Site icon العربي الموحد الإخبارية

الزهراوي.. أهدى البشرية طريقة لاستئصال حصى المثانة

قدم الطبيب العربي المسلم أبو القاسم الزهراوي مجموعة من المساهمات الجليلة، التي دفعت علم الجراحة الطبية نحو مستويات متقدمة جداً، ومن ذلك ابتكاره منهجية جديدة لاستئصال حصى المثانة، إلى جانب أداة مبضع”النشل”، ساعد عبرهما في تقليل معدل الوفيات والمرضى من العمليات غير الناجحة.

منهجية الزهراوي وأدواته في استخراج حصى المثانة:-

كتب الزهراوي عن كيفية استخراج الحصاة من المثانة البولية، وذلك في الفصل الستين من الباب الثاني لكتابه الشهير “التصريف لمن عجز عن التأليف”، حيث ابتكر آنذاك نهجاً جديداً في عملية الاستئصال، كما اخترع مشرطًا جديدًا لإنجاز ذلك العمل.

 كان ابتكار الزهراوي لبِنةً مهمة في صرح تطور جراحة حصوة المثانة، ذلك لأن مساهمته ساعدت في في تقليل معدل الوفيات والمرضى بفعل العمليات غير الناجحة.

يشار إلى أن الزهراوي عاش في الأندلس بين عاميّ 936-1013
ميلادية، وحينما كان يؤلف ملخصاته وكتبه العظيمة؛ كانت أوروبا تغطُّ في سباتٍ عميق
وجهل مطبق، لم تصحُ منهما إلا بعد قرون تالية.

أهم اختراعات الزهراوي، آداة مبضع "النشل"
كان الزهراوي رائداً في ابتكار الأدوات الجراحية

استخراج الحصى من المثانة البولية قديماً:-

إحدى أقدم العمليات الجراحية في التاريخ، هي تلك التي تم من خلالها شق العِجان وصولاً إلى عنق المثانة لبلوغ الحجر واستخراجه، وقد سادت هذه المنهجية في اليونان والهند.

منهجية الزهراوي وتأثره بالرازي:-

يمثل الاهتمام الكبير للزهراوي بإتمام التشخيص الصحيح قبل الشروع في العملية الجراحية، تأثراً بمنهجية الطبيب الشهير محمد بن زكريا الرازي (841-926 م)، الذي كان أول من أعطى أهمية قصوى للملاحظات السريرية والتشخيص التفريقي. 

الزهراوي كان بمثابة الظاهرة الطبية خلال العصور الوسطي

كيفية تنفيذ العملية:-

ويبدأ الزهراوي
عمليته بمعرفة نوع الحصى، إذ أن بعض الحجارة قد يكون لها زوايا وحواف تجعل
استخراجها أمراً صعبًا، في حين يكون بعضها الآخر ناعماً مثل الجوز، وهو قابل
للدوران، وبالتالي يمكن اخراجه بسهولة.

في حالة الحصى ذات الزوايا والحواف الحادة؛ يقوم الزهراوي بتوسيع رقعة المد في الشق قليلاً، ثم يناور لاخراج الحجر المتمنع، وذلك إما عن طريق تثبيته بملقط قوي حتى لا ينزلق؛ أو عبر تقديم أداة نحيلة مع نهاية منحنية تحت الحصى، وإن لم يستطع إدارة الحجر؛ فإنه يقوم بتوسيع الشق قليلاً؛ وإذا كان هناك بعض النزيف الموضعي، يعمد إلى إيقافه بالزيت.

استطاع الزهراوي العثور على حلول لكثير من الأمور الطبية العالقة

في حالة العمليات المعقدة:-

أما عند مصادفة
أكثر من حجر في الموضع المذكور؛ فإن الزهراوي يقوم بالضغط على عنق المثانة
أولاً  ثم يعمد إلى شقها قليلاً، ويدفع
الحصى الكبيرة ثم الصغيرة، ويستمر في فعل الشيء ذاته إذا كان هناك أكثر من حجرين.

ولكن إذا كان
الحجر كبيرًا جدًا؛ فإن للزهراوي مقولة بشأنه وهي “فمن الجهل المطلق التقليل
منه باستخدام شق كبير جدًا، لأن هذا سيخضع المريض لنتيجة من اثنتين:
إما أنه قد يموت
أو يعاني من سلس دائم، لأن موقع الجرح لن يشفى أبدًا.
بدلاً من ذلك يجب
أن تحاول التلاعب بالأحجار، أو المناورة لكسرها بالكلاليب خاصة حتى تخرج تدريجيا”.(2)

المبضع الخاص بعمليات الزهراوي:-

 أما المبضع الذي اخترعه الزهراوي؛ فإنه يختلف عن مشرط حجرية المثانة، الذي كان مستخدمًا خلال العصرين اليوناني الروماني في القرن الأول الميلادي.

ابتكر الزهراوي 200 أداة استخدمت في عمليات الجراحة

فقد كان مشرط “النشل” للزهراوي مستقيما بحافتين، علوية سميكة وعريضة مما يمكّن الإبهام من ممارسة الضغط عليها، بينما كانت الحافة (السفلية) الأخرى حادة تقطع بشكل دائرة نصفية.

مشارط طبية مماثلة لمبضع الزهراوي:-

كان المشرط الذي يطلق عليه باللاتينية “نواكيلا Novacula”،  يشبه كثيرا مشرط الزهراوي، والذي استخدمه كل من الجراح الإيطالي ماريانوس سانكتوس (Marianus Sanctus )، في القرن السادس عشر الميلادي، والمشرط الذي استخدمه الجراح الإنجليزي الشيلسن (Shelsden)، في القرن الثامن عشر الميلادي، وجاك دي بوليو الفرنسي في القرن السابع عشر الميلادي.. وجميعهم قاموا بنفس مراحل الطبيب العربي المسلم في تفتيت حصى المثانة.(3)

المصادر:-

  1. Abdel-Halim,
    Rabie E., et al. “Extraction of urinary bladder stone as described by
    Abul-Qasim Khalaf Ibn Abbas Alzahrawi (Albucasis)(325-404 h, 930-1013
    AD).” Saudi medical journal 24.12 (2003):p 1283-1291.
  2. الزهراوي في الطب لعمل الجراحين، الباب2، الفصل60، 
    في إخراج الحصاة.
  3. Kaadan, Abdul
    Nasser. “Albucasis and extraction of bladder stone.” JOURNAL OF THE
    INTERNATIONAL SOCIETY FOR THE HISTORY OF ISLAMIC MEDICINE (ISHIM) (2004):p 28.
Exit mobile version