الأشياء التي الغالب عليها الطَّعْم المُر؛ قال: ومن ذلك: البورق، والنطرون، والشِّيح، والقيسوم، وسائرُ الأدوية الأُخَر الشبيهة بهذه، متى تناول منها إنسان شيئاً مع الطعام، أو مع الشَّرَاب، تبيَّن من فِعْلِهَا هذا بعينه، وجميع هذه الأدوية، مع ما وصَفْت، أنَّها تُلَطِّف الأخلاط الغليظة اللَّزِجَة كما الأدوية المغرية كلها تغلِّظ وتُلَزِّج ما في البدن من الأخلاط.
  • الأدوية التي تصلُح لتقطيع الحصا المتولِّد في الكِلى والمَثانة: هي أدوية لا تجفِّف إلَّا أنَّها بليغة التقطيع، جيدة بمنزلة أصل الهليون، ولكن حرارتها أقل ما يكون، وذلك لأنَّ الحرارةَ تَجْمَع الحصى لتجفيفها إيَّاها ولا تقطعها وتفتحها.
  • برشياوشان: هي كزبرة البئر وأيضاً شعر الخنزير.. هو نباتٌ له ورقٌ شبيه بورق الكزبرة، مشقق الأطراف ، وأغصان صلبة دِقاق طولها نحو من شبر ، وليس لها ساق ولا زهر ولاثمر..إذا خُلط (طبيخ النبتة) بماء الرَّماد؛ نقَّى نخالة الرأس، وقلع القروح الرَّطبة العارضة فيه، وإذا خُلِطَ باللاذن، ودهن الآس، ودهن السَّوسن، والزوفا، والشَّراب، أمسَكَ الشعر المُتَسَاقِط.
اُشتهر بعلم الصيدلة وتحضير المركبات الدوائية.
  • شقاقل : يُشبهُ ورقة الجلَّبان المعروف بالبسلة (البازلاء)، هو نباتٌ له عروقٌ في غُلظِ السَّبَّابة طوال متشنِّجة في عقده ورق، وفي طرف القضيب زهر كنوَّار البنسفج إلَّا أنَّه أكبر منه، فإذا سقط أخلف بزراً أسود على قدر الحُمُّص مملوءاً من رطوبة سوداء، حلو الطَّعم، وينبُت في المواضع الظَّليلة.
  • التوتياء: منها ما يكونُ في المعادن، ومنها ما يكونُ في الأتانين التي يُسبك فيها النُّحاس كما يكون الإقليميا، وهي المُسمَّاة باليونانية: نمقولين، أمَّا المعدنية فهي ثلاثة أجناس، فمنها بيضاء، ومنها خضراء، ومنها صفراء تُشرب بحمرة ومعادنها على سواحل بحر الهند والسِّند وأجودها التي يراها النَّاظِر كأنَّ عليها ملْحاً، وبعدها الصفراء، فأمَّا الخضراء فأن فيها جروشة وهي مُثَقَّبة ويؤتى بها من الصين، والبيضاء ألطف أجناس التوتياء، والخضراء أغلظها.
  • شَادِرُوَان: معناه بالفارسية سَواد العصاه، وهي شيءٌ أسود يُصبغ به العُود بعُمان، وهو يدخل في الطيوب والغوالي، ولا رائحة له.

كتاب الوساد:-

تناول ابن وافد في كتابه الوساد في الطب؛ سائر الأدوية المعروفة في عهده والتي يُستعان بها لعلاج بعض الحالات المرضية من قبيل التورُّم والبثور وتقرُّحات الجلد فضلاً عن الشلل والكُزاز، بالإضافة إلى الدُّوار.

ويعتقد البعض أن كتاب “الوساد” يحمل اسماً آخراً هو “المُجرَّبات” والبعض الآخر يعتقد بأن الاسم الصحيح له هو “الرشاد في الطب”.

تم نسخ هذه المخطوطة المرفقة “الوساد” بالفارسية في القرن التاسع عشر، أي بعد نحو 8 قرون من وفاة ابن وافد، ويبدو أن النَّاسخ لم يستطع أن يقرأ بعض الكلمات الواردة في الكتاب الأصلي، وذلك بفعل تأثر خطَّها بظروف الزمن المختلفة.

هذه المخطوطة متواجدة في مكتبة ويلكوم (لندن).

وفاة ابن وافد:-

توفي سنة 467هـ، وكان ذا ثروة وغنى واسع.

اقرأ أيضاً: البيمارستان النوري في دمشق .. أحد أبرز تجليات تقدم المسلمين في المجال الطبي

المصادر:

  • عيون الأنباء في طبقات الأطباء (496).
  • ابن وافد.. رجل الصيدلة والعلاج بالتغذية.
  • مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، العمري.
  • المكتبة الرقمية العالمية.

https://www.alittihad.ae/article/34362/2017/-ابن-وافد–رجل-الصيدلة-والعلاج-بالتغذية

https://www.freepik.com/free-photo/top-view-spoons-with-seeds_951978.htm#page=4&query=plant+seed&position=31

Exit mobile version